الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا وامريكا، الحليفين اللذان لن يتفقا ابدا! طرق اصلاح مسدودة، عراقيل وعقبات، استفزاز وشحنات، واعتقالات على ابواب السفارات

الاء السعودي

2017 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ازمات جديدة هبت واشتعلت كالنار في الهشيم في وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوعان، ومه تركيز السلطة الرابعة وتصويب نظرها على كل التحركات التي يسعى لها الرئيس التركي في سبيل الاطاحة بالازمة التي تربطه بالولايات المتحدة، كثرت العناوين وتعددت المواضيع ولكن المضمون واحد، وهو "هل سيكون الطريق مسدودا امام تحسين العلاقات بين الحلفين الامريكي والتركي؟"، "تركيا تتلقى ضربة دبلوماسية موجعة من أمريكا"، "واشنطن تعلق تأشيرات الأتراك بعد اعتقال موظف بقنصليتها بتهمة التجسس"، "أنقرة تستدعى مستشار السفارة الأمريكية وترد بقرار مماثل وتعتقل آخر"، "وأردوغان يفشل فى حل الأزمة"، كلها عناوين تصدرتها الاخبار السياسية خلال الفترة الاخيرة، فكل تلك المساعي التي يقوم بها كلا الرئيسن لا تبشر بالخير، وتنوه على ان الازمة هي ليست في تراجع بقدر هي على تفاقم، خصوصا مع استجواب القضاء موظفا يحمل الجنسية التركية والتي وصفته على انه "كنز معلوماتي" في القنصلية الأمريكية باسطنبول للتحقيق معه حول قضايا عديدة اتهم فيها والتي تتعلق بالانتماء لجماعة فتح الله غولن والتجسس، كما انه من الممكن ايضا ان تكون له صلات مرتبطة بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في الخامس عشر يوليو المنصرم، بينما كان الرد على نظام أردوغان يتمثل فى تعليق خدمات إصدار التأشيرات باستثناء المهاجرين فى جميع المنشآت الدبلوماسية التركية بالولايات المتحدة، فتصرف تركيا لا يمت بأي رغبة بالاصلاح كما صرحت واشنطن، خصوصا بعد ان استمرت أنقرة في تعقب موظفي وممثلي الولايات المتحدة على أراضيها، إذ ذكرت وسائل إعلام تركية أن موظفا ثانيا "استدعى من قبل المحققين فى إسطنبول لاستجوابه، الأمر الذي استفز الخارجية الامريكية، ووصفت الاعتقال بأنه لا يستند إلى دليل ويسيء للعلاقات بين البلدين، واعتبرته تصغير للمكانة التي تحظى فيها على الساحة السياسية، وفتح الباب أمام مزيد من التصعيد وعرقلة المساعي في سبيل الاصلاح في العلاقات التي هي متراجعة من الاساس بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي او "الناتو". بين تنابز وتشاحن، سباق المجادلات والخلافات، و"المعاملة بالمثل"، هذا اقل ما توصف فيه العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة خلال الفترة الاخيرة، فما ان نستيقظ على قيام السلطات الأمريكية بإجراء أي امر ما ضد تركيا، حتى نرى في المساء رد السلطات التركية بإجراء ضده، وردود اقوى، ومستفزة ايضا! ولعل ما حصل خلال الاسبوع الماشي من وقف لاصدار التأشيرات لمواطني البلدين يصنف تحت بنود التشاحن الموجودة بين البلدين من الاساس ولا يعد منفصلاً عما حصل خلال فترات سابقة من وقوف على محطات خلاف العلاقة بين البلدين، وأشار أردوغان: إلى أن تركيا تحركت وفق مبدأ المعاملة بالمثل حيال الخطوة الأمريكية المجحفة والغير متوقعة تجاه المواطنين الأتراك والخاصة بتعليق منح التأشيرات، وبالتالي بلاده ليس مسؤولة عن اطلاق الشرارة وتفاقم المشاكل ووصولها الى هذا الحد، حيث انه لا يحق لأحد او أي جهة سياسية ان تلقي على بلاده دروساً في القانون، وتركيا ليست بحاجة إلى دروس في الديمقراطية من دول هي اساسا سمحت للانقلابيين بالتجول في شوارعها بكل حرية وأريحية، وقد اشار ايضا انه يتمنى من الرئيس الامريكي وخارجيته أن يعودوا إلى رشدهم ويتحلوا بالهدوء ويتخلوا عن الخطوات التي من شأنها الإضرار "بصداقتنا وتحالفنا" على حد تعبيره، على الصعيد ذاته صرح وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو يوم الأربعاء الماضي، على ان بلاده ستبادر بالتعاون مع الوفد الأمريكي القادم إلى أنقرة للبحث حول الأزمة الناجمة عن التعليق المتبادل لتأشيرات الدخول بين البلدين، ولكن على شرط ان تكون أن تكون تلك المقترحات الأمريكية مقبولة نوعا ما، وبعيدة عن التحيز ومتوافقة مع قوانين ودساتير وسيادة بلاده، وان بلاده ستقوم برفض اية إملاءات أو شروط لا يمكن قبولها في حالة انها لم تستوفي الشروط التي وضعتها الخارجية التركية، موضحا أن تركيا لن تنحني أمام الضغوط أي يكن مصدرها، وانها تمتلك جهازا قضائياً مستقلاً، وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن في وقت لاحق الى ان على الولايات المتحدة الامريكية وباقي الدول، احترام جهاز القضاء التركي المستقل، وان تتبنى واشنطن مواقف بناءة وتبدي رغبة في حل أزمة التاشيرة بطرق دبلوماسية جدا ومستندة إلى مبدأ سيادة القانون، واضاف بأن تركيا تكافح ثلاث منظمات إرهابية في آن واحد، فهنالك داعش، وهنالك غولن، وهنالك ايضا منظمة بي كا كا الإرهابية في الرقة السورية، في الوقت الذي لا تلقى فيه الدعم المطلوب والكافي من حلفاء تركيا في الناتو، فكل تلك التصريحات هي حيل خفية تستخدمها تركيا في سبيل النفاذ من مسؤولية الازمة، ولكن في الوقت ذاته فإن الولايات المتحدة، وعلى الرغم من الازمة التي وضعت العلاقات بين البلدين على شفير الهاوية، الا انها بحاجة إلى تركيا في العديد من ملفات المنطقة، على الرغم من عدم تطابق وجهات النظر، والاختلاف الكبير بين مواقف كلا البلدين لدى العديد من الاحداث التي تشهدها المنطقة، كما أنه يجب ان لا نتغاضى ان أنقرة هي شريك استراتيجي كبير لواشنطن بحلف شمال الاطلسي او الناتو، وذلك على الرغم من انفتاح أنقرة على موسكو بشكل اكبر واستراتيجي اكثر، كما ان هنالك الكثير من الاضطراب في العلاقات بين انقرة والعديد من دول القارة الاوربية، الامر الذي دفع أنقرة للجوء الى موسكو وبكين، في سبيل ان تحقق توازناً في السياسة الخارجية الخاصة بها، وعلى امل ان تجد معهما اتفاق وتفاهم في العلاقات حول العديد من القضايا التي تعيشها المنطقة، الى حد ان وصلت فيه العلاقات بين انقرة وموسكو لدرجة تبني سياسة واحدة في سوريا بعد سنوات من الاختلاف، بالإضافة إلى تزويد روسيا لتركيا، وللمرة الأولى منذ انضمامها إلى حلف الناتو في خمسينيات القرن الماضي بأنظمة دفاعية، الأمر الذي اعتبرته واشنطن خروجاً عن سرب الحلف الذي يرى في روسيا تهديداً له!!
وفي الوقت ذاته، اظنه من المستحيل ان تؤدي الأزمة الحالية بين الحليفين الامريكي والتركي الى قطع للعلاقات من جذورها بشكل كامل ودائم، حيث انه وبعد انتهاء مدة جولة السفير الأمريكي في أنقرة جون باس، او كما وصفته الصحافة التركية بأنه "سفير التدخلات الأمريكية في شؤون تركيا الداخلية" اصبح من المتوقع ان تكون نهاية أزمة التأشيرات قريبة جدا، ولكن ذلك لن يمحي الشرخ الذي احدثته الازمة على المدى البعيد للعلاقات بين البلدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة