الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فكر مدام دو ستايل الأدبي
مروة التجاني
2017 / 10 / 27الادب والفن
يدور فكر مدام دو ستايل حول سؤال ما دور الثقافة في تكوين شعب ما وهويته القومية ؟ وللإجابة على هذا السؤال استخدمت مصطلح الأدب وكانت من أوائل من استخدمه في معناه الحديث . حاولت الإجابة على السؤال المذكور من خلال دراسة مفهوم الأدب القومي وانتاج روايات أدبية جسدت فيها فكرها ، تقول على لسان بطلة روايتها ( كورين ) " يصعب عليَّ أن أصدق أنه من المستحب أن يفقد العالم بأجمعه كل لون قومي ، وكل طرافة في الفكر والشعور " ، يجب إذاً التعرف على الثقافات القومية وتحديد روح كل أدب انطلاقاً من الملامح الخاصة التي تمنحها وجوداً فردياً . لم تختر دو ستايل النموذج الثقافي الفرنسي بديلاً عن الألماني ولا الأخير على حساب الأول بل ارتفعت فوق نزعة الشمول والخصوصية .
ميزت دو ستايل الآداب وقسمتها وفق ثنائيات هي القديم / الحديث ، الجنوب / الشمال وبذلك دخل الأدب في مفهوم التطور التاريخي العام والروح الهيغلية ، أيضاً خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ولد نموذج تفسيري أنقسم إلى ثقافة جهنمية / ثقافة سماوية ، عالم دنيوي / عالم مقدس . لكن هل يعني هذا رسم حدود للأدب وكيف يمكن للثقافات أن تتواصل فيما بينها ؟ تقول دو ستايل في مقدمة روايتها ( دلفين ) الصادرة عام 1802م " لا يسعنا الا أن نحاكي الأدباء اصحاب الآثار المكتملة ، وفي المحاكاة ما من شئ مأثور ، ولكن الكتاب ذوي العبقرية الغريبة نوعاً ما والتي لم تصقل تماماً كل ما يمتلكون من غنى ، يمكن أن يقتبس منهم بنجاح اصحاب الذوق والموهبة ، فذهب المناجم يمكن أن يخدم كل الأمم ، ولكن الذهب المسبوك عملة لا تصلح إلا لأمة واحدة " . ما تستطيع أن تتبادله اشكال ثقافية ذات صفات محددة وفردية ليس المنتوج المنتهي والمكتمل والقابل للتداول مباشرة بفضل قيمته الذاتية ، بل هو مادة أولى لاتزال بحاجة إلى أن تشتغل وتكون صالحة لأن يعاد استهلاكها على ضوء التحولات التي يمكن أن تقبل بها . وتعبر في موضع آخر بالقول على لسان عشيق ( كورين ) " أحد أسباب عذوبتك التي لا مثيل لها ، هو اجتماع كل أنواع الفتنة التي تؤلف مختلف الأمم " .
عندما نتكلم عن الفلسفة في الأدب تأتي ضرورة النقل والترجمة وفي المقاطع التي خصصتها مدام دوستايل لفلسفة كانط يمكن أن نعتبر أنها ( تمثل دور ) فلسفة كانط للكشف عن رهاناتها ، كان كانط إذاً في رائ مدام دو ستايل فيلسوف التجربة والعقل . بالنسبة إلى دو ستايل لكي نقترب من معنى فكرة ما يجب الا ننساق إلى طريقة التعبير التي تقيدها ، فإذا كان الفلاسفة الألمان الوحيدون في عصرهم الذين كان لديهم فكر شامل ، فأنهم في نظرها لم يعرفوا أن يصوغوه بطريقة شاملة ، أي أنهم جعلوا هذا الفكر غير ممكن الأختراق وتماهوا معه حتى أنهم قطعوا الروابط التي كان من الممكن أن تصله بخطوط تفكير مختلفة ، فحين امتنعوا أن يجعلوا أنفسهم غرباء عن ذواتهم أحدثوا هذا الأثر الراديكالي للغيرية الذي جعلهم غامضين بالنسبة إلى سائر الناس ، لذلك من وجهه نظر دو ستايل علينا أن نفكر معهم وضدهم .
انجزت مدام دو ستايل جولتها الكبيرة في المانيا 1800 – 1803م واكتشفت في هذه المناسبة القضايا الألمانية الحقيقية والأصح أنها ابتكرتها أكثر مما اكتشفتها . أول نص عرضت فيه افكارها عن المانيا كان قبل سفرها لكنه لم يكن سوى قيمة استعادية لمجمل الفكر الفرنسي في القرن التاسع عشر عن المانيا . في ذلك الوقت لم تكن المانيا قد توحدت بعد على يد بسمارك ورأت مدام دو ستايل أن ما يجمع هذا الشعب هو الأفكار التي تغطي مساحات السياسة الفارغة ، كان الألمان في فكر دو ستايل غرباء عن ذواتهم ، غائبون عن وطنهم غير الموجود ، اشداء ومنفتحون ، حماسيون ، مستسلمون لأحلامهم وافكارهم التي هي المظاهر الوحيدة الممكنة لوعي جماعي متحرر من ضغوط الحياة الاجتماعية ، وشخصت في هذا النظام العناصر والأشارات المبشرة بثقافة منفتحة وكوسموبوليتية بأصالة ، وتسمح بسبب تقلبها – أي الثقافة الألمانية – بتبادلات متناقضة . أن رؤيتها لألمانيا كانت كلها تستنير بهذا المفهوم للعلاقات الثقافية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح