الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السؤال الذي على المغرب طرحه على الاتحاد الاوربي

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2017 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


السؤال الذي على المغرب طرحه على الاتحاد الأوربي
تسود البوليساريو هستيرية غير مسبوقة ، بعد أن توصلت الجمهورية الصحراوية باستعداء الحضور ، في لقاء القمة بين الاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي .
لقد اعتبر البوليساريو والجزائر هذا الاستدعاء ، بمثابة نصر تاريخي للجزائر التي تقف وراء مقلب الاجتماع بين الاتحاد الإفريقي ، والاتحاد الأوربي ، بعد ان كان في السابق يجري بين الاتحاد الأوربي وبين إفريقيا .
ونصر للجمهورية الصحراوية التي ستجلس لأول مرة ككيان غير معترف به ، مع كيانات ستصبح تعترف بها ، عند حصول اللقاء بين كل دول الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي .
لكن ومن خلال تحليل الإرتسامات الكاذبة لهؤلاء ، سنكتشف أنهم يسْتغلون أيّ شيء ، ولو كان قشة للركوب عليه ، قصد فرض أمر واقع ، حسب اعتقادهم الخاطئ ، ولتحويل الهزيمة المنتظرة ( اللقاء لن يحصل ابدآ ) إلى نصر يتباهون به ، ليس أمام الأوربيين المدركين بحقيقة المقلب الجزائري ، والذي لن ينطلي عليهم ، بل تسويق الهزيمة في شكل نصر أمام المحتجزين بالمخيمات ، لتوهيمهم بان اطر الجبهة المنبثقة عن المؤتمر الرابعة عشر ، في طريقها إلى إعلان النصر التاريخي ، الذي سيتوجه باعتراف أوربة بالجمهورية الصحراوية ، والذي سيكون سابقة تدليسية ، ستسهل المأمورية على العالم الغربي المتحضر ، ليخطو على مسار الاتحاد الأوربي ، في تنظيم لقاءات مع كيان وهمي غير معترف به ، ومن تحويل هذه اللقاءات ، إلى اعتراف دولي بالجمهورية الصحراوية .
فالبوليساريو والجزائر ، يتسابقون من خلال مقالبهم المحروقة ، الى الحصول على اعتراف دولي بالجمهورية الصحراوية ، دون المرور ، لا من مجلس الأمن ، ولا من الأمم المتحدة ،حيث لا يزال المجلس يبحث عن حل ( سياسي متوافق عليه ومقبول ) .
ولتبرير اللقاء بين الاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي ، بحضور الجمهورية الصحراوية الغير المعترف بها من قبل الأوربيين ، فإنهم لا يخجلون حين يقارنوا بين الجمهورية الصحراوية الكيان الشبح ، وبين إسرائيل التي تجلس في المنظمات الدولية مع دول لا تعترف بها ، وضمنها المغرب والدول العربية .
لكن الذي يجهله هؤلاء أن إسرائيل هي دولة عضو بالا مم المتحدة ، وكل العالم يعترف بها ، وبما فيها كل الدول العربية ، بل ان إسرائيل هي من تترأس اليونيسكو ، ولها علاقات خاصة مع الناتو ، وتعتبر دولة أوربية وأمريكية مزروعة بالشرق الأوسط .
فهل الجمهورية الصحراوية تتمتع بعضوية الأمم المتحدة ، وهي التي لم تصل حتى إلى عضو مراقب بها ؟
وهل العالم الحر، وبما فيه الاتحاد الأوربي ، يعترف بالجمهورية الصحراوية ؟ بل هل تعترف الأمم المتحدة بشيء يسمى الجمهورية الصحراوية ؟
وفي تناقض صارخ مع الدولة العبرية ، نجدهم يقرنون ويقارنون ، وضعهم البئيس الخجول ، مع وضع منظمة التحرير الفلسطينية . ولنا ان نطرح نفس السؤال : هل يجوز المقارنة بين منظمة التحرير الفلسطينية ، وبين الجمهورية الصحراوية ؟
العالم وبما فيه إسرائيل يعترف بسلطة رام الله ، والسلطة الفلسطينية هي عضو بالمنتديات والمنظمات الدولية ، مثل اليونيسكو ، ومنظمة الصحة العالمية ، ومنظمة الشغل العالمية ... وهي عضو مراقب بالأمم المتحدة ، حيث ترفرف رايتها بنيويورك ، الى جانب رايات كل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة .
فهل الجمهورية الصحراوية تشغل عضو مراقب بالأمم المتحدة ؟
هل هي عضو باليونيسكو ، وبمنظمة الصحة العالمية ، وبمنظمة الشغل العالمية ...الخ . ثم ان كل الدول العربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ، فباستثناء موريتانيا ، هل هناك دولة عربية تعترف بالجمهورية الصحراوية ؟
ان الهستيرية التي ضربت الجزائر وجبهة البوليساريو ، بعد تأكيد مفوضية الاتحاد الإفريقي ، بأحقية كل دول الاتحاد حضور لقاء القمة المنتظر انعقاده في 29 و30 من شهر نوفمبر القادم ، يبقى إجراءً إداريا روتينيا ،لا قيمة له طالما انه لا يملك سلطة تقريرية يفرضها على الأوربيين ، للجلوس مع كيان لا يعترفون به . فهو يخص الاتحاد الإفريقي لكنه لا يلزم الاتحاد الأوربي المتمسك بالقوانين بشيء .
ولنا ان نتساءل : هل ستنعقد القمة الإفريقية الأوربية بحضور كيان شاد ، لا تعترف به أوربة ولا الاتحاد الأوربي ؟
ان الهدف الذي كان يرمي المقلب الجزائري الوصول إليه ، من خلال فرض أمر اللقاء بين الاتحادين بحضور الجمهورية الصحراوية ، هو أن يصبح هذا اللقاء ان حصل ، بمثابة اعتراف أوربي بالجمهورية الصحراوية ، وإلاّ اذا كان الأوربيون لا يعترفون بها ، فلماذا سيجلسون معها كجمهورية ؟
ان المقلب الجزائري بوضع الأوربيين أمام الأمر الواقع ، أضحى مفضوحا ، وتعرت أوراقه أمام الأوربيين أنفسهم . فهل الأوربيون سيقبلون ان ينساقوا مثل المغفلين والخرفان ، وراء المقالب الجزائرية التي تريد تجاوز العجز ألأممي في التعاطي مع الأطروحة الجزائرية في قضية الصحراء المغربية ؟
فهل ستنطلي الحيلة الخبيثة على المجتمع الدولي ، لاستخراج اعتراف بالجمهورية الصحراوية خارج قرارات مجلس الأمن ؟
ولوضع الأمور في نصابها ، على المغرب ان يطرح السؤال الرئيسي على الأوربيين :
1 ) هل تعترفون بشيء يسمى بالجمهورية الصحراوية ؟
2 ) وبعد الجواب الذي سيكون واضحا والذي هو النفي ، سيصبح السؤال الأهم هو : هل تقبلون الجلوس مع كيان لا تعترفون به ؟
3 ) وبعد الجواب الذي سيكون طبعا النفي سيصبح السؤال الأكثر من أهم هو : هل تقبلون ان ينطلي عليكم المقلب الجزائري المفضوح ، والذي استصغر عقولكم وضمائركم ، وأراد توريطكم في فضيحة مدانة بمقتضى القانون الدولي ، وبمقتضى العلاقات الدولية بين الدول ؟ أي ، التصرف ضد قرارات مجلس الأمن التي لا تزال تبحث عن ( حل متوافق عليه ومقبول ) .
4 ) هل الأوربيون محايدون ام منحازون في هذا النزاع المفتعل من قبل الجزائر المتعودة الاصطياد في المياه العكرة ؟
ومرة أخرى فان اللقاء لن يتم بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي بحضور الجمهورية الصحراوية .
من جهة لأنه اكبر عبث بالقانون الدولي وبالعلاقات الدولية .
ومن جهة انه ضد الطبيعة ، لأنه لا يمكن تصور جلوس دولة مع كيان وهمي شبح لا تعترف به .
ومن جهة ستصبح أوربة ان هي تغاضت عن الحقيقة ، منحازة وليست محايدة . ومن جهة التصرف سيكون ضد قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة .
ومن جهة فالعديد من الدول الإفريقية كذلك لا تعترف بها .
فمن ورط الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي في هذا المشكل ، وهو المتعود التحرك في الظلام ، عليه ان يصحح الخطأ المقلب ، باستبعاد حضور الجمهورية اللقاء الأوربي الإفريقي القادم .
وإلاّ فان اللقاء لن ينعقد أبداً ، والرابح ستكون المشروعية الدولية ، والمغرب ، والاتحاد الأوربي لرفضهم تزكية المقالب الجزائرية المفضوحة ، والخاسر الأكبر ستكون الجزائر التي افتضح مقلبها وفشلت في تمرير مرتزقتها ، والجمهورية الصحراوية التي ستبقى جمهورية تندوف الجزائرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص