الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقلال كاتالونيا ومأزق أسبانيا والاتحاد الاوروبي!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2017 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


استقلال كاتالونيا ومأزق أسبانيا والاتحاد الاوروبي!؟
(خبر وتعليق)
***********
الخبر : أعلن قادة كاتالونيا استقلال اقليمهم كدولة مستقلة بنظام جمهوري عن المملكة الاسبانية وخرج عشرات الألاف في العاصمة الكتالونية (برشالونة) يحتلفون بالاستقلال، وكان الشعب الكاتالوني قد صوت في استفتاء شعبي لصالح الانفصال بنسبة 90% من المشاركين في الاستفتاء ثم أقر اليوم برلمان الاقليم نتيجة الاستفتاء بموافقة 70 نائب ورفض 10 نواب وامتناع عضوين عن التصويت، وأما الحكومة المركزية في عاصمة المملكة (مدريد) وبتأييد من مجلس الشيوخ أعلنت على الفور اقالة حكومة كاتالونيا وبرلمانها ورئيس الشرطة في الاقليم والدعوة الى انتخابات محلية جديدة، وهو تطبيق للمادة 155 في الدستور الاسباني الذي بموجبه يتم حل الحكم الذاتي في أي اقليم يعاني أزمة حادة وبالتالي اعلان تبعية الاقليم المباشرة للعاصمة!،
***
التعليق: لا شك أن الحالة الكاتالونية تشكل تحد حقيقي وجدي ومقلق لا لاسبانيا وحدها بل لاوروبا كلها خصوصًا بريطانيا وايطاليا اللتان اصبحتا تخشيان من انتقال العدوى اليها!، ولا يمكن تصور ماذا سيحدث؟ وإلى أين ستمضي الأمور في أسبانيا خصوصًا اذا قرر (مركز الدولة) استعمال القوة القاهرة لفرض الوحدة الوطنية؟!! وكذلك الأمر في حالة كردستان العراق!؟، من يدري!!؟؟، فكل الاحتمالات المخيفة قد تحدث!، فقد اثبتت لنا تجارب التاريخ أن البشر يملكون تحديد خياراتهم واتخاذ القرارات الكبيرة لكنهم قطعًا لا يتحكمون - بعد ذلك - في اتجاه مسارات ونتائج وتداعيات هذه الخيارات!!، فقد تنزلق الأمور نحو مسارات متفرقة وتتشعب فيما يشبه للقنابل العنقودية الانشطارية!، هذا أمر يحدث يجربه كل منا على المستوى الشخصي فنحن نختار قرارات لكننا نجد أن الأمور صارت بنا بعد ذلك في مسارات لم نكن نتخيلها!، وهو ما يحصل أيضًا على مستوى المجتمعات والدول أيضًا!!، بما فيها الدول القوية والذكية التي قد تتخذ قرارات ثم تتورط في مسارات وتنزلق نحو تداعيات ومضاعفات لم تحسب حسابها!، تدخل الغرب عسكريًا في العراق وأفغانستان مثلًا ثم في ليبيا!!، فالأحداث المتوالية قد تذهب الى مناطق لم تخطر لنا على البال في وقت اتخاذ قراراتنا!، ذلك لسبب بسيط وهو أننا نحن البشر مهما أؤتينا من قوة وذكاء وقدرة على توقع وتخيل المستقبل فإن كمية المعرفة بدقائق الواقع البشري والمجتمع الدولي بكل تفصيلاته وخفاياه تظل محدودة!، فالمجهول أكثر من المعلوم بكثير، فما يظهر لنا من محيطات المجتمع البشري العميقة بكل تعقيداتها هو الخمس فقط، أي سطح هذا المحيط!، أما الأربعة أخماس الأخرى فهي هناك في الأعماق البعيدة حيث تقطن كميات هائلة من الكائنات المجهولة والتيارات الخفية التي لم تدخل في حساب معادلاتنا ومخطاطاتنا ومعلوماتنا عند صناعة واتخاذ القرار!، وهذا هو مفهوم (العلم بالغيب!) فالغائب عنا من تفاصيل وأسرار وخفايا أنفسنا ومجتمعاتنا أكثر مما نعرف ونعلم!، وهكذا نحن نصنع قراراتنا بحسب ما توفر لدينا من معلومات - قد يكون بعضها مبتور أو مزيف - ثم تبقى حركة وتفاعلات النتائج والمسارات خارج نطاق ما نشتهي ونرجو!، فنجد أنفسنا أمام واقع جديد لم نتوقعه حينما اتخذنا القرار السابق ونضطر إلى اتخذ قرارات وخيارات جديدة لمعالجة هذا الواقع الجديد وهذه المشكلة والأزمة التي تفجرت عن خيارنا الأول، وهذا القرار الجديد قد يلقينا في مسار آخر من التفاعلات المتسلسلة!!، هذا أمر مشهود ومعلوم من واقع الأفراد والأمم والدول، وهكذا تمضي حياة البشر ما بين المعلوم (المحدود) والمجهول (غير المحدد وغير المحدود) في سلسلة من التفاعلات الرافعة تارة والخافضة تارة أخرى!، وهذا ما سيحصل في واقعة قرار كردستان وكاتالونيا بالانفصال عن (الدولة الأم) وكذلك القرار المضاد من مركز هذه الدولة!، فالقرارات معلومة ومعلنة وتم اتخاذها أما المسارات والمترتبة عن هذه الخيارات فتظل في بطن الغيب أي قيد المجهول!، فالأمور شديدة التعقيد وعواما حياة البشر متداخلة بشكل عضوي عميق بين التأثر والتأثير، والفعل ورد الفعل، والحياة مستمرة متطورة تارة تندفع بنا للأعلى وتارة تنحدر بنا للأسفل كما لو أننا على ظهر سفينة تصارع أمواج بحر تارة يدفعها حيث تشتهي وتارة تثور فترميها بين الصخور فتتكاثر الخسائر والجراح والألأم!، انظر الحرب العالميتين الأولى والثانية التي تسببت فيها حكومات أوروبا واليابان بدوافع استعمارية متعطشة للعلو والنفوذ!، ولهذا لا يبقى أمامنا حيال هذا الغموض الضبابي فيما يجري العراق وأسبانيا من خيار الا مراقبة ومتابعة هذه الحالات كتجارب بشرية مرئية نشهدها ونشاهدها ونعاصرها ثم علينا استخلاص منها (الحكمة السياسية والعبر العقلية) التي تستفيد منها الأجيال اللاحقة لتحسين خياراتنا وقراراتنا المستقبلية!، فالمؤمن والعاقل من اتعظ بتجارب غيره!.
سليم الرقعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا