الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادي و مطرقة الحشد الشيعي .

يوسف حمك

2017 / 10 / 24
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لم يتخذ الكرد طيلة نضالهم قراراً صائباً مثل قرارهم بإجراء الاستفتاء – و حسناً فعلوا – و كانت النتيجة أن فاقت التوقعات .
فكيف لا ، و شعبٌ قتله عطش الحرية ، و ناهيك عن أنها إرادةٌ جماعيةٌ ، و توق الجميع للسيادة أسوةً بكل الخلق . و حسب المثل الشعبيِّ ( ما في حدا أحسن من حدا ) .

لم يبق أحدٌ قدماه يدب الأرض إلا و ساوم على قضية استفتاء الشعب الكرديِّ ، حتى البعض من ساسة الكرد ( و بدافع الكيدية الحزبية ، و المنافع الخاصة ) .
فمن لم يتآمر غض الطرف عنها ، و من أعلن تأييده تراجع و أدار ظهره .
الكل تحججوا بعدم إنضاج الوقت ، أو بذريعة أن طهران و أنقرة ستعترضان و بالفيتو العسكري لئلا ينتقل العدوى إليهما .

أكدوا جميعاً على وحدة الأراضي العراقية التي لم تكن موحدةً يوماً من الأيام و لن تكون .
مع أن البعض من المعترضين صدر منهم تصريحاتٌ على أنه ( لم يعد هناك شيءٌ اسمه سوريا و العراق ) .

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يصر على بسط السيادة على على إقليم كردستان ، مع أن القاصي يعرف قبل الداني أن مسألة السيادة هذه ، ماهي إلا نكتةٌ سمجةٌ يضحك الموتى قبل الأحياء .
فالمعممون كلهم مريدون لولاية الفقيه في قم و عبيدٌ لهم ، و أن الحاكم الفعلي للعراق هو الجنرال الأيراني الشيعي قاسمي سليماني .

و يستأنف العبادي في السرد لينكت من جديدٍ : بأنه يهدف من حملته العسكرية على إقليم كردستان لغرض القضاء على الفساد ، و توزيع الموارد المالية ، و عائدات النفط على الشعب الكردي داخل الإقليم . متناسياً أن رئيس هيئة النزاهة قال بلسانه : ( إن محاولتنا للقضاء على الفساد في العراق كمن يريد أن يفرغ البحر بالمغرفة ) .

نفوذٌ أيرانيٌ مغروسٌ في العراق يحرج العبادي . فالحشد الشيعيُّ ( داعش الشيعة ) المدعوم من أيران يبتلع العراق و جيشه الذي تخلى ثلثاه عن الخدمة بعد سقوط الموصل بيد داعش ، حسب قول وزير الدفاع العراقي السابق خالد العبيدي .
و ها هو هادي العامري أمين عام منظمة بدر الشيعية يطلب من العبادي عدم استقبال وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون إثر هجومه على الحشود الشيعية ، واصفاً إياها بالإرهابية . و يشاطره رئيس عصائب أهل الحق الشيعية قيس الخزعلي الرأي ذاته .

الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً ما تكيل سياستها بمكيالين . فمن جهةٍ تنصب العداء لأيران ، واصفةً إياها بأكبر دولةٍ ترعى الإرهاب ، و تزحزح أمن العالم ، لكنها بالمقابل تتخلى عن الكرد لصالح عدوتها تلك ، فتقف في وجه تطلعاتهم نحو الاستقلال و الحرية .

السفير الفرنسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطرح مشروعاً يتضمن الحقوق المشروعة للشعب الكردي ، غير أن الضغوط أجهضته ، و حولته إلى حرص شديدٍ على وحدة العراق ( كذبة العصر ) .
فلعل السفير كان يرمي إلى التكفير عن ذنبٍ ارتكبه سلفه ( فرانسوا جورج بيكو ) .
بعكس الممثل البريطاني الذي أضاف ذنباً إلى إثم سلفه ( مارك سايكس ) ، و وقوفه بالضد ليثبت أن اتفاقية سايكس بيكو لازال مفعولها سارياً ، و لم يحن أوان بطلانها .

الجميع لطخوا أياديهم بدماء الشعب الكردي و البيشمركة ، بتحريض الحشد الشيعي ( داعش الشيعة ) .
تلك الحشود التي اقترفت أبشع جرائم القتل و التهجير و الحرق بحق الآمنين قبل المسلحين ، دفاعاً عن ثاراتٍ وهميةٍ متكلسةٍ في عقولهم لا دخل للكرد فيه .
يظن أفرادها أنهم ينصرون الحسين ، و يهدونه أي نصرٍ يحرزونه ، فما بالك إذا كان ضد السنة ( أحفاد يزيد بن معاوية ، لعنة الله عليه ) حسب زعمهم .

هجماتٌ منافيةٌ للقيم الإنسانية و الحرية و الديموقراطية و حقوق الإنسان .
مع أن الكثيرين طالبوا بحقوق الحيوان منذ القدم و لا زالوا معتبرين أن هتك حقوق الحيوان يعد فساداً أخلاقياً و غير عادل .
فكيف بالعبادي و إصراره على إلغاء نتائج الاستفتاء شرطاً لإجراء الحوار ، لا تأجيلها ؟
استفتاء الكرد موضع فخرٍ لهم ، و سيظل نور شمسه ساطعاً لن ينطفئ مهما حاولوا حجب الهواء عنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك