الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائلة سورية : سينما

شادية الأتاسي

2017 / 10 / 23
الادب والفن


سينما

عائلة سورية : إنسيريتيد : insyriated
اخراج المخرج البلجيكي فيليب فان وولف

صادف اقتراح ابني الذهاب الى السينما هذا المساء لحضور فيلم عن سورية ،هوى كبيرا في نفسي ،
فحضور فيلم برؤية غربية ، في صالة باريسية،نال العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية ،آخرها في مهرجان برلين السينمائي ، فرصة لاتعوض
توقعت أن لايكون الحضور كثيفا ،لكن فوجئت أن الصالة تكاد أن تكون ممتلئة
كنت أتوقع شيئا مغايرا تماما لموضوع الفيلم ، فوجئت أنه يطرح معضلة انسانية ، رؤية انسانية تهز الوجدان، ففي دمشق ، الحرب تحمل مزيدا من الموت والأسرار
بغض النظر عن الجو الضبابي ، المرعب والبائس،و أصوات القصف والانفجارات ،الذي يحصد أرواح السوريين ، تواجه عائلة كبيرة ،أم وصبيتين وطفلين والجد . اختارت البقاء مختبئة في شقتهما ،في بناء كبير ، يترصده القصف والموت من كل جانب ، وانضم اليهم زوجان شابان مع رضيعهما ، انهار منزلهما في الطابق الأعلى جراء صار وخ اخترقه ،و يدير هذا الجمع ،الأم القوية / الشخصية المحورية / ، التي تواجه كل هذا الرعب اليومي ، بصلابة اقتضتها الظروف المؤلمة
لكن الفيلم يطرح السؤال الأخطر والأصعب
ماذا تفعل بك الحرب ، من أنت ، ،كيف تحمي من تحب، أمام الموت
وفي لحظة ما ، من ، وكيف تختار

المرأة الشابة التي اخترق جسد زوجها منذ لحظات طلقة قناص في أسفل البناء ،وبقي ممددا بين الموت والحياة ، وهي لاتعلم ماحدث ،والتي كانت منذ لحظات فقط ،إمرأة عاشقة ، وأم لطفل رضيع ، مايعنيها فقط هو الرحيل مع عيلتها ، الهرب الى ماوراء الحدود ،البحث عن الآمان في أي مكان من العالم
أصبحت فجأة أمام الاختيار الصعب
فهناك رجلان قويان ،غاضبان ، يضجان شهوة وشبقا ، أمام توهج جسمها البض، اقتحما المنزل ، يبحثان ،ويسألان ، عن تلك العائلة المختبئة في مطبخ الدار
لم تكن تملك الوقت ،فمن كان يقف أمامها ، وحشان بشريان
أن تترك لهما المجال ليكتشفا العيلة المختبئة / يبدو أن رب العيلة كان مطلوبا / يعني الموت للجميع ،والاغتصاب للصبيتين الصغيرتين
فإذا بها وهي المرأة العادية ، تشاغلهما، وتهادنهما ، بل وتساومهما
ولكن كل هذا لم يكن هذا كافيا
تمت عملية الاغتصاب ،بشكل مرعب قميء مريع ،كلمات بذيئة ،وضرب ، ودموع ،وصراخ ، وشبق

تمت أمام وسمع تلك العيلة المختبئة وراء الجدار ،سمعوا كل شيء ،لم يند منهم نأمة أو حرف ، كانو فقط ينتظرون انتهاء العملية بصبر ، يسربلهم الخزي والعار ، و في العمق يساورهم شعور مبهم بالرضا ، وحتى الطفلة الصغيرة التي سمعت كل شيء ، كانت راضية ، لقد نجوا ،والثمن دفع ، ولم يكن هناك من خيار أمام الموت
المرأة الأخرى القوية ، امرأة العيلة المختبئة ، غطت جسد الشابة العاري المليء بالدم والخدوش ،وحملتها وغسلتها ونظفتها ، وهدهدتها
كل هذا دون أن تلتقي العينان
كان هذا صعبا ، رؤية الحقيقة في عيني الأخر ،أن ترى نفسك على حقيقتك في عيني الأخر
ولكن لم يكن هناك من خيار
كلتاهما أدركت هذه الحقيقة، الجميع أدرك هذه الحقيقة ، ولكن المواجهة صعبة
في الحرب ، الزمان والمكان ،يتشظيان بمشهد الموت كشأن يومي عادي ، ولكن لازمن ولامكان للحقيقة المطلقة
وأنت لست أنت
الإحالة الى هذا المعنى ، لم يكن الا استدراجا ذكيا للمشاهد ، ليدرك أن هذا الفيلم ، لم يكن معنيا بالمعنى الدارج للخراب او الموت ،هو هنا يريد أن يدخل اليه برفق عبر بوابات او مداخل تندرج برفق في دهاليز النفس الخفية ، لتسقط الأقنعة ، وتشاهد الخراب البشري على حقيقته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق