الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى لحُكامِ بغدادَ وأربيل

امين يونس

2017 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كمُواطِن ... أشعرُ بالإحباط الشديد ، بِطعمِ يشبه الهزيمة ، بشعورٍ يقرب من الإنكسار . لا أقصدُ هُنا إحباطاً ناتِجاً عن بسط الحكومة الإتحادية سيطرتها ، على كركوك والمناطق الأخرى ... ولا أعني هزيمة البيشمركة عسكرياً ... ولا الإنكسار المُلازِم للنزوح وما يرافقهُ من مآسي . بل أعني ببساطة : اليأس من هذهِ الطبقة الحاكمة ليسَ في أقليم كردستان فقط ، بل في عموم العراق أيضاً ... أن فُقدان الثِقة بكُل الأحزاب القابِضة على السُلطة ، أدى بي وبعشرات الآلاف غيري أيضاً ... إلى ذاك الشعور المرير بالإحباط والهزيمةِ والإنكسار .
خلال العقدَين الماضييَن ، كتبتُ 1600 مقالاً ، أكثرُ من ألفٍ منها ، في نقد الحكومات والسلطة في بغداد وأربيل ، في فضح الفساد وإحتكار السلطة وقمع الحُريات وإستغلال الدين والمذهَب والقومية ، في خداع الجماهير .
منذ بداية التسعينيات ، إنتقدتُ بوادِر إحتكار السلطة في الأقليم تحت اليافطة سيئة الصيت " فيفتي فيفتي " بين الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، والصراع المحتدم بينهما بعد ذلك ، والذي أدى إلى مقتل وجرح آلاف البيشمركة البسطاء من الطرفَين بدون أي مُسّوغ . ثم جمعَتْهما أمريكا وصالحَتْهما ، وذهبتْ الدُماء المُسالة في تلك الحرب اللاأخلاقية ، هدراً . وبعد 2003 ، سارعَتْ الأحزاب الكردستانية الحاكمة ، بالتنسيق والتفاهُم مع أحزاب الإسلام السياسي في بغداد ، تحت رعاية ووصاية المُحتَل الأمريكي ... فأنشأت نظام المُحاصَصة اللعين ... الذي من خلاله ، تكّرَسَتْ الطائفية المذهبية والسياسية وتغلغل الفساد بأنواعه في كُل مفاصل الكيان الجديد . ومن بركات المحاصصة وتقنين الفساد : ظهور حواضن ممتازة لإرهابيي القاعدة في الداخل ، وبرعاية سوريا وإيران وتركيا ودول الخليج ، وسط تواطؤٍ مشبوه من المحتل الأمريكي ... بحيث عّمتْ الفوضى والتفجيرات والتهجير معظم مدن العراق ... وأفرختْ القاعدة داعش وتكاثرتْ بالمُقابِل ميليشيات طائفية شيعية مسلحة خارج القانون . ثم كانت مأساة سبايكر وبعدها سقوط مدنٍ كُبرى بيد داعش .. وبدلاً من مُعاقَبة المسؤول الأول عن كثيرٍ من المآسي " نوري المالكي " ومُحاسبة أحد أبرز النافخين في قِربة الطائفية " أسامة النجيفي " ... فلقد كُرِما بتنصيبهما نائِبَين لرئيس الجمهورية . وليس هذا فقط ، بل ان كُل المتورطين في قضايا فسادٍ كُبرى خلال السنوات الماضية ، ومن كُل الأطراف المحاصصاتية بكردهم وعربهم ... الخ ، وبعضهم مُتهمٌ بالخيانة والتعاون مع الإرهاب ، وآخَرين بنهب وهدر مليارات الدولارات ... لم يتم مُحاسبة أحد منهم ولا مُقاضاتهم ولا مُلاحقتهم ... فقسمٌ منهم مازال متربعاً على هرم السلطة ، وآخرين غادروا العراق بأموالهم الضخمة التي نهبوها .
....................
* ليس دفاعاً عن سُلطة الأقليم ... لكن " الحشد الشعبي " المُشكَل أساساً بنداءٍ من السيستاني ب " الجهاد الكفائي " ضد داعش ، وذلك لقلة كفاءة الجيش والشرطة الحكوميين ، حينها . وليس من مهامه مُقاتلة البيشمركة ... فكان ينبغي أن يقوم الجيش الإتحادي بهذه المُهمة ، لوحده ، إذا كانَ لا بُد منها . فالحشد ليس كتلة مُتجانِسة ، بل فيها تشكيلات طائفية متشددة تعمل بإجندات إيرانية سافرة .. وليستْ مقبولة ولا مُرّحَب بها ، لا كُردياً ولا سنِياً .
* ليسَ دفاعاً عن سلطة الأقليم ... لكن الجيش والحشد الشعبي ، لم يكُن ينبغي أن يتجاوَز الأماكن التي كان فيها قبل 9/6/2014 . فكان من الحكمة أن يتوقف في " كَي وَنْ " ومكتب خالد وحقول النفط ، ولا يدخل مدينة كركوك . وبعدها يلجأ إلى التفاوض لحل المسائل المعلقة الأخرى .
* ليس دفاعاً عن سلطة الأقليم ... لكن تصرفات قسمٍ من الحشد الشعبي في طوزخورماتو ، يُؤكِد بأنها ميليشيا طائفية خارجة على القانون .. حيث هجّرت مئات العوائِل وأحرقتْ وهدمتْ بيوتهم ومحلاتهم التجارية ، بعد أن سلَبَتْها .
* ليسَ دفاعاً عن سلطة الأقليم ... لكن [ الرَمز ] المُتمثِل بالسلطة الإتحادية وحكومة بغداد .. أسؤا كثيراً من بعض النواحي ، من سلطة وحكومة الأقليم . فلسنا بحاجةٍ هُنا إلى مسيرات لَطم وتطبير وعويل وصراخ على مدار السنة .. لسنا بحاجةٍ أيضاً إلى مفارز الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر ، وتقييد الحُريات الشخصية . كما ان فضائِح النهب الكُبرى في بغداد والمحافظات تزكم الانوف .
*********************
- ليس دفاعاً عن الحكومة الإتحادية ... لكن بغداد رغم هبوط أسعار النفط وإحتلال داعش لمدنٍ كبيرة ( وهي نفس الأعذار التي تتحجج بها أربيل ، في تقليصها وتأخيرها للرواتب ) .. فأنها أي بغداد ، إستمرتْ في دفع الرواتب وفي مواعيدها ، وحتى للمحافظات التي وقعتْ بيد داعش . في حين فشلتْ أربيل حتى بعد ان قامتْ بتصدير النفط مباشرةً .
- ليس دفاعاً عن الحكومة الإتحادية ... لكن فشل أربيل في تشكيل جيش وطني موحّد من البيشمركة ، وتدريبه وتجهيزه بمعدات جيدة وأسلحة متطورة وأعتدة كافية ، طيلة السنين الماضية ، يُعّدَ إنتقاصاً وإهمالاً كبيراً ... لكن الأمّر من ذلك .. زجَ البيشمركة غير المُوحدَة وغير المُؤهَلة ، في إشتباكات غير مُتكافِئة مع الجيش العراقي والحشد الشعبي ، بلا غطاءٍ ولا دعمٍ دولي أو أقليمي ... أن ذلك يُقّلِل كثيراً من " هيبة " وسُمعة البيشمركة التي حصلتْ عليها ، بشجاعتها وتضحياتها خلال مقارعة داعش لثلاثة سنوات ماضية .
- ليس دفاعاً عن الحكومة الإتحادية ... لكن رغم المُحاصصة سيئة الصيت والفساد في بغداد ، فهنالك مجلس نواب " على عّلاته " وحكومة " على نواقصها " ورئاسةُ " على هزالتها " ، وهي قائمة على الدستور " رغم مئات المآخِذ على إنتقائية تطبيقه " ... بينما في أربيل : رئاسة أقليم مُنتهية الولاية منذ أكثر من سنتَين / حكومة مشلولة منذ سنين / برلمانٌ مُعّطَل منذ أكثر من سنتَين .. وفوق ذلك مّدَدَ لنفسهِ البارحة لثمانية أشهُر أخرى !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم ... نُعاني من الإحباط الشديد ... لكّنا لم نُهزَم من الداخِل .. ولم ننكَسِر في أعماقِنا ... بل أن جذوة المُقاوَمة مازالتْ مُشتعِلة . وبصوتٍ عالٍ نقول : كفى لهذهِ الطُغَم الحاكمة في بغداد وأربيل ، كفى لهذهِ الأحزاب الفاسدة ، التي آذّتْنا كثيراً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضعف القيادة
شيركو شمال ( 2017 / 10 / 25 - 19:09 )
القيادة الكوردية فشلت تماما على مدى السنين الفساد الاداري قضى على ثقة المواطن الكوردي- تشبث شخص بالسلطة رغم عدم كفائته كارثة-ولا يزال بعد الهزيمة-لا مستقبل للكورد الا بعد زوال الحزبين حزب البارتي والاتحاد- انهم الحقوا النكسة والهزيمة تلو الهزيمة بالقضية
الكوردية- انهم لا يصلحون للقيادة وعليهم ترك مناصبهم وكراسيهم ان كان لهم ذرة حياء

اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة