الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحده التغيير الجذري يخلصنا من كل هذه المزبلة

بشير الحامدي

2017 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


وحده التغيير الجذري يخلصنا من كل هذه المزبلة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كل تناقضات الواقع وفواجعه ... حيرتنا تجاه واقع يحولنا إلى عاجزين حتى عن رد الفعل... النسخ المقلدة والبالية والرديئة و"المضروبة" من 17 ديسمبر تنتشر وتتكاثر ويعلو صياحها ...
عندما تصير الأزمة عميقة وشاملة وفي طريقها إلى تفجير الوضع وخلخلة استقرار السلطة تبرز إلى السطح القوى الاحتياطية وتبدأ في التحرك والفعل للحدّ من تداعيات الأزمة المتوقعة حين تحدث وتوجيهها لفرض ترتيبات جديدة تكفل استمرار النظام .
في أروبا تقليديا تكفلت الاشتراكية الديمقراطية والشيوعية الأوروبية بلعب هذا الدور لصالح نظام رأس المال والديمقراطية البرجوازية التي تحولت على أرض الواقع في علاقة بالعمال وبالمهاجرين وبالأقليات فاشية معلنة . في أمريكا كثيرا ما لعب حزب من الحزبين المهيمنين على الحياة السياسية هذا الدور كلما أفلس الحزب الآخر في عيون الناخبين الأمريكيين. أما في تونس وبعد ديسمبر 2010 فقد التجأت الطبقة التي ارتبط نفوذها بديكتاتورية بن علي إلى الاتحاد العام التونسي للشغل و إلى جبهة اليسار اللبرالي ليساعدا على إعادة ترميم النظام ويمنعا كل إمكانية تغيير جذري بتبني سياسات الانتقال الديمقراطي والتحالف مع شق من النظام يقول عن نفسه حداثي وعقلاني.
حركة النهضة نفسها كانت هذا الاحتياطي الذي تكلمنا عنه بعد أكتوبر 2011 ولكن لتوازنات عالمية و إقليمية ومحلية كان لابد أن يقع منعها من احتكار السلطة وجرها لوفاق تصبح بمقتضاه مجرد شريك فيها وهو تكتيك نجح فيه نداء تونس أيما نجاح حيث تمكن عبره من إضعاف جبهة اليسار اللبرالي وبيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل وكذلك إضعاف النهضة نفسها والتي دفعها أكثر من مرة إلى مراجعة سياساتها ومواقفها التقليدية والقبول بمواقف وسياسات النداء وهو وضع سيؤثر كثيرا على مصداقية حزب حركة النهضة لدى منتسبيها وعلى نتائجها الانتخابية .
مثل هذا الوضع والذي لم يكن في الحقيقة مفاجئا بل كان واردا ومتوقعا منذ انتخابات 2014 جعل البعض ممن يطلقون على أنفسهم إسم "يسار" يتباينون ولو جزئيا عن مواقف الجبهة الشعبية ومواقف البيروقراطية النقابية سواء بادعاء "الواقعية السياسية" أو بادعاء "اليسارية الثورية" ويبادرون بدعوات لتنظيمات يسارية جديدة.
دعوات التنظم هذه في الحقيقة هي ليست سوى الصيحة السياسية الأخيرة لفئات برجوازية صغيرة وجدت نفسها في السبع سنوات الأخيرة تتدحرج إلى أسفل السلم الطبقي بفعل التفقير المتزايد والتدهور المستمر لأوضاعها على كل المستويات صيحة كتلة طبقية واسعة بقيت تتأرجح بين طموحها الطبقي في الترقي وواقعها اليومي المرّ الذي يدفع بها كل يوم إلى مصاف الخدامة العاجزين عن توفير مستوى من العيش اللائق. صيحة البرجوازية الصغيرة المتلعثمة الآتية من قلب النظام والمراهنة على سياسات الانتقال الديمقراطي للأسف سوف لن يبلغ صداها الأغلبية المعنية بالتغيير الجذري التي تطحنها سياسات الانتقال الديمقراطي المطروح عليها اليوم الاستقلال تنظيميا وسياسيا عن النظام وأجهزته والمقاومة من أجل فرض السيادة على القرار وعلى الثروات والموارد وعلى وسائل الإنتاج .
....
قد تفرز هذه المبادرات بيروقراطيات حزبية جديدة قد تغنم بعض الامتيازات ولكن سيبقى من قبيل الأحلام أن تتمكن من التحول إلى شريك للبرجوازية في السلطة على أنقاض حزب النهضة لأن حزب النهضة لا يمكن أن يزول لأن النظام يحتاجه قدر حاجته لحزب نداء تونس.
....
وحده التغيير الجذري يخلصنا من كل هذه المزبلة
ــــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
20 أكتوبر 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير