الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب لضمير الامام المنبوذ

شنوان الحسين

2017 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


خطاب من خلال الامير الى من يهمه الامر، رغم ما سيحاول البعض تسويقه وتأويله، إلا ان مناسبة الكلام تتعلق بخروجه للركوب على حراك الريف وكأن الريفين ليسوا بأمازيغ وكأن الامازيغ دائما قاصري فهم وبحاجة لامير من الشرق او من الغرب.
للأمير هشام خرجات اعلامية تُسوق الاستبعاد السياسي -الامير المنبوذ- وتغفل استبعادات اجتماعية تمارسها الدولة فما بالك بالسياسية. نعم الاستبعاد الاجتماعي عملية اختيارية قد يكون فيها المُستبعد مسؤول وقد تحدث من جهة السلطة كعقوبة واحتقار، اما السياسي فله وجه محدد هو صراع مشروع ضد اخر يتعرض صاحبه للنفي او للسجن، النفي للامراء والسجن للاحرار. نفي الامراء لا يحرمهم من وضعيتهم الاعتبارية كأفراد من العائلة الحاكمة، يتجولون كما يحلوا لهم.
كان جدير بالامير قبل ان يتحدث عن وجوب دمقرطة الدولة والفعل السياسي عموما ان يحاول دمقرطة معرفته الفكرية -الدموقراطية المعرفية- التي شحنها بتقاليد فكرية عفى الدهر عنها وشرب، فبالنسبة له لا امجاد الا امجاد الشرق وهي نقطة تلاقي بين ما يحاول بناءه وما يدعي النضال على تغييره -المخزن-، ويبقى بذلك حبيس الفكر الاختزالي زمانيا ومكانيا، ولم يعلن نفسه يوما من الايام في صف صوت الشعب وتاريخه الحقيقي، فهو فوق التيار الحداثي الدموقراطي المغربي ولم يعترف بأي من رواده وفي طليعتها الحركة الامازيغية، لان شخصه وانتماءه تجعله من الحاكمين وليس في صفوف المحكومين، فهو بديل حكم وليس مشروع متكامل، ومنه فهو بحاجة للتمرد على موروثه الثقافي من جهة الام لتكتمل شروط ولوجه لبنية الشعب المغربي المتعددة، كما انه بحاجة لمراجعة فهمه للاقتصاد وللريع فملكيته للعقار تتجاوز ما تتصرف فيه جميع القبائل المغربية من ناحية القيمة ، لانه إبّان الصراع السياسي المغربي في نهاية الخمسينيات والستينيات اسست اسرته الصغيرة لوبي اقتصادي قوي ولها استثمارات قوية وكذلك عقاراتها تتجاوز ما تسميه الدولة بالاراضي المخزنية، للاسف الكثير ممن يدعي الفضيلة والاخلاق هو اول من يحاول تزوير تاريخيه الشخصي فما بالك بالذاكرة الجماعية، دمقرطة الوجود الفردي وبناءه من خلال الاعتراف الشخصي الزامية لتحقيق مصالحة من الانا ووضع لبنة الاعتراف بالاخر، لا يمكن بناء المجتمع والسعي لمصلحته من منطلاقات سياسية فقط، لان السياسة ليس كل شيئ وليس كل شيئ هو السياسة، والا فإن معادلة استعمال تركة البطش السلطوي ماديا وجعلها هيبة وراثة لن يعدو سوى استعمال لطقوس مخزنية لبناء مشروع يُسوق انه نقيض له لكن بنفس ادوات الغزو الاول.
ان عقلية الاستعلاء ومحاولة تمردها على التقليد بالشعار لن تكتمل من دون مسألة التاريخ والماضي بكيف ورثت هذا، يا ايها الامير المنبوذ سياسيا وصاحب الحضوة اقتصاديا، بالرغم من انك لست الوحيد في الشق الاقتصادي. إن عقلية التحليل السياسي من خلال قراءة وقائع محددة وظرفية لن ولا تكتمل من دون طرح القضية الاساس، من خلال اعادة سؤال الاصلاني والوافد وكلي يقين انك مطلع على كتابات من هذا النوع، لتفكيك مفهوم الاستعمار وطرح سؤال الوجود، لا وجود خارج المجال ولا مجال من دون طباعته بالثقافة ولا ثقافة من دون هوية ولا هوية من دون انسان، فهذا مجال لم تسكنه القردة قبلكم ولن تسكنه الحيوانات بعدكم، ومازلنا ننتظر بحتك العلمي المتعلق بأن الامازيغ ليسوا هم السكان الاولون للمغرب كنظرية تناولتها سنة 2011 بباريس، غافلا ان لكل ارض لسان ولكل لسان صوت مهما طال الزمن سيحاكم من يحاول اخراسه. بل انك تماديت في التنظير ووصفت دسترة الامازيغية بعودة الظهير البربري في اجترار للاقصاء ولتوجهات الوطنية المزيفة، ولا يجدر بك كمثقف ان تبقى حبيس شعارات مدرستي الحلوة.
هذا الحديث ليس وليد حقد ولا ضغينة شخصية ولا تدخل في صنف الكتابة تحت الطلب بل هو وليد متابعة دقيقة لكافة التنبؤات التي تخرج بها يوما بعد اخر، وكل رموزك من صدام وجمال عبد النصر والقدافي تم اقبارهم، وكل من تم قبر رموزه وامجاده لا يعدوا سوى رجعي بالمفهوم الواسع لجدلية العصر الذهبي الماضي والمعاش الحالي، الحقيقة مهما حاول البعض اخفائها لن تغيب، كما شمس الحرية فبأي منطق تؤسس ما تسميه بديل وانت لم تتمرد بعد على تقليدانية تُسوقها ليلا ونهارا بل سميتها وتسميها كعناوين بالامير المنبوذ، فمدخل الصدق يحتم عليك تقمص دور الانسان من دون اوصاف ميتافيزقية بالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة