الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المدرسة المغربية اللائكية ممكنة ؟

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا : حرية –مساواة – أخوة

و نحن في شهر أكتوبر تناقلت وسائل الإعلام المغربية مؤخرا في أول خبر غريب عن أستاذ بمدينة ميدلت المغربية أنه تمت معاقبته بسبب توزيعه الورود على أستاذات المؤسسة التي يعمل بها بمناسبة 8 مارس.
فيما بعد نشرت نفس الوسائط الإعلامية خبرا آخر توضح فيه وزارة التربية الوطنية المغربية عن طريق بلاغ لها أن السبب الحقيقي وراء إصدار عقوبة في حق الأستاذ المعني هو توزيعه لبيانات ومنشورات ذات حمولة سياسية داخل فضاء المؤسسة. و هو النشاط الذي يُعتبر خرقا للحياد الذي ينبغي أن تتسم به المؤسسات التعليمية يقول البلاغ حسب موقع المحرر(أنظر الرابط أسفل المقال)..

المعلومة التي لم تذكرها أغلب وسائل الإعلام و هو أنه عضو في جماعة العدل و الإحسان المغربية التي تمارس السياسة بمرجعية إسلامية تتبنى الإسلام البعد المحمدي الذي يعتبرصحيح البخاري صحيح رغم تناقض رواياته مع شخصية صاحب الدعوة للعرب و الذي يوصف بالصادق الأمين.
و لا يدري المرء كيف يمكن لشخص صادق و أمين أن يقول حسب البخاري "أنه لا بأس من الكذب في بعض الحالات" ؟ فما بالك أن يدعي مدع أن إصلاح المجتمع يمكن أن ينبني على الأكاذيب .
و إذن فيمكن الإستنتاج أن الخبر الأول الذي نفته الوزارة يمكن أن يكون صادرا عن أشخاص من الجماعة المذكورة.
بينما الخبر الثاني صادر عن مصدر مسؤول و هي وزارة التربية الوطنية حسب جريدة المحرر الإلكترونية.
للأسف أن الحياد السياسي الذي تتحدث عنه الوزارة غير موجود في ظل تدريس التربية الإسلامية ذات المعنى البعد محمدي وحدها في المدارس العمومية . وهي التي ترتبط في كثير من نصوصها بالحكم و السياسة و ما إلى هنالك من مواضيع تستغلها الجماعة المذكورة للوصول لما تقول أنها أهدافها السياسية - فيما يبدو من ظاهر الأمور- أمام الناس بمنطق "هل إستغلال الدين في السياسة حلال عليكم و حرام علينا" ؟ و هي تقصد الحاكمين طبعا بهذا ..
بالواضح تقول أنها تستعمل نفس سلاح الحاكمين في السياسة أي الدين.
و لو كانت الوزارة تسمح بتدريس الكتاب المقدس العبري المسيحي في المدارس ، فيمكن في هذه الحالة الحديث عن الحياد الديني والسياسي إنسجاما مع الدستور الذي يعترف في ديباجته بالرافد العبري في تكوين الهوية المغربية و طالما أن معالي السيد وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية المغربي قد إعترف مؤخرا في تظاهرة لحوار الأديان بوجود "أقليات دينية" في المغرب لا تعتقد في الآخرة و طالما أن الكتب المقدسة الإسلامية تعترف بهذا الكتاب المقدس اليهودي المسيحي الذي كان قبل الإسلام ليس فقط في المغرب بل في شمال افريقيا و لا يزال في مصر مثلا حيث الأقباط المسيحيون و في اماكن اخرى منها كجزء من ثراثها الديني البشري .
في هذه الحالة يصير لزاما تغيير إسم وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية ل"وزارة الأديان" لتأصيل الحياد المقصود.
و الحياد هنا يقابله مصطلح اللائكية La laicité بكل بساطة اي فصل الدين عن السياسة و ليس عن المجتمع الحر.
و هو المصطلح الذي يكيفه المغرضون لمعنى الإلحاد والزندقة و ما الى هنالك من النعوت التي لا توجد سوى في ذاكراتهم المشوشة بطبعة غريبة عن الإسلام المحمدي تبيح الارهاب والاكاذيب و المزاح الذي لا ينفع في بناء المجتمعات بناء عقلانيا يحترم العقل والحقوق والحريات للأفراد والجماعات و لا ينفع حينما يتوجه المرء بفكره لاصلاح مجتمع مريض
يعيش ربما في عصور سحيقة ما قبل الميلاد تتمسخر على العقل و عطاءاته و تقلل من أهميته و من أهمية الحياة و كيفية العيش المسالم و المنسجم مع الحقائق العلمية الحديثة التي لا تعادي البشر او تقسم العالم الى أعداء ...
إن بناء فكر الإنسان المغربي و الشمال افريقي عموما في المدرسة يجب أن يكون بناء للفكر الحر و المستقل يعترف بالحق في الحرية الفكرية التي تعني الحرية الدينية .و يعترف بلا محدودية فضاء العقل كثروة لا مادية يمكن أن تكون منتجة للخطط و المشاريع الذكية لتدبير الثروة المادية تدبيرا ذكريا يحيل المستحيلات لممكنات لتحقيق العدالة و الاعتراف بالواقع المادي و البيولوجي و التاريخي للإنسان و اكراهات هذا الاخير تنزع عنه التوترات و تظهر المتعة في الابداع لحل المشكلات المستعصية.
فهل يمكن للمغاربة أن يسجلوا السبق في تحقيق حلم مدرسة لائكية فعلا أي محايدة ؟؟

مع السؤال تحياتي

رابط الخبر:
http://www.almoharir.com/82730.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاتغالوا في شأن المدارس الرسمية وعلاقتها بالدين
عبد الله اغونان ( 2017 / 10 / 27 - 17:45 )
هل التلاميذ والطلاب يتلقون دينهم من المدارس وحدها ؟
نعرف جيدا أن هناك مصادر مؤثرة في التوجيه الديني قد تعتبر المدارس في اخر قائمتها
فهل المهاجرون الذين ولدوا في فرنسا تلقوا توجههم الديني في المدارس سواء منهم من تربوا على الاعتدال أو من تطرفوا ؟
في المدارس تجد قلة من التلاميذ والطلاب ممن يصلون رغم توفر قاعات ومساجد للصلاة ورغم تلقيهم مادة التربية الاسلامية
الموضوع في حاجة الى بحث من منطلقات واقعية وليس فقط ربطها بهذا الحدث أو ذااااك
فالصحوة الاسلامية عامة سواء في المدارس وغيرها وفرض علمانية لائكية على طريقة كمال أتاتورك تبين فشلها في الدين والسياسة والاقتصاد تمعنوا جيدا في تجربة تركيا الان

اخر الافلام

.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش