الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبحث عن دكتاتور جديد

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


السّوري يبحث عن دكتاتور، فقد ملّ الحياة السّورية، ولم يعد بشار الأسد دكتاتوراً قادراً على السيطرة على القطعان.
اختلطت الأوراق، فهؤلاء الشباب الذين قتلوا من أجل كلمة حرّية دماءهم تتبرأ من السّوريين. السّوريون اليوم سنة، ودروز، واسماعيليين، وعلويين ، ثم عرباً، وأكراداً ومسيحيين.
السوريون : ناصريون، وصداميون، وأوجلانيون، وبرزانيون، وسريان، وآشور، وتركمان.
الجميع ينادي بالحريّة ، ولا نعرف عن أيّة حرّية يتحدث بعد أن ضاع الحق، وانتصر الباطل.
النّظام، أو ربما إيران تحكم اليوم دمشق والساحل السوري، والفدرالية الكردية في الشمال السوري أيضاً ، وما يظهر من كلام ناري على السّاحة هو ضرورة المسرح.
لو أراد السوري أن يعيش داخل سورية عليه أن يغلق بابه، ولا يتحدث بأمر، فقد تبين أنّ من يتجرّأ على قول رأيه يقتل، ولا يعرف من قتله.
العلمانية التي ينادي بها الطائفيون كاذبة، ففي سورية حتى لو كان داخلك علمانياً، فأنت تنتمي لمجموعة لا تستطيع تجاوزها.
كنا نعتقد أن بشار الأسد سوف يسقط لأنّه دكتاتور، وإذ بالسّوريين يحبّونه حقيقة. هم يريدون عبادته، لكن لم يأمر بذلك بعد.
لم يعد مطلوب رأس بشار لأنه مجرم حرب. بل ربما انتهى دوره، وربما مصيره كمصير الضّباط الذين انتحروا بطريقة القتل العلني، فهو في النهاية مجرّد صورة يمكن أن تنقلب.
لا يوجد شيء صحيّ اليوم في سورية، وربما الشيء الصحيّ الوحيد هو العيش تحت ظل محتل خارجي ما غير إيران وروسيا طبعاً.
جميع أعضاء ما يدعى بمجلس الشعب، والوزراء لهم مكاتب خاصة ووسطاء من أجل تسيير المعاملات من خلال الرشوة، ولهم مفاتيح. صحيح ان هؤلاء ينجحون بالتزوير، ولكن لو جرت انتخابات نزيهة لنجحوا أيضاً.
السوري يكره السّوري، ولا يحب زوجته وأولاده، فقد تجاوزت نسبة الطلاق خمسين في المئة، ولعائلة السورية مهشمة، والمرأة تشبه فأر التجارب، ومع هذا فهي تفخّم كلماتها، وتتحدّث عن الحرية، وتقبل أن تسمى النساء باسم حرائر، وهو اسم مضى عليه الزمن فالنساء أحرار لا يوجد في الكلمة تأنيث وتذكير، ولن أهتمّ لاشتقاقات اللغة فقط لتاريخ التسمية. ومعنى حرائر عكس عبيد. مع أنّ المرأة عبد. سواء كانت محجبة، أو سافرة، أو كردية تحمل لسلاح، وبينها وبين مرحلة التحرّر مراحل متتالية للمجتمع الذكوري الذي يعتبر أن جميع الشعب هم نساء الحاكم بمن فيهم الرّجال.
لو راقبت طرائف السوريين حول المرأة أو شتائمهم لعرفت أن بشار الأسد قد أخذ لقب المثقف الأوّل بجدارة لأنهم يحتاجون لجيل حتى يصلوا لمرحلة نضوجه الفلسفي المذهل، والذي يضحكه له نفسه أحياناً.
يقولون أنّ في الألم لذّة، وربما نحن نرغب أن نتمتّع بالألم. الدكتاتور يريحنا من الكلام، فننصرف إلى أمور قد تكون ضارة، لكننا نخلص من الضجيج.
كلما التقيت بسوري بالصدفة تصيبني حالة من التّشتت الذهني، وكلما قرأت لبارع سوري يحصد مئات الإعجاب أراه شخصاً تافهاً، وبخاصة عندما يعلن تفوقه، وتفوق أولاده، ويتفلسف بنفس طريقة القائد الرمز، لكن كمعارض.
عندما تصبح الحالة مرضيّة عليك أن تعمّم، فالقلة السورية التي لا زال داخلها نظيفاً أغلبها على حافة القبر، والشباب ماتوا أو هاجروا، والأطفال لم يكبروا بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في