الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٲي كردي ٲنا!؟

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)

2017 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



• أيُّ كرديٍّ تريده بغداد؟ الكردي الذي يعمل على تكامل وتنمية شخصيته الكردية الواعية بذاتها أولاً، وبوجودها ثانياً، ومن ثم المدركةَ للآخر المختلف عنها لغوياً وتقليدياً ونفس اجتماعيا وعرقياً وانثروبولوجياً وجينيالوجياً ووووو....الخ ثالثا ورابعا ووو...الخ؟.
أم الكرديّ الذي لا يعي ذاته العرقية والاجتماعية والتأريخية والسياسية، والذي سرعان ما يتيه ويرتمي نفسه في غيبوبة اللافرد واللاشخص؟، ويفقد الأسس البنائية لوجوده ويتحول بين الفينة والفينة الى العربي والشيعي والسني ويرجع الى كرديته ويتمرد عليها ووووو....الخ؟.
هل يرتقي الفرد اللامنتمي لذاته القومية الكلانية وكذلك لذاته المجتمعية الى مرتبة المواطن بالمعنى الحديث للمفهوم؟ هل الفرد المنسلخ من كل مظاهر وجوده هو الذي يصبح في النهاية مواطنا صالحا ويعمل على حفظ مقومات الوحدة التي سمّتها الأباطرة والكهنة الاستعماريين ب(الوطنية) ويمكن أن يعول عليه ويوثق به؟.
نحن الكرد فشلنا الى الآن في تحويل الوجود الفطري البيولوجي الذي تولّدنا به الى الوجود المجتمعي المتماسك جغرافياً وسياسياً وثقافياً، ولكن الوجود الفطري الطبيعي غير المتحول لم يكن يوماً تهديداً لوجودنا ككل، حيث السمات الفطرية والطبيعية تبقى الى أن تبقى الفطرة والطبيعة كونها محفوظه بهذه القوى الأعتباطية.
انشغل الآخر الذي أعتبر الكرد نداً وخطراً وحتى عدواً لهم عبر التأريخ بمصارعة احد صنائع الطبيعة ومخلوق من مخلوقات الكون، وصول المنازلة الأزلية الى الآن خير دليل على الهدر المتعدد الجوانب الذي الحقه بنفسه ومن ثم بالذي أعتبروه خطراً وعدواً.
ثقافة الغير المختلف لا تصلح ولا تقدر على تحويل هذا الكائن من خامِيّته الى كائن أجتماعي يستجيب كضحية للمنبهات الثقافية لهذه الثقافة، فالأبعاد الطبيعية من المكانية والأنثروبولوجية والمناخية لا تكون مساعدة لعملية التحويل، ولهذا تبقى الصراعات على وتائرها تفور وتثور ولا تدع الوضع العام أن يستقر.
عملية التثاقف بين الثقافات هي الكفيلة فقط لايجاد التوازن والاستقرار بِعَدِّها تعطي للكل أوزانه من كل الجوانب التي تتكون منها الموجود الواعي الموزون. التثاقف هي الاستجابة الاصيلة لنغمات الكون وسمفونيات الوجود، أصوات مختلفة تلد منها الالحان، الصعدات والنزلات هي المكونة لتضاريس الوجود، التثاقف هو صوت العالم والتمسك بالصوت الواحد هو المعتوه الذي يعزل نفسه بصوته الوحيد.
• أي كردي تريده طهران؟ الذي يقدم ذاته على علاتها أم الذي ينسلخ من أصوله؟ هل باستطاعة النظام السياسي الحاكم في ايران ضم غير الفارسي وغير الشيعي والذي يتجلى من خلال لغته ولباسه القومي وأعرافه وتقاليده وسماته القومية التاريخية والعرقية الى الوجود القومي والمجتمعي الفارسي؟ لماذا المحاولات العقيمة من خلط اللامختلط ودمج اللامندمج؟ هل تمكن العرب والفرس والترك والروس عبر حروبهم وعبر التاريخ المليئ بالصراعات الدامية أن يحولوا كرديا واحدا الى أعراقهم وتحويله الى الغير عبر أدق العمليات اللاتجميلية التي تسببوا في اجرائها وهي التفريس والتتريك والتعريب؟ هل يعجبهم ويريحهم شخص منكر لوجوده؟. لماذا لا يعملون وفق ستراتيجيات وحدة الأختلافات ويشيدون كيانات ذات ألوان طبيعية تضم عالماً مصغرا وتنعكس اللامتشابهات البشرية من حيث الثقافة والأعراق واللغات والبشرة وووو ....الخ؟
• ايّ كرديّ تريده تركيا؟ من يعتبر السلاطين أباه؟ أم مصطفى كمال ولي الأمر؟ ألا يعرفون من من يتبادلون السلطة ويتنافسون على استلامها انّ الاستعلاء السلطوي التركي وصل الى حد الجنون والميغالومانية ودخل دائرة التأله ونقاء الأصل الراسيستي؟، هم والايرانيون يعتبرون أنفسهم كائنات الله ومخلوقاته العابدة، فلماذا اذاً يُنَمذِجون شخصية الله ويتشبهون بسماته ويتوهمون بممارسة صلاحياته؟ أليس هذه محاولات لاشعورية تعني وتدل تحليليا الشرك لألهاتهم وحتى نفيها؟.
• لذة السلطة والتلذذ المفرط بها أوصلتهم الى نماذج شهوانية غير عاقلة تستجيب فقط للقوى الغريزية دون الالتفات الى منطق العقل والانا العاقل الذي بيده التوازن والاحتكام الى الاحكام المثقفنة.
• ادارة الحكم وفنون والاعيب دوران السلطة في بغداد وطهران وأنقرة ودمشق ليست والى الآن سوى أستجابات توهمية لماضي سحيق لا يصلح حتى قراءة هذا الماضي لأنه خطابات مرتبكة وجنونية شهوانية لا تشبع غير شهوة الدم والقتل والغاء الاختلافات، عقليات ليست سوى صرخات بهلوانية تبدأ بمنازلة عند الانتهاء من أخرى.
• نبرات أو بالأحرى النعرات اللاستراتيجية واللاعقلانية واللاسياسية التي يطلقها الساسة في تلك الدول ما هي الّا أصوات قومية بدائية ومذهبية وطائفية لِأُطُرَ مرجعية قُدِّست تأريخياً وتعاد في طقوس طوطمية، ويطلقها من يدعون التمدن والتحول نحو الديموقراطية أيضاً.
• يعيش الكردي حالة الاحباط المتكرر، والصدمات المتلاحقة، أنه في حالة فقدان هوية حداثوية، ويعيد انتاج هوياته القبل مدنية التي التصقت به الطبيعة والفطرة. ليس بمقدوره تحويل القوى والطاقات الفطرية الى فضاءات العقل والحياة الواعية والمترجمة للوجود الفاعل النشط والموزون. مشروعه الوجودي البدائي اللامصقول عقلانياً ومدنياً يصطدم دوما بمشاريع باطرياركية بدائية ولهذا بقى الصراع الى الآن لبقاءه فقط، وعند أنداده لاثبات السطوة الحيوانية اللامتحولة الى الصراعات لتجميل الحياة واعطاءها المعاني الانسانية الراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد