الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدلب... أنطاكية وإسكندرون؟؟؟!!!... وعن صحة رؤساء العالم العقلية...

غسان صابور

2017 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


إدلــب.. انطاكية واسكندرون؟؟؟!!!...
وعن صحة رؤساء العالم العقلية...

ما زال موقع "سيريانيوز" الذي يديره الإعلامي المخضرم نضال معلوف, يكرر بخطوط إعلامه المضغوط أن اتفاقية سايكس ـ بيكو SYKES – PICOT الإنكليزية الفرنسية الاستعمارية التي خططت قبل نهاية الحرب العالمية الأولى حدود الدولة السورية وتقسيم المشرق بينهما.. أنها كانت كريمة سخية مع الدولة السورية, وأعطتها أكثر مما تستحق من مدن وقرى.. كما توصف دخول القوات التركية حديثا إلى مدينة إدلب.. " شـرعـيـة " وفقا للقاء أستانة.. بينما نائب وزير الخارجية السيد مقداد ينفي شرعية هذا التدخل الذي يدعم فقط قوات المعارضة... مكتفيا باعتراضات كتابية إعلانية.. تفقد أهميتها... وتضع السلطات السورية الدمشقية النظامية.. أمام سياسة الأمر الواقع.. مثل جميع الاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة.. خلال الخمسين سنة الأخيرة.. والتي بقيت بلا أدنى أو أبسط محاسبة دولية قانونية.. وصمت كامل من السلطات السورية.. ما عدا بعض الخطابات العنترية والقصائد المرجلية.. بالمناسبات والأعياد الرسمية... والجولان السوري يبقى أحزن مثال عسكري وتاريخي... وإدلب تنضم اليوم للخطابات المنفاخية عن لوائي أنطاكية واسكندرون اللذين سلخا من جسد الوطن السوري بمنتصف ثلاثينات القرن الماضي.. ومحيا كليا من واقع "الضمير السلطوي السوري" وأية محاسبة دولية........
السيد نضال معلوف وموقعه الأصفر اللذان كانا بنهاية القرن الماضي, والسنوات التي سبقت هذه الحرب القميئة الآثمة القذرة.. ضد سوريا وشعبها.. الطفل المدلل والطبل المفضل لموارد وكرم وزارة الإعلام السورية وتوزيع جوائزها المالية.. والذي أصبح اليوم ـ رغم رفرفة علم سوري نظامي.. بقياس صغير.. صغير جدا ـ على صفحته المختصرة الوحيدة.. يلتزم حيادا مسموما ملوثا بكمشة من الدولارات الوسخة والتي تحمل دوما شـعـار In God we trust " بالله نحن نؤمن " ولست أدري بأي شعار يؤمن السيد نضال معلوف اليوم أكثر؟.. بالدولار أم بالله... وما هي قيمة إدلب والجولان وانطاكية واسكندرون وسوريا وفلسطين ولبنان والعراق.. وما قيمة الوطن السوري الممزق اليوم.. منذ ترك السيد نضال معلوف.. كمئات ومئات هذه الأنتليجنسا السورية الوزارية والموظفة المأجورة التي غادرت الباخرة "ســوريـا" تجتاحها عواصف وهزات الخيانة من كل حدب وصوب؟؟؟...
كما إني أتساءل كيف تكتفي السلطات الرسمية باعتراض نائب وزير خارجيتها فقط على دخول عسكر أردوغان العثماني إلى الأراضي السورية.. مكتفية باعتراض "ورقي" لا وزن له على أرض الواقع.. أكثر من علبة محارم كلينكس...
نعم نحن نعيش اليوم أياما مخجلة مخذلة فقيرة حزينة يائسة بائسة... كأنما الباخرة سوريا.. تعصفها رياح السياسة والتاريخ.. بلا ربان.. بلا أية بوصلة حقيقية واضحة... رغم التصريحات الروسية بأن التحركات التركية داخل الأراضي السورية.. تجري بتنسيق معها... عجيبة.. غريبة كل هذه التنسيقات.. وخاصة مع السيد أردوغان وكل تجارب السلطات السورية معه خلال العشرين سنة الفائتة.. وطعناته الغادرة بالظهر.. وصداقاته الملتوية الغدارة ضد الشعب السوري والسلطات السورية الشرعية... ودون أن ننسى سلبه ونهبه وتفكيكه لغالب المصانع السورية والاقتصاد والخيرات السورية خلال سنوات الحرب.. ودعمه لجميع المعارضات الهيتروكليتية وأعداء سـوريا.. واليوم يريد أن يلعب دور الفارس المنقذ لسوريا... يـا لــلــغــبــاء.. واستمرار الغباء.....
لا أريد هنا أن أبكي على بلد مولدي البعيد القريب.. لأن البكاء عليه.. يعني أنه مــات.. أو ميت... وسوريا عبر ألفي سنة من التاريخ.. ورغم كل الغزوات القبلية والدينية وغيرها لـم تمت.. وعرفت كيف تصارع الغزوات.. وكيف تطورها وتعودها على عاداتها.. ولكنها اليوم أصبحت" جـوكـر " غالب المتاجرات والمصالحات العرجاء... بسوق السبايا... وأنا أخشى عليها.. لهذا أنا لا أبكي عليها.. ولكنني أصرخ.. وأذكر... وأتذكر...
و لهذا السبب.. اليوم وأكثر من أي يوم آخر أتذكر قول أنطون سعادة الذي تكرر بثلاثينات القرن الماضي.. ولدى بتر فلسطين وتهجير أهاليها سنة 1948... وأخشى خداع وكذب كل هذه السيناريوهات المرفقة بالوعود والكذب والخداع الذي توزعه صباح مساء.. مصانع إعلام وكذب وخداع.. لهذا السبب أردد مرة أخرى كلمة أنطون سعادة.. والذي يبقى بعد عيسى بن مــريــم.. المواطن السوري الوحيد الذي مات من أجل مبادئه :
"إن لم تكونوا أحرارا.. من أمة حرة... فحريات العالم عــار عـلـيـكـم..."
واليوم أضيف كلمة "الغباء" على جملة أنطون سعادة التاريخية... وسوف أضيف إليها هذا المساء كلمة "خــيــانــة"!!!.....
***************
عــلــى الــهــامــش :
ــ وعن صحة رؤساء العالم العقلية...
ــ نشر موقع Médiapart الفرنسي المعروف تقريرا واسعا, منقولا عن مئات التقارير لأشهر الأطباء النفسيين الأمريكان الكبار, والذين استقالوا من مؤسسات اتحادهم, حتى يتمكنوا من الكلام بحرية كاملة, عن صحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وأخطار تصريحاته وتصرفاته على أمن وسلام العالم.. وخاصة الديمقراطية الأمريكية... حتى أن بعضهم تظاهر علنا حاملا طبلا كبيرا بالشارع النيويوركي ليلفت أنظار المارة, عن أخطار صحة عقل هذا الرئيس... مطالبا الهيئة الدستورية العليا, من إقالة دونالد ترامب.. بعد إحالته إلى لجنة طبية واسعة من كبار الأطباء النفسيين والعقليين الأمريكان.. لهذا السبب...
ولكن المشكلة الباقية.. من يختار هؤلاء الاختصاصيين.. ومن يتأكد من اكتمال صحتهم العقلية؟؟؟!!!...
ولو نظرنا إلى غالب من يـحــكــمــون العالم اليوم.. كيف يمكن التأكد من سلامة صحتهم العقلية... وخاصة من يملكون مفاتيح أسلحة الدمار الشامل.. وسلطة الهيمنة على ثروات العالم.. وقدرة تجويع وترويع شعوب بكاملها وتدمير بلدانهم وحياتهم وخيرات بلادهم بكاملها؟؟؟!!!...
وخاصة بعد أن بدأت فضائح الفساد تنشر ببعض وسائل الإعلام الصغيرة النزيهة عن محكمة العدل الدولية, خلال العشرين سنة الفائتة.. حتى تسكت بعض رؤساء الدول الإفريقية الذين لم ينصاعوا لديكتات رئيس دولة أوروبية... ثــم اختفت هذه الأنباء ــ فورا ــ باليوم الثاني من ظهورها.. وضياع وثائق ثبوتياتها...من دمر العراق وسوريا.. وأشعل الفتنة في ليبيا... من أحرق هذه البلاد في المشرق.. ومن حرك الإرهاب الإسلامي بالعالم.. مدعيا اليوم تشكيل فيالق أمنية لمحاربته.. وتخصيص المليارات للإنتاج الحربي.. لمحاربة هذا الوحش التاريخي اللاإنساني الذي خلقه...
من يستطيع اليوم بالعالم التساؤل عن كل هذا... من يحاكم من؟.. ومن يحاكم الحاكم المختل بديانة الدولار والأورو وهيمنة الرأسمال المتوحش على العالم...
الجواب على هذا العالم المهزوز المختل المضطرب : لا أحد... سوى مافيات رأسمالية متكاملة الحلقات... مغلقة معتمة.. لا يخترق أسرارها أحد...
يتبقى أن أذكركم هنا بقول نبي الأناركية الروسي بــوخارين :
" الــحــكــم يــفــســد Le pouvoir corrompt!!!... "
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم.. وخاصة للنادر القليل من الأحرار الشجعان المتبقين بهذا العالم المتعب.. الذين ما زالوا يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ ضد مجانين السلطة.. من أجل الحقيقة الحقيقية.. والكلمة الحرة والحريات الإنسانية الطبيعية.. من أجل كرامة الشعوب المظلومة ومصيرها التي تلتهمها مافيات سلطوية.. من أجل التآخي بين الشعوب والسلام.. من أجل المقاومات والمقاومين ضد الحروب والإرهاب.. وتجار الحروب والإرهاب... من أجل عودة الإنسانية بين البشر... والخلاص من شريعة الغاب السائدة... لـهـن و لـهم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي ووفائي وولائي واحترامي.. وأصدق وأطيب تحيات الــرفــاق المهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان