الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاج محجوب العرابي .. ناقد ينتقد النقاد

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 10 / 29
الادب والفن


يرى العرابي أن عدم الاستقرار نابع من أزمة المثقف نفسه كمنتج و كمتلقي، و يذهب بالقول إلى أن الأزمة الحالية هي ازمة نقد وإبداع، و تنصهر هاتان الأزمتان في الواقع الآني بما اصطلح عليه بالأزمة الثقافية، التي ترتبط أساسا بصراع فكري

فالفعل الكتابي عنده هو معطى ثقافي، و الكتابة عند المبدع الحقّ تتم بعد نضج فكرة و رؤية متفاوتة الدرجة، واضحة تعلقت بذهن الكاتب، فهي ذوبان ذاتي في الواقع ، و هو في هذه الحالة يعمل بمقولة ديكارت: " أنا أفكر أنا موجود"، يتحدث حاج محجوب عرابي عن ما اسماه بـ: " مادية الكتابة" و كأنه يطرح سؤالا لماذا أنا موجود و لماذا أنا أكتب كل هذا؟، و هذا لكي يكشف عن هوية الكتابة، و هدفها و عن جهده هو، فالكتابة فعل و الكاتب فاعل، و الفعل و صاحبه يعيشان في مجتمع يتكون من تشكيلات مختلفة، و أنماطا متفاوتة في الثقافة و المعيشة، و حامل القلم كما عبر عنه ابن خلدون اجتماعي بطبعة، فهو حامل رسالة، و وجب عليه ان يكن كذلك، يعيش هموم الآخرين و آمالهم، و يجد في مشاكلهم مادة في شكل فني، يزرع بذور الإصلاح و التغيير و النماء، إذا انطلق من مسؤوليته، يقول بعض الكتاب أن هذه الرؤية هي رؤية الفكر الوجودي الذي يطرح فكرة: "أنا أكتب لأشعر بوجودي، و أعبر عن قناعاتي مهما كانت القيود، فإذا أهملتُ الكتابة هذا يعني أنني أفتقد وجودي، و بالتالي أترك غيري يعيث في الأرض فسادًا.
الذين قرأوا للعرابي أجمعوا على أنه متأثر جدا بالفكر الخلدوني و الفكر الديكارتي إلى حد المبالغة، و الذين لم يقرأوا للعرابي يجهلون أن هذا الناقد كان يركز في مسألة الاستدلال على روايات عبد الحميد بن هدوقة ( ريح الجنوب)، و أحمد منوّر ( عودة الأمّ)، و عثمان سعدي ( تحت الجسر المعلق)، غير أن العرابي (حسب النقاد) ، ينتقد في كتاباته بعض النقاد في مجال القصّة و الرواية لأنهم يحتكمون إلى الجزئيات لبناء الكليات، من خلال ما يسمى بـ: "فوضى النقد" و ما يحيطه من رؤية ضبابية، و هذه الضبابية هي وليدة الخطاب الإيديولوجي الذي يجهل منطلقات الرقي الاجتماعي و الحضاري، و لا يربط النتائج بالأسباب، و لهذا يطرح حاج محجوب العرابي سؤالا : كيف تمارس القراءة النقدية؟ هل بتناول الكاتب نصه من حيث بعده الاجتماعي السوسيولوجي؟ أم في بعده التاريخي، و هل يعالج نصه باعتباره وثيقة سياسية إيديولوجية، أم من الناحية الجمالية فقط؟.
فالعرابي تعامل مع الواقع السوسيوثقافي، و لطالما شغلت المسالة الثقافية بال المفكرين و الفلاسفة و حتى علماء النفس، و منهم فرويد، و حاولوا صياغة تعريف دقيق لمفهوم الثقافة و المثقف، و استعداداته الضرورية لتنظيم علاقات البشر فيما بينهم، و كانت الثقافة من وجهة النظر الفرويدية ميزة إنسانسة تميزت بالشمولية، حيث لا تهتم بجزء واحد من حياة البشر، و إنما تغطي كل حاجاته، بل تجعل الكائن البشري لا يعيش حياته الفردية فحسب، بل يعيش حياة الجماعة و تحوله -أي الثقافة- إلى كائن اجتماعي، لأنها هي التي أنسنت الإنسان، أي حولت حياته الحيوانية حسب النظرية الداروينية إلى إنسان، و في هذا قال فرويد: " إن الثقافة تؤنس الإنسان، و تجرده من "العدائية".
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة