الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسكو وطهران لدغتا من جحر أردوغان مرتين... ودمشق تدفع الثمن

عليان عليان

2017 / 10 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


في الوقت الذي يواصل فيه الجيش العربي السوري وحلفاؤه انتصاراته الكاسحة في الشرق السوري على تنظيم داعش الإرهابي، خاصةً بعد تمكنه من فك الحصار عن مدينة الزور وتحريره عشرات القرى والمدن في محافظتها بما في ذلك مدينة الميادين، ينتصب أمام الجيش السوري تحديان رئيسيان هما :
أولاً : تحدي قوات سورية الديمقراطية" وحدات حماية الشعب الكردي" المدعومة أمريكياً التي تسابقه على السيطرة على حقول النفط في المحافظة ، لتوظيفها اقتصادياً في خدمة الفيدرالية التي تحلم بها وتخطط لها.
ثانياً : التحدي التركي الذي يستثمر الحراك العسكري والسياسي الكردي الهادف إلى تحقيق الفيدرالية، باتجاه السيطرة على مناطق في شمال وغرب سورية ، إذ أن القوات التركية بعد إحكام سيطرتها على مدينتي جرابلس والباب السوريتين شمال مدينة حلب، نراها تسيطر على مدينة إدلب بغطاء من مؤتمر أستانة"6".
فمؤتمر أستانة 6 تحول من نعمة إلى نقمة على سورية ، إذ أنه تحت عنوان مشاركة تركيا في منطقة خفض التوتر بإدلب وغرب حلب ، وافقت كل من موسكو وطهران على إسناد المهمة لتركيا ، عبر إرسال وحدات رمزية للمراقبة .
لكن الثعلب أردوغان استثمر إسناد هذه المهمة له فقام بما يلي:
1-لم يرسل وحدات عسكرية رمزية بل أرسل قوات خاصة وقوافل من الدبابات والمدرعات والأسلحة المتطورة لمحافظة إدلب.
2-احتلت القوات التركية أجزاء من محافظة إدلب ومناطق جديدة في شمال وغرب حلب، وتسعى هذه القوات وفق تصريحات لمسؤولين في وزارة الدفاع التركية إلى التوغل لمسافة 35 كيلو متراً في عمق الأراضي السورية.
3-قام أردوغان بتحييد جبهة النصرة، ودخلت قواته إلى محافظة إدلب بالتنسيق معها لاستثمارها لاحقاً كورقة للمساومة.
4-أعلن بأنه لن يغادر إدلب بحجة الأمن القومي التركي، متذرعا بالحضور العسكري الكردي في بلدة عفرين.
5-أعاد الحياة لجثة ما تسمى بالحكومة المؤقتة، وأعلن أنه سيمكنها من الإقامة في أجزاء من محافظة إدلب ، وقام بتسليمها إدارة المعابر الحدودية كافة، وهي باب السلامة وجرابلس والراعي، على أن تذهب وارداتها إلى صندوق موحد يتبع "الحكومة المزعومة" ويوزع بينها وبين المجالس المحلية. .
6-أعلن في اجتماع حضره ممثلون عن الاستخبارات التركية، وواليا غازي عنتاب وكلس التركيتين، عن خطة لإعادة هيكلة فصائل درع الفرات لتوحيدها في إطار جيش واحد .
وينطوي مخطط أردوغان على مرحلتين رئيسيتين، لإعادة هيكلة هذه الفصائل ، حيث يتم في المرحلة الأولى تشكيل ثلاثة فيالق تحت ثلاثة أسماء، هي: "الجيش الوطني" و"لسلطان مراد" و"الجبهة الشامية" ، ويتم في المرحلة الثانية تجريد الفيالق من أسمائها لتصبح جيشاً واحداً يتبع وزارة الدفاع في "الحكومة المؤقتة المزعومة".
لقد أعلن أردوغان بصريح العبارة بأنه لن يغادر محافظة إدلب طالما ظل مشروع الفيدرالية الكردية قائما ، ما يعني أنه استثمر غطاء أستانة"6" لتحقيق حلمه السابق بإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري هذا (أولا) ( وثانياً) أنه استثمر هذا الغطاء لتعزيز الحضور العسكري للفصائل الموالية له عبر دعمها وتحويلها إلى جيش موحد لمحاربة وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين وغيرها لمنع قيام الفدرالية الكردية ولتوظيف هذا الجيش كورقة سياسية وعسكرية في أية تسوية قادمة للأزمة السورية.
لقد أدرك الرئيس الروسي خطورة الخطوة التركية ، حين عبر عن خشيته من تحول مناطق خفض التوتر إلى مناطق لتقسيم سورية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل بوسع الطرفين الضامنين في مؤتمر أستانة ( روسيا وإيران) أن يفشلا استهدافات أردوغان في إدلب وشمال غرب سورية؟؟ سؤال برسم الإجابة.
وحسناً كخطوة أولى أن بعثت الحكومة السورية برسالة للأمم المتحدة حول احتلال تركيا لمدينة إدلب،وحسناً أن أعلن نائب وزر الخارجية السورية فيصل المقداد "أن القوات التركية في إدلب هي قوات احتلال وأن ما قامت به الحكومة التركية مخالف لتفاهم " أستانة6" ، لكن الخطوة الأهم أن تتخذ الحكومة السورية خطوات سياسية وعملية متقدمة حيال احتلال تركيا لمدينة إدلب، حتى لا تواجه محافظة إدلب مصير اللواء السليب " الأسكندرونة".
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على