الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الديني في الشرق الأوسط من منظور غربي

خلف علي الخلف

2017 / 10 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


كثيرة مراكز الأبحاث والدراسات الأكاديمية الغربية المختصة بشؤون منطقتنا، حيث تغطي كافة تفاصيل المنطقة، حتى تلك التي لا نلق لها بالا؛ منها ما هو «مستقل» ومنها ما يخدم توجهات دولة أو حزب أو جماعة ضغط! تنتج مواداً، وأبحاثاً، وكتباً حديثة وآنية مواكبة لتطورات المنطقة؛ حيث يدرس الباحثون والطلبة أيضا، قضايا راهنة بعضها ما يزال مشتعلاً. لا يمكن مقارنة الأمر مع بلداننا، حيث تخمّر القضايا لربع قرن على الأقل قبل تناولها. ويبقى المنهاج الأكاديمي والمدرسي فترات طويلة، يتغير خلالها العالم ليس سياسياً فقط بل جغرافيا أيضاً! ويتناول باحثونا عادة قضايا حدثت قبل نصف قرن على الأقل فلا يزعجون أحداً. بل؛ هناك قضايا ما يزال الإقتراب منها محرماً رغم مرور أكثر من ذلك.

وكي لا يظن البعض أن منطقتنا يسلط عليها الإهتمام؛ لنسج المؤامرات وتركيب المصائب أكثر من كل مناطق العالم، فإن قضية صعود الصين هي أحد القضايا الأكثر تداولاً –كميّاً- في الإعلام الغربي منذ وجوده حتى الآن!

إحدى قضايا المنطقة التي تحظى باهتمام هذه المراكز، هي ما يطلقون عليه الصراع الديني في الشرق الأوسط، أو الصراع الطائفي، أو الصراع السني- الشيعي على وجه التحديد. ورغم المنهجية المنضبطة في إجراء البحوث؛ إلا أن نسبة لا بأس بها منها، عندما يصل الأمر للشق التطبيقي أو حتى التفسيري تغرق في نقص المعلومات أو نقص الخبرة في شؤون المنطقة أو سوء الفهم حتى. وتكاد تكون المراجع العربية في هذه الأبحاث نادرة! بعكس المراجع التي تعكس وجهة النظر الإيرانية.
يتنازع تفسير "الصراع الديني" في المنطقة عدة وجهات نظر؛ فهناك باحثون يرون أن مسببات الصراع الحالية تكمن في الوجود الطائفي نفسه، أي في الانقسام الديني بذاته، أي أنه انعكاس طبيعي لتعدد الهويات المتصارعة، وإن المحفزات الخارجية تلعب دورا مساعدا! وغالباً يشار للدور السني باحتكار السلطة –تاريخياً- كأحد مسببات الصدع الطائفي.

مع الإحتلال الأمريكي للعراق وقبله، كان هناك موجة من الدراسات والأبحاث قرأت الصراع الطائفي في العراق وامتداداته الإقليمية، كثير منها جعل إضطهاد صدام لشيعة العراق الجذر الأساسي للمشكلة الطائفية في العراق! تبعتها موجة أخرى انطلقت بعد الاضطرابات التي عمت عدة بلدان عربية بعد الربيع العربي، وترى أن فشل الدولة في تلك البلدان حفز الصراع الطائفي على السلطة ومثل فرصة لشيعة المنطقة بدعم من إيران للحصول على حقوقهم!
وباختلاف توجهات الباحثين، فإن كُثر منهم عندما ينظرون للمنطقة من خلال حقل "المصالح"، يختزلون الصراع في منطقة، مركبة إثنياً ومذهبيا وعشائريا، وتتنازعها مستويات متعددة من طبقات الهوية، إلى صراع سني- شيعي. تقود الطرف الأول السعودية بينما يخضع الطرف الثاني لقيادة إيران.

ربما يسهل هذا الإختزال التناول الإعلامي، لكنه لايقدم تفسيراً للصراع في الشرق الأوسط، ولاجذوره. فمقولة الاحتكار السني التاريخي للسلطة في المنطقة تتجاهل الممالك والدول التي حكمت أجزاء واسعة من الامبراطورية الإسلامية وامتداداتها في فترات تاريخية متعاقبة، ولم تكن تتبنى المذهب السني، حيث يبدد هذا المظلومية التاريخية للشيعية كمذهب. وفي الفترة المعاصرة نادراً ما يركز الباحثون على أن مأسسة الطائفية سياسياً في دول المنطقة الحديثة قد بدأ مع الثورة الإيرانية. التي يشار لها عمداً في الأدبيات الإيرانية الرسمية بـ "الثورة الإسلامية" لإعلاء طابعها الإسلامي وخفض طابعها الوطني كأحد وسائل ترويجها. كما يتم تجاهل حقيقة دامغة في هذه الدراسات بأن إيران هي الدولة الدينية المذهبية الوحيدة دستوريا في الشرق الأوسط، وأسست للصراع الطائفي قبل ظهور المجموعات المتطرفة والإرهابية المحسوبة على السنة.

لكن الأهم من وجهة نظري هو أن النظر للصراع في المنطقة من خلال العدسة الطائفية يخفي أكثر ما يكشف. فرغم تسخير إيران للبعد الطائفي واستغلاله في محاولتها للهيمنة على المنطقة فإنها وبشكل دائم أدارت سياستها الخارجية وفقاً لمصالحها، وعند حدوث تناقضات بين هذه المصالح والإيديولوجيا التي تتبناها تعطي الأولوية للمصالح وما إيران-كونترا ببعيدة، ولا يمثل البعد الطائفي في سياسة إيران إلا إحدى وسائل السياسة لتحقيق المصالح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير