الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسارات نحو الحوار وحل إشكالية الإستفتاء ! ح2

صبحي مبارك مال الله

2017 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مسارات نحو الحوار وحل إشكالية الإستفتاء ! ح2
ذكرنا في الحلقة الأولى من المقال، عدد من المبادرات التي تدعو إلى الحوار بين الحكومة الإتحادية وحكومة الإقليم سواء قبل الإستفتاء أو بعده، ولكن إصرار رئيس الإقليم على القيام بالإستفتاء بالرغم من التحذيرات الدولية والإقليمية والوطنية، عقدّ المشهد السياسي العراقي وزاد من حدة المخاطر كما دفع البرلمان الإتحادي إلى إتخاذ قرارات وإجراءات وفق الدستور الدائم لإلزام الحكومة الإتحادية بتنفيذها فضلاً عن قرارات القضاء الإتحادي. لقد إعتمد رئيس الإقليم و حكومتة على الشحن القومي وإثارة العواطف لدفع الشعب الكوردي إلى التأييد نحو إقامة دولة كوردية منفصلة عن العراق، في ظروف صعبة ومعقدة يمر بها الشعب العراقي، في وقت كانت ولازالت، القوات العراقية المسلحة والشعب العراقي يقاتل داعش . لقد كان القرار الإنفرادي وبدون مفاتحة الحكومة الإتحادية بهذا التوجه الحاد وبالضد من أسس النظام الفدرالي الإتحادي الديمقراطي، قد زاد من التوتر والمخاوف على مكاسب الشعب الكوردي، فالتحذيرات والتدخلات من قبل الأصدقاء والأحزاب العراقية لم تثنِ السيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم عن الإستمر، كما لم تدرس حكومة الإقليم وبجدية الإحتمالات بعد علمها بأن المجتمع الدولي ومجلس الأمن والولايات المتحدة والدول المحيطة بالإقليم لاتؤيد الإستفتاء ولاتؤيد نتائجه كذلك لم يؤخذ بنظر الإعتبار الإنقسامات والتناحرات الموجودة داخل الإقليم والخلافات بين الأحزاب والتي أفرزها نظام حكم الحزبين الكبيرين ، الأمر الذي خلق قناعة بعدم الحماس لتوجه رئيس الإقليم.ومن خلال ذلك كانت الحكومة الإتحادية ورئيسها حيدر العبادي، تعمل بأسلوب مدروس معتمدة على الدستور الإتحادي و التأييد الدولي والإقليمي والوطني نحو إجهاض مشروع رئيس الإقليم والذي لازال حلماً .
ومن خلال ماتقدم باشرت الحكومة بتنفيذ القرارات وتطبيق المواد الدستورية التي تخص صلاحياتها الإتحادية تجاه الإقاليم، فتحرك الجيش العراقي لإعادة إنتشار قواته على المناطق المتنازع عليها، والتي دخلتها قوات البشمركة بعد 9/6/2014 وإعتبرها الإقليم جزء من اراضيه حيث شملت محافظة كركوك وأجزاء من محافظات ديالى والموصل وصلاح الدين . فبعد الإتفاق المعروف بين قياديين في الإتحاد الوطني الكوردستاني الذين فضلوا حقن الدماء وإعادة محافظة كركوك والمناطق الأخرى و بين الحكومة الإتحادية بعد إصرار رئيس الإقليم بعدم الإستجابة إلى منطق العقل في إجتماع أخير عُقد بين الإتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ، وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة السيد مسعود بارزاني في دوكان والذي لم يُسفر عن شيئ حقيقي يساهم في حلحلة الوضع المتأزم سوى خمسة نقاط في مقدمتها عدم التراجع عن نتائج الإستفتاء .هذا الأمر ساعد على إجراءات الإتفاق ودخول الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي مدينة كركوك دون مقاومة وبالتالي إنسحاب البيشمركَة من جميع المناطق خارج الإقليم. ومن أهم الأسباب هو عدم قناعة الشعب الكوردي والبيشمركَة في القتال ضد أخوانهم أبناء الجيش العراقي، للدفاع عن قرار فردي -قرار رئيس الإقليم، فحصلت تداعيات كبيرة في الإقليم نتيجة ماحصل، منها خيبة الشعب الكوردي بقياداته حيث أصبح الإقليم في خطر بعد أن أصبحت أربيل على بعد خمسين كيلومتر من القوات المسلحة العراقية والتشابك البسيط الذي حدث كان في ألتون كبري، حيث إنسحبت البشمركة منها. لقدكانت خطة الحكومة الإتحادية هي الإنتشار السريع في جميع المناطق الموجودة تحت سيطرة قوات البيشمركَة ومن عدة إتجاهات. والنقطة الأخرى التي حصلت هي موجة من الإستياء والتذمر داخل الإقليم، حيث كانت الإتهامات المتبادلة بالخيانة جاهزة بين القيادات الكوردية الحزبية، وبدلاً من الإعتراف بالخطأ من قبل رئاسة الإقليم بمحاولة توريط الشعب الكوردي في حرب تحرق الأخضر واليابس وتعرّيض الشعب العراقي والوطن للتدخلات الأجنبية وتدمير كل المكتسبات، أخذت تبرر الأسباب إلى التدخل الإيراني والخيانة وغيرها من المبررات. بعدذلك سارعت حكومة الإقليم للجلوس للحوار دون شروط مع الحكومة الإتحادية بعد رفضها ذلك قبل الإستفتاء.
كما حصلت إصطفافات جديدة في الإقليم بين الأحزاب حيث تكونت معارضة من حزب العدالة والديمقراطية (برهم صالح) وحركة التغيير، وسياسيين مستقلين والجماعات الإسلامية وقيادات من الإتحاد الوطني الكوردستاني تطالب بالتغيير وتنحية رئيس الإقليم وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لغرض التفاوض والحوار مع الحكومة الإتحادية.من خلال الإستنتاجات ، نخلص إلى إن تقليص الديمقراطية، ومصادرة وجود البرلمان في كوردستان، ووجود الخلافات، والحفاظ على المنصب والنفوذ والتحكم العائلي والفساد كانت عوامل دفعت إلى النتائج التي حصلت كخيبة مسعى . كما إن الحكومة الإتحادية خرجت بقوة من هذه التجربة وفرضت هيبتها . أننا نعتقد إن باب الحوار لازال مفتوح أمام الجميع نحو معالجة ماحدث والجلوس إلى طاولة الحوار الوطني تضم الجميع وإن لايقتصر على الأحزاب المتنفذة ومعالجة كل الخلافات ليس فقط ما يخص الإقليم وإنما عموم العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا