الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم الاكراد ولد ميتاً

داود السلمان

2017 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الانسان دائم الطموح والارتقاء نحو هضاب الرقي والمعرفة والحياة الاكثر تعاطي مع العيش الرغيد للوصول الى قمة المجد. وهذه هي فلسفة الحياة الاجتماعية والفلسفية على حد سواء.
لكن ليس كل ما يطمح به الانسان بالضرورة ان يتحقق، بسبب وجود عثرات ومطبات تقف دائماً ازاء مما يروم الانسان، فتصل اخفاقات، احياناً لسوء تصرفه او أن طموحه غير عقلاني وبعيد المنال.
واكراد شمال العراق كان يحدو بهم الامل على تحقيق دولة خاصة بهم حيث ينفصلون عن العراق وتكون دولتهم دولة مترامية الاطراف، خالية من مكونات اخرى غير المكون الكردي. وكان ذلك الطموح منذ امد بعيد، واليوم اعتقدوا ان فرصتهم حانت لتحقيق ذلك الحلم المرتقب، من دون ان يحسبوا حسابا يكون بحجم الواقع السياسي الراهن الذي تمر به المنطقة برمتها والعراق كجزء من ذلك الواقع الذي تعصف به تحديات كبيرة، ومنها وجود داعش في المنطقة اذ لعب لعبته، وفتق فتقاً لا يمكن رتقه بسهولة.
واصر ساستهم، او فلنعترف اصر مسعود البرازاني على اجراء استفتاء يكون من بعده اعلان الدولة الكردية. اما لماذا اختار مسعود هذا الوقت بالذات؟، فلأنه اصبح فاقد الشرعية، اذ انتهت صلاحيته كرئيس للإقليم، وهذه هي فرصته الاخيرة، او قتل الورقة الاخيرة، ولابد له أن يلعبها مع علمه انها خاسرة، لأن جميع الدول العربية والاجنبية ودول الجوار والحكومة المركزية رافضة للانفصال جملة وتفصيلا، ما عدا اسرائيل، واسرائيل هذه انما تؤيد الانفصال ليس حبا في مسعود، وحباً في المكون الكردي، بقدر ما تروم تطبيق مخططات سياسية معينة... ومع علم بارزاني بأن الولايات المتحدة لا ترغب بقيام هذه الدولة المرتقبة لأن ذلك سوف يعقد التشنجات في المنطقة اكثر مما هي عليه الآن، وقد تحصل تداعيات تزيد الطين بلة، وعليه فأنها حذرت مسعود اكثر من مرة من خلال تصريحات وزير خارجيتها. لكن مسعود اصر على الاستفتاء، برغم الرفض المتكرر من الحكومة المركزية، فضلا عن موقف الدولتين المجاورتين للإقليم وهما: تركيا وايران حيث وقفتا بقوة للحيلولة في قيام هذه الدولة حتى لو اقتضى الامر بحل عسكري يقبر الفتنة في مهدها.
مسعود كان يعتقد أن حكومة بغداد غير جادة في تحذيراتها المتكررة، فانهلت البيشمركه التابعة لمسعود والمتواجدة في العديد من المدن والاقضية التابعة لمحافظة كركود الغنية بالنفط، حيث كان مسعود يصدر العديد من براميل النفط من دون علم بغداد وتذهب عائداتها الى جيبه خاص، بينما الكثير من المواطنين الاكراد هم تحت خط الفقر.
والمناطق تلك التي سيطر عليها مسعود كانت قد احتلتها الدواعش، وبعد فرارهم احتلتها البيشمركه وجعلتها من ضمن حدودها، وهو ما اصطلح عليه بالمناطق المتنازع عليها.
حكومة بغداد امهلت مسعود ثمان واربعون ساعة للخروج من تلك المناطق، وبعكسه ستدخلها عنوة وفقا للدستور العرقي النافذ.
وفعلا طبقت بغداد ما اوعدت به واخرجت جماعة مسعود من دون قتال مع مناوشات من هنا ومن هناك، وسيطرت القوات العراقية على المحافظة بأكملها وتراجعت البيشمركه الى الحدود المتفق عليها سنة 2014، وبالحساب العسكري فأن كل شيء قد انتهى بالنسبة للقيادات الكردية، لأن مسعود كان يعتقد أنه لو فقد كركوك فسوف ينتهي حلم انبثاق الدولة، وها هي كركوك تحت سيطرة الحكومة المركزية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات