الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف الشيوعيين من الاحداث الاخيرة في العراق!

عادل احمد

2017 / 10 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان الاحداث التي تجري في العراق والمنطقة اليوم كنا نتوقعها قبل سنة تقريبا اي قبل بدء معركة الموصل. وتحدثنا في وقته بأن ما يجري في الموصل ليس لها علاقة بطرد داعش من الموصل وانما هي سياسة الصراع الرجعي بين الاقطاب العالمية وخاصة امريكا وروسيا وحلفائهم الاقليميين لزعامة الشرق الاوسط والعالم. وقلنا بأن هذه العملية من بعد داعش سوف تقلب الموازين والمعادلات السياسية بين اللاعبيين الرئيسيين في العراق. ورأينا تدمير مدينة الموصل بالكامل وتسويتها بالارض وقتل عشرات الاف من الابرياء ودفنت جثثهم تحت الانقاض والتي لا تزال مدفونة هناك، وتشريد مئات الاف من المدنيين العزل الى المناطق المجاورة هربا من الموت والدمار. واخيرا انتهت معركة الموصل وخرجت الحكومة العراقية والحشد الشعبي منتصرين يتفاخرون بقوتهم فقد تغيرت المعادلة كلها لصالحهم. وقلنا في وقته بأن بعد معركة الموصل سوف تبدا الصراعات القومية والطائفية بقوة بناء على التغيير الجديد في ميزان القوى والكل سيحاول تثبيت موقعيته عن طريق صراع رجعي وحروب دموية تستمر لسنوات وسنوات. ورأينا ايضا كيف قلبت الاوضاع في سورية لصالح روسيا بعد تدخلها المباشر وبمساندة ايران والتي اجبرت حتى تركيا الى التقارب من الحلف الروسي. ان بروز الدور الروسي والايراني في المنطقة ادى الى تراجع الدور الامريكي في المنطقة برمتها. ان كل هذا الصراع واعبائه وقع بالكامل على جماهير الطبقة العاملة والكادحة في المنطقة.
ان ما يجري في كوردستان العراق مع بدأ دخول القوات العراقية والحشد الشيعي الى بعض المناطق، ليس له علاقة بعملية الاستفتاء والاستقلال، وليس له علاقة بوجود القوات الكوردية في مناطق ما يسمى بالمتنازع عليها، وانما لها علاقة مباشرة بتغير القوة العسكرية والسياسية للحكومة العراقية بعد تدمير جميع المناطق التي تواجد فيها داعش، اقول عسكرية لان داعش سياسيا موجود وسيظل موجودا في هذه المناطق بمقابل أستمرار الحكم الطائفي الشيعي على رأس هرم السلطة في بغداد، هذا ما يؤكده اكثرية المحللين السياسيين في العراق. اذن حتى وان لم يكن هناك استفتاء في اقليم كوردستان لحصلت كل هذه الامور ولكن تحت ذريعة اخرى وربما اعنف، وان حتى رجوع القوميين الكورد الى الاستفتاء والانفصال كان بمثابة ضغط اكبر على الرأي العام المحلي والعالمي ليضعف قليلا من هجمة الحشد الشعبي العسكرية على القوات الكوردية، مستغلين على ان هذه الممارسة هي من ابسط حقوق مواطني كوردستان ولا داعي للهجوم عليها، والتي في الحقيقة ايضا هي من ابسط الحقوق ولكن أقامتها من قبل القوميين الكورد كانت لتخفيف الضغط عليهم. لان القوميين الكورد ادركوا مخاطر توازن القوى لصالح الحكومة المركزية، وما كان امام القوميين الكورد فاما الاستسلام سياسيا وعسكريا او الوقوف بوجهه واظهار القوة من قبلهم ايضا. ولكن تراجيديا انقلبت الامور بعد ان تعاون احد الاطراف الرئيسيين في التحالف الكوردي وهو الاتحاد الوطني الكوردستاني مع تحالف الحشد الشيعي. ان مسألة الدستور وفرض القانون وما ذلك، ماهي الا الدعاية السياسية لتحشيد القوى لفرض الهيمنة والقوة على الساحة السياسية والتي تساندها بالكامل ايران الاسلامية. ان مسألة الدستور والقانون ماهي الا ذريعة سياسية والا الدستور ومخالفته موجودة من يوم كتابته وستظل مشكلة عالقة حتى في المستقبل، لان هذا الدستور مكتوب على اساس توازن قوى كانت قائمة انذاك والتي كانت فيه كفة اقليم كوردستان مسيطرة على سطورها. وان توازن القوى يتغير بأستمرار ومشاكله تتفاقم بأستمرار. اذن الاحداث الحالية لاربط لها بعملية الاستفتاء بتاتا وانما لها علاقة مباشرة بتغيير ميزان القوى والمعادلات السياسية الاقليمية والدولية.
ان المواقف الشيوعية لهذه الاحداث تكمن بوجود افاق بعيدة ومنفصلة عن دور القوميين الكورد او العرب او الطائفيين الاسلاميين "السني والشيعي"، يجب فصل سياساتنا عن سياسة البرجوازية وان لا ننخدع بدعاياتهم، ويجب فضح نوياهم السياسية وعدائهم للانسانية. ان استرداد المناطق بالقوة تحت ذريعة الاستفتاء يجب أن تنقلب على اصحابها، لان الاستفتاء هو من ابسط الحقوق وبالشكل الديمقراطي ولا يحتاج الى القوة للوقوف بوجهه، ومن ثم يجب فضح فرض القوة العسكرية لحل الخلافات والصراعات السياسية ان هذا ما يدفع ثمنه الجماهير المحرومة، ان وجود وحضور الطبقة العاملة المنظمة والجماهير الكادحة بأستطاعتها الوقوف بوجه هذه الهمجية العسكرية وقوى الدمار والموت.. علينا نحن العمال والشيوعيين ان لا ننخدع بأوهام القومية من كلا الطرفين وان يكون هاجس مهامنا حماية الطبقة التي ننتمي أليها وحماية حركتنا من شر وبلاء الطبقة البرجوازية. بأمكاننا ان ننظر الى الحقوق الانسانية ومن هنا ننظر الى الامور وتبعاتها. لا يمكن ان ننظر الى الحقوق من وجهة نظر الطبقات الحاكمة وانما يجب علينا ان ننظر اليها من موقعيتنا العمالية. ان الحقوق هي الاولى ومن ثم تقييم هذه الحقوق وممارستها في الاوضاع الواقعية. ان عملية الاستفتاء كانت من ابسط الحقوق لشعب عانى ويعاني من المشاكل القومية، دع جانبا من يشارك في هذا الحق وتكلم عن هذا الحق بمعزل عن الافاق البرجوازية ومن ثم انظر الى رد فعل الطبقة البرجوازية العراقية بطائفيها وقوميتها وكيف ستقف بوجه هذا الحق وايضا دع صراعهم مع البرجوازية القومية الكوردية.. ليس بالأمكان الوقوف بوجه شعار الحريات السياسية الغير مشروطة بحجة وجود الاحزاب الاسلامية والطائفية! يجب ان نبدأ من الانسان نفسه قبل كل شيء. ليس الارض مقدسة ولا الوطن مقدس وليس الافكار مقدسة وانما الانسان هو المقدس. ان الجماهير في كوردستان بحاجة الى مواقف مشرفة من قبل كل الشيوعيين والطبقة العاملة العراقية والاحرار في ان تدافع عن حقوقها، وان الاستفتاء والانفصال هو من ابسط الحقوق فلماذا لا ندع الجماهير تمارس هذا الحق ولماذا كل هذا الصراع والاقتتال والاخضاع؟ لو كانت هناك حكومة علمانية ومدنية ودولة مواطنة لم يكن هناك داعي للاستفتاء والاستقلال، ولكن عكسه الموجود حكومة طائفية وقومية ليس هذا وحسب، وانما هي تسلب جميع حقوق المواطنين اضافة الى أنها فاسدة من رأسها حتى أخمص قدميها.. الموقف الشيوعي والعمالي يجب أن يأتي من هذا الجانب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرأي الكردي الآخر
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 23 - 12:05 )
استفتاء كردستان خنجر بخاصرة كردستان
نقلا عن الكاتب كاميران شريف
من مواطن كردي الى مسعود البرزاني
سيدي الرئيس..... مسعود البرزاني
تحية طيبة مشبعة بالدموع و الآهات
اما بعد.....
سيدي الرئيس انا مواطن كوردي عاش على عتبات الحلم و مجاوراً السعادة منذ أيام و انا أشاهد الحبر البنفسجي على اصبعكم الكريم و مشهده لا يفارق مخيلتي عابرا بي إلى دولة كوردستان و نشيدها و أهلها الطيبين. نفس الإصبع الذي كان يعلو بالوعيد لِكل من يقترب من قلبنا
قلب كوردستان ..... كركوك.
بلحظة تبخر الحلم و تهاوت الدفاعات و انسحبت القوات خلال أربع ساعات، محطمةً الرقم القياسي للجيش العراقي في الموصل!!!!
سيدي الرئيس......
اني احاكمك هنا بصفتك رئيساً و سياسياً و قائداً عاماً للقوات
سياسياً.......
لماذا دعوتَ إلى الإستفتاء و دغدغتَ حلمنا الأزلي و شاهدتَ كيف تحرك الكورد بكل أصقاع الأرض فرحاً بالدولة الموعودة و انت لم تحصل على الموافقة من مراكز القرار و لم تحصل على دعمهم. لماذا دعوتَ إليه بصفة فردية ببرلمان مُعطّل؟
ماذا لم توحّد الصف الداخلي قبل ذهابك إلى أقصى أحلامنا؟
تمّ الإستفتاء و قال الشعب لك ..... نعم
و ماذا بعد؟!...... أين


2 - الراي الاخر الكردي
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 23 - 12:10 )
و ماذا بعد؟!...... أين الخطوة التالية؟
و لماذا لم نجد رُسُلكَ مُحلّقين بين عواصم القرار؟!!!!
عسكرياً.......
سيدي الرئيس إتهمتم الطرف الآخر و الشريك المُفترَض بالتنسيق مع العدو و الإنسحاب من المعركة و أنا هنا أصدّقكم (علما أن الطرف الآخر قالها علناً لسنا مستعدين لِدفع أرواح شبابنا من أجل مجد مسعود الشخصي...... يرسل شبابنا للقتال و يستحوذ هو على النفط و الأموال التي لا نعرف أين تذهب و جميع موظفي الدولة، بما فيهم البيشمركه لا يستلمون مستحقاتهم ).
لماذا لم تدافع قواتك عن كركوك؟
أين هم و أين بطولاتهم؟
لماذا إنسحبتَ من شنكال (كما فعلتَها سابقاً) و من بقية المناطق الكوردستانية؟
هل كانت قوات الطرف الآخر موجودة هناك أيضاً و خانتكَ؟!!!!
لماذا عُدتَ إلى ما كنتَ عليه قبل 14 عاماً من مناطق السيطرة و النفوذ؟
كيف تكون قائداً عاماً للقوات المسلحة ولا تعلم حجم إلتزامها بأوامرك؟!!!!
الإقليم منذ 26 سنة شبه مستقل و لديه كل مقومات الدولة، لماذا تبخرت القوات بدون قتال و ماذا بِشأن قلب كوردستان و كيف يعيش الإنسان بدون قلب!!!
سيدي الرئيس...
سيدي الرئيس.....
البيشمركه بِمخيلتنا....... أبطال جبال


3 - الراي الكردي الاخر
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 23 - 12:12 )
أما بعد هذا التاريخ فهم عبارة عن موظفين لم يخوضوا حرباً
و لا روح معنوية تنتشلهم من وضعهم الإقتصادي المنهار بِفضلكم.
إقتصادياً.........
تتحكمون مع عائلتكم الموقرة بِكل المشاريع و المنشآت حتى بات نيجيرفان البرزاني من أثرياء العالم. كيف لا و هو الشريك في أي مشروع حتى ولو كان تواليت عمومي
أين تذهب أموال النفط سيدي الرئيس؟
أين الموازنة السنوية و أين الكشوفات و السجلات الخاصة ببيع النفط؟!!!
إجتماعياً.......
دمرتم أجيالاً من الكوردستانيين عندما ربطتم الدولة بِشخصكم و عائلتكم.
هي ثقافة البعث ذاتها
أنتم الثورة و أنتم الوطن. طالما شخصكم الكريم بِخير فالوطن بِخير.
تعاملتم مع الأرض على أنها ميراث عائلي و ليست دولة.
سيدي الرئيس العقلية العشائرية الأسرية لا تبني أوطاناً.
قاتلتُم عدوكم لِسنوات و قاتلتُم شريككم (الطالباني ) لِسنوات و سنوات حتى وصل بِكم لِطلب العون مِن قاتل أسرتكم (صدام حسين)
كنتَ مع شريكك الراحل خير نموذج لِسلطة الفرد و نهب الثروات و التحالف مع العدو ضد الاخ.
كنتما خنجراً في خاصرة كوردستان
وفي الختام.......
سيدي الرئيس! لأنني شخص عاطفي كعموم شعبنا المسكين


4 - الراي الكوردي الاخر
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 23 - 12:13 )
ولأني أجد فيك الجميل قبل القبيح
أستحلفك بكل ما هو غالٍ.........
لن نخسر أكثر مما خسرناه (إلّا اذا كنتَ تريد المحافظة على قصورك و حليفك )
أستحلفك سيدي الرئيس.............. بِكل جرأة أعلن إستقالتك و إعتذر من الشعب
و إبتعد أنت و عائلتك بِرفقة عائلة شريكك (الطالباني)
عن المشهد السياسي.
كفى....... كفى....... كفى......
فشلتَ بِكل المجالات........ نريد نجاحك في الشهامة.
محبتي الأبدية سيدي الرئيسن الكاتب كاميران شريف

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام