الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على حدود كردستان وحسم مصير الدولة في العراق

نادية محمود

2017 / 10 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يردد البعض بان ما يجري من حرب واقتتال الان على الشريط الحدودي بين كردستان وباقي مناطق العراق او ما يسمى المتنازع عليها، ما هو الا نتيجة سياسة البارزاني المتهورة و"الفتنة" التي قام بها باعلانه الاستفتاء. هنا اود ابداء بعض الملاحظات.
المسألة لا صلة لها بالبارزاني لا من قريب ولا من بعيد. لقد عبرت جماهير كردستان في الـ25 من ايلول عن رغبتها وصوتت للاستقلال. لم تسفك قطرة دم واحدة، ولم يعلن اي شيء من قبل كردستان لا استقلال دولة، ولم يتم اي هجوم عسكري ضد العراق وضد السلطة المركزية. كان يجب القبول بقرار الجماهير، وماكانت لتسقط قطرة دم واحد، ان لم يكن هنالك مصالح سياسية واقتصادية خلفها.
ان ماجرى من حرب كركوك والمناطق المتنازع عليها كان سيجري تحت هذه الذريعة او تلك. انها مسألة حسم مصير الدولة في العراق من جهة، وحسم موقع ومكانة ايران في المنطقة، وبالاخص بمواجهة الولايات المتحدة. المسألة التي فجرها استفتاء كردستان لا تتعلق بعائدية مدينة كركوك فقط، وان كانت لها اهمية اقتصادية كبيرة من جهة، ولها اهمية استراتيجية كونها تقع في الخط الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة العراقية وبين كردستان.
كل ما يحصل الان، من حرب، واتفاقات سياسية، وهجوم وانسحاب عسكري، اطلاق نار ووقف اطلاق النار، وهروب جماعي بمئات الالاف، خيانات وغدر، تهريب نفط، وجلب شركات نفطية على جناح السرعة، دخول الحشد الشعبي الى كركوك، دخول المادة 140 من الدستور الى طي النسيان، "غدر" البيشمركة لاتفاق عسكرية في مخمور، الدماء التي تسيل، والقتلى التي تسقط، واسرى عراقيين في ايدي البيشمركة، احتلال الحشد الشعبي لفيشخابور، والحبل على الجرار، كل هذا لاجل تلك القضيتين المترابطتين بشكل لا يقبل الانفصام: حسم مصير الدولة في العراق و تقوية موقع ايران في المنطقة و بوجه الولايات المتحدة.
لقد كان الاستفتاء افضل ذريعة جرى استغلالها من قبل ايران ولحكومة العبادي على السواء للدفع بهذين الامرين للامام. ايران حتى تختبر ردود فعل خصمها تجاه قوة وتمركز نفوذها في العراق. والاحزاب الشيعية في العراق لتحسم امرها: هل العراق دولة دينية؟ هل هو دولة شيعية؟ هل تتجه الى ان تكون دولة ولاية الفقية؟ أم هل سيكون دولة مدنية، حيث قامت عدد من الاحزاب الدينية بتغيير اسمائها وعنوانيها الى اسماء مدنية، المجلس الاعلى اصبح حزب الحكمة، سليم الجبوري يؤسس حزب التجمع المدني للاصلاح، منسلخا عن حزب الاخوان المسلمين. ام ان مصير الدولة القادمة، و بظهور الحشد الشعبي كقوة عسكرية مدعومة من ايران والحرس الثوري الايراني، يدفع العراق خطوات لتبني دولة ولاية الفقيه، التي قالها الخزعلي، رهن بتغيير توازن القوى لصالح الاخيرة.
انها تتعلق بمصير دولة العراق في مرحلة ما بعد داعش، وسط صراعات داخلية في بغداد بين الاحزاب الشيعية، والازمة العميقة التي تعيشها هذه الاحزاب التي عجزت وبشكل تام عن رسم اية ملامح لدولة في العراق. دولة تحكمها ميلشيات لا تخضع لحكومتها الوطنية، بل تخضع وتمول من ايران. دولة تعيش ازمة اقتصادية خانقة في تحكمه زمرة من الفاسدين، الباحثين عن الحصص، الذين دفعوا بدولة العراق الى ان تكون الافسد في العالم، لا فرص عمل فيها ولا تعليم ولا صحة، بل اصبحت الحرب هي سبيل للحياة. ليس في جعبة الحكومة ولا رئيس وزرائها اي مشروع اقتصادي للمجتمع في العراق. انها حكومة التوافقات والمحاصصاتية، والميلشيات وانعدام القانون باي شكل وباية درجة.
القضية الكردية لا يمكن حلها عسكريا، انها حياة 6 ملايين مواطن يريدون الاستقلال. اعادة احتلال كركوك، وفيشخابر ومخمور، والقصف والحرب، وربما حتى احتلال اربيل، لن تنهي ولن تقبر تطلعات الجماهير التي صوتت للاستقلال، بل بالعكس ان ما يجري يعطي دليلا على حقانية وسبب مشروعية الخلاص من حكم الميلشيات العراقية والايرانية الشيعية والمآسي التي تسببها مجتمعة بحق جماهير عبرت عن ارادتها بالاستقلال.
اما التصعيد العسكري الذي تقوم به حكومة العبادي لن يحسم مصير السلطة، فالسلطة محاصصاتية، مشرذمة، فاسدة، ومقسمة على نفسها من اجل مصالحها.سيبقى مصير السلطة غير محسوما حيث تلك الاحزاب الطائفية والميلشياتية الفاسدة لا هم لها غير جني الارباح وليس في جعبتها اي مشروع لبناء دولة بسمات طبيعية، كباقي الدول في العراق، لن يكون بوسعها حسم امر السلطة في العراق.
ان جماهير العراق لم تجنى من ميلشيات ايران، ومن حكم ايران غير الحرب الطائفية على امتداد ما يقارب عقد ونصف، واليوم تريد ان تزج المجتمع بأتون حرب قومية. يجب ان تهب الجماهير في العراق لتعبر عن ارادتها باخراج ايران وميلشياتها، وان تكف عن تحويل العراق الى ساحة حرب لها، لتأمين مصالحها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدتي الكاتبة الفاضلة
صباح ابراهيم ( 2017 / 10 / 30 - 10:58 )
لقد كان الاستفتاء افضل ذريعة جرى استغلالها
اليس البادئ اظلم سيدتي ؟
من اضمر مشاكل الاستفتاء وحشد الشعب الكردي لتاييد الانفصال عن ارض الوطن غير مسعود البارزاني نفسه ، وقد جنت على نفسها براقش ، طمعه قتله وافقد مكانته القيادية و المعنوية و السياسية . خسر كل ما جمعه في سنوات بايام قليلة وكان هو السبب لسفك دماء جنود الطرفين بسبب نزعته الانفصالية التي ورثها ابا عن جد .
صحيح ان لأيران نفوذ سياسي وميليشياتي قوي و اقتصادي واطماع جغرافية في العراق ، والعبادي لا يمكنه ان يقاوم هذا النفوذ المتفشي كالطاعون بين حكومته ، وهو لا يستطيع ان يحل الحشد الشعبي الان بسبب الحرب على داعش ، وتشريع البرلمان لقانون الحشد الذي لا يحل الا بتصويت البرلمان ذو الغالبية الشيعية .
انها امور اكبر من طاقة العبادي حاليا.


2 - سيدتي الكاتبة الفاضلة 2
صباح ابراهيم ( 2017 / 10 / 30 - 11:23 )

كان مسعود البارزاني يعيش سلطانا في مملكته وديكتاتورا اوحدا في دولته الشبه مستقلة عن حكومة العراق المركزية ، لا يسمح لاحد ان يتدخل في شؤنه الداخلية السياسية او المالية والعسكرية يستورد السلاح دون الرجوع لبغداد ، يعقد الاتفاقيات مع شركات النفط ويصدره من دون علم او تدخل العاصمة ولا يحول اموالها لميزانية الدولة ويريد حصة الاقليم كاملة من الميزانية وتسديد رواتب البيشمركة بينما لا يسمح بدخول جندي عراقي واحد الى حدود الاقليم ويقولون ان البيشمركة جزء من القوات العراقية !
لكن تهور البارزاني واطماعه الغير محدودة جلبت عليه وعلى شعبه الويلات و الخراب ، وها هو خسر كركوك البقرة الحلوب له وخسر المناطق التي طمع باحتلالها وضمها الى مملكته البارزانية وخسر المنافذ الحدودية مع وارداتها وخسر المطارات وما تدره عليه من اموال ومنافع وحرية طيران دخول وعودة من دون الرجوع لحكومة بغداد .
لو كان ساكت على اطماعه الم يكن يستمر سلطانا على دولة برازانستان الشبه مستقلة بنسبة 99% ؟


3 - اجتر ا ر لما يطرحه البعثثية والقومجية لكن بشقاوة
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 30 - 11:58 )
طيب سلطة محاصصية جاء بها الامريكان وسن ب.بريمر الدستور مع الشيعة والاكراد!اليوم الوضع متأزم وقبله بلا كهرباء وعطالة. ثم ماذا؟!ا لسلطة لديها جيش وميليشيات من قوات بدر وجيش المهدي وجحافل مقتدى, والشعب ينتخبهم ولا ينتخبكم!هل فكرتم لماذا؟ ولو لمرة واحدة! لانكم فاشلون ولا تختلفون عن هؤلاء,إذا ما مسكتم بالسلطة! فكل الاحزاب العراقية تتعامل مع ايران من حدك الى اوك فإلى د.العبادي!من ثم العراق لا يشذ في تقلباته,فعداء مع تركيا صار صداقة وهوكذلك بالنسبة للروس,فاليوم على تفاهم مع تركيا وربما تفاهم مع الحكومة المحاصصية والانقلاب على الاحزاب الكردية.ثم الم تنقلبوا انتم من الماركسية الى التصفوية والانتهازية بالدفاع عن برجوازية قومية في اقليم ضد جموع العمال في بغداد والجنوب؟ في دفاع ملكي اكثر من الملك, باسم حق قومي تفتيتي,الذي أدانه الاكراد الاحرار والعقلاء,لا بل تخلى أوك عن كركوك قدس الاقداس للحكومة المحاصصية.وقد استقبلت عائلة ج. الطالباني (د.سليماني) في العزاء!الحكومة قوية وتملك جيش ودعم اقليمي ودولي,اما انتم لا يعرفكم العالم و يجهلكم ويتجاهلكم الشعب العراقي,الذي يكافح ضد داعش وغيره من الارهابيين!ن


4 - مخجل أن يتشفى عراقي بخواء الوضع ولا يعمل للشعب
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 30 - 12:41 )
اشك عراقيين على زون اشك فيكم عربا!اعرف ان الرد! نحن شيوعيين عماليين لا نؤمن بالوطنية والدين وأياك يا ماركس لمحرفين, فالوطنية هي كما قال ج.صومائيل آخر معقل للسسفلة! ولذا هرب العماليين من الوطن والقومية والدين لأحضان الراسمالية الما سونية ناسياً أن الرأسمالية الامبريالية دول قومية وطنية,ومن هناك يأتي التبججح بمعاداة البرجوازية البغدادية والعمارتلية والبصراوية المتخلفة بأسم تحطيم الوطنية و أقامت صرح برجوازية قومية للاقليم آمين يارب العا هرين!الجميع يعرف لماذا يكتب المرء بهذه الحميمية عن أعمال جرت ضد القومية البغدادية,وليتم حرق علم العراق الوطني وإحلال علم إسر ائيل,وثم ليتم حرق الجنسية العراقية الصادرة من بغداد و المطالبة بجنسية مريخية في تصعيد شوفيني خطير! والماركسي التر للي صار ينظر لحساب الجمع والطرح والاكراميات على حسابه في البنك كما يفعل سادة الحكومة المحاصصية بحساب الملياردات المودوعة بالبنوك الغربية.فيا للعا ر ! كيف يخون الخائنون؟ فكل على طريقته الخاصة احدهم بعثي ذهب للسعودية فقطر واخر لتركيا واخر لإيران,واتعسهم ذ نب يقبض من الحكومة المعاحصية سواء في المركز أم الاقليم.إرتزاق بشع!ن


5 - الماركسي الاصيل والغير مغشوش في محال غزوعولمة
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 30 - 14:06 )
يقف موقف واضح من السلطة بكل انواعها وقوميتها,ومن ثم يأخذ موقف مشرف من العمال ليس فقط في العراق سواء في المركز ام في الإقليم بل في العالم,إذ قال ماركس يا عمال العالم اتحدوا! اما العمالي قدس الله سره مع غزو العولمة عمل على تفتيت الطبقة العاملة باسس قومجية شوفينية بحجة ماركسية مُحرفة لنترك العمال في الاقليم فريسة لبرجوازيتها ومن ثم لتقوم حكومة المركز بالانفراد بالعمال في بغداد وكل الجنوب وبهذا يأتي ب. ليفي ليشرف على تمزيق العراق,من اجل ان تتحقق فلسفة دولة من المحيط للخليج وبهذا يتم انتصار المشروع الامبريالي ضد الاشتراكية في العراق والمنطقة, وليتم نهب آخر قطرة نفط من العراق ولتذهب ألى جيوب الغرب والسيد الامبريالي د. ترامب فهؤلاء طبعا سيكون سُخاة مع من يكتب بالفنجان الماركسي المقلوب,الذي يهين القومية والوطنية للعرب في المركز والجنوب,انا لله و انا إليه راجعون, فكيف يكون التحريف بهذا الشكل من القرون الورقية المحسنة بديعياً,لتأتي من دعاة حرية تحرير العراق بقيادة ج دوبليو بوش ولتصفق له الماركسيات والماركسيين باشكال عالية بالتحريف المكشوف.كأن عبادة الله في العراق هم غافلون.هه آمين ياعمو ماركس!ن


6 - علاء الصفار
ياسمين ( 2017 / 10 / 30 - 22:59 )
وانت ياعلاء الصفار
(وانت لماذا يعتريك كل هذا الفرح والسرور للوضع الدامي في العراق ولا يهمك شي سوى ( انهم

لا احد يعرفهم والعالم يجهلهم.... ماهذا الحقد الدفين بحيث لا يهمك شي سواهم؟ مع انهم
...!!!! اشرف الموجودين على الاطلاق.ولا هم لهم سو الناس المعدمة الفقيرة؟؟؟؟؟ .


7 - علاء الصفار
ياسمين ( 2017 / 10 / 30 - 23:02 )
وانت ياعلاء الصفار
(وانت لماذا يعتريك كل هذا الفرح والسرور للوضع الدامي في العراق ولا يهمك شي سوى ( انهم

لا احد يعرفهم والعالم يجهلهم.... ماهذا الحقد الدفين بحيث لا يهمك شي سواهم؟ مع انهم
...!!!! اشرف الموجودين على الاطلاق.ولا هم لهم سو الناس المعدمة الفقيرة؟؟؟؟؟ .

اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف