الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألا يمكن إستقلال السياسة عن الدين في المغرب ؟

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
"كيري أوكيري إليفتيريا" باللغة اليونانية تعني" لتحيي لتحيي أيتها الحرية"
من النشيد الوطني اليوناني

مساء السبت المنصرم في المغرب إنتشر خبر كالنار في التبن (الهشيم) كما يقال يخص رئيس الحكومة المغربية معالي الوزير السيد سعد الدين العثماني الذي هو طبيب نفساني .
يقول الخبر أن رئيس الحكومة المغربية دعا إلى “التمييز″ بين الديني والدنيوي باعتباره “محورا لتجديد العقل المسلم وتخليص المسلمين من آثار عصور التخلف ”.في ختام أعمال المؤتمر الدولي حول “السيرة النبوية وتعزيز الوسطية والاعتدال”، بمدينة الدار البيضاء شمال غربي المغرب.
وتابع الخبر قوله(( واعتبر العثماني أن “أكبر معيق للنهضة والتقدم هو حالة الجمود في دين الناس ودنياهم”..))

(( وأوضح – أي العثماني - أن “التمييز بين ما هو ديني وتشريع دائم للمسلمين، وما ليس كذلك، هو تصنيف من شأنه أن يحدث تغييرات جوهرية في بنية التعامل مع الأحكام الدينية”.
وشدد أن “عدم الاهتمام اللازم بهذا المسار (التمييز بين الديني والدنيوي) ينتج عنه اختلالات عديدة في فقه الدين والحياة”.

ورأى العثماني أن “الدولة لا يمكن أن تسمى الدولة الإسلامية، لأن الدولة مشتركة بين الناس بمختلف توجهاتهم”.

وتابع “كما لا يمكن أن نتحدث عن اقتصاد إسلامي أو نظام سياسي إسلامي أو تجارة إسلامية لأن الالتزام بالضوابط العامة والهدي العام للدين لا يجعل الأمر الدنيوي دينا”.))
إنتهى الخبر.
وأذكر هنا بما كتبته بالإسم القديم منذ 7 سنوات .
فتحت عنوان :"حرية الإعتقاد و سيادة الناس على أبدانهم هل هي مكفولة في الدولة العصرية ؟" جاء في مقال لي بالجريدة الإلكترونية "مرايا بريس المغربية بتاريخ 24/07/2010 (يوجد المقال بمحرك مغرس المغربي الرابط أسفل المقال) ما يلي:
»و بما أن الإعتقاد نشاط يحدث في الدماغ ، دماغ الأشخاص ، هذا يعني أنه نشاط داخلي يخص أجسام الأفراد أي شخصياتهم هم.إذن كل فرض لمعتقدات معينة عليهم هو تدخل في إعتقادهم الشخصي أي تَدَخل في أدمغة المواطنين«
........
»و كما تَتهم الدول دولا أخرى بالتدخل في شؤونها الداخلية بإعتبارها دولا ذات سيادة على نفسها ، ألا يُعتبر التدخل في إعتقاد الإشخاص تدخلا في سيادتهم على أنفسهم و تدخلا في شؤونهم الداخلية هم أيضا ؟«
.....
»و لم لا تقوم الدول بتعويض ذلك الفصل من الدستور الذي ينص من المحيط إلى الخليج على أن "الإسلام دين الدولة و الدولة تضمن لكل واحد ممارسة شؤونه الدينية " بفصل ينص صراحة و بوضوح تام على أن :"الدولة دولة مدنية لا تسيس الدين أو تدَيِّن السياسة والتشريع فيها يتم بالقانون داخل مؤسسات الدولة .و حرية الإعتقاد والضمير والوجدان هي مِلك لكل المواطنين دون تمييز كما تنص على ذلك المواثيق المتحضرة الدولية مالم تُستعمل هذه الحريات للدعوة للعنصرية أو العنف أو الكراهية أوالحرب أو تغيير النظام بالقوة.و تَعتبر الدين شأنا شخصيا "؟
فتخوصص هذه الدول الدين أي تجعله شأنا خاصا و فرديا بحيث تحرر أولئك الذين يضطرون للظهور أيام الجمعة يمثلون مسرحية الورع و التقوى مع ما يستلزمه ذلك من إستعدادات وتدابير و إجراءات هم في غنى عنها ،و تقتصد أموالا تُصرف على قطاع غير منتج فكريا و تجعل المؤسسات الدينية للخواص يبحثون فيها في الأديان كثراث بشري إن شاؤوا بأموالهم الخاصة و تحرر الفضاء العمومي وتنسجم مع الإنتقادات الموجهة لإستغلال الدين في السياسة التي ظهرت في الآونة الأخيرة على لسان أحزاب مقربة من صناع القرار في هذه الدول . فتكون فعلا دولا تعيش القرن الواحد والعشرين تجسد العدالة كقاض نزيه و محايد و تنسجم مع "لا إكراهية الدين" الفعلية و مع نفسها في محاربة الإرهاب و مع المنطق و الحق الكوني .فتفتح بذلك الباب على مصراعيه أمام حرية التعبير والإبداع و إستغلال الطاقات المعطلة و دخول مواطنيها لحلبة التنافس الدولي الفكري و غيره ليدخلوا التاريخ عوض التذرع بالخصوصية الدينية « .
كنت أتمنى لو أن تصريحات معالي السيد الوزير رئيس الحكومة المغربية كانت عملية بمجلس النواب أو مجلس حكومي مغربيين بمناسبة مناقشة قانون يفصل الديني عن السياسي بوضوح تام و دون غموض و ليس في مؤتمر غير ملزم ما يتم التصريح به فيه طالما أن هناك نص محترم داخل صفحات قانون تأسيس الجمعيات والحريات العامة المغربي و هي المادة 4 التي تحظر تكوين الأحزاب على أساس ديني أو عرقي ..الخ
لأن خطاب معالي السيد الوزير على أهميته يبدو أنه موجه للعلماء المسلمين و للإسلاميين المتشددين المخيفين بما أن مصطلحاته كلها تنهل من القاموس الإسلامي الملتبس الذي يجب أن نبحث عما يقصده منتجوه داخل أدمغة هؤلاء و نحن نتحدث عن ضرورة عدم التدخل في أدمغة الناس داخل الحرية التي يجب ان تفرض عدم الخوف في طرح الأفكار.لأن فقدان الوضوح يعني أن هناك إضطراب في القدرة على التعبير .
و إلا فما معنى ما سجلته مواقع إلكترونية أخرى عن رئيس الحكومة بكونه شدد على أن التمييز بين الديني و السياسي لا يعني الفصل بينهما؟
أليس التمييز يعني التفريق و الفرز و الفصل ؟
كما أن إستعمال مصطلحات ((التمييز بين الديني والدنيوي)) تعني أن الديني هو ما يتعلق بما بعد الموت أي ما يسمى "الآخرة" في تضاد مع "الدنيوي" الذي يعني ما يتعلق بالحياة .
في حين أن الدين هو معطى من معطيات الحياة المعاصرة عند البعض مصدره أزمنة غابرة بالنسبة للآن لا يزال للأسف يفعل فعله السلبي في مجتمعات شمال افريقيا و الشرق الأوسط وغيرهما بحيث نجد أن الناس يتنفسون الدين كما يتنفسون الهواء في مجتمعات أغلب سكانه أميون و غير متمدرسين بالشكل الكافي .
ولذلك في الواقع الناس مختلفون و متصارعون حول كيفية و ظروف العيش في الحياة حتى لو إستعملوا قاموسا دينيا ملتبسا و متناقضا و ليس في عالم متخيل في الحياة عما بعد الموت أو فيما يسمى الآخرة و كأنهم ماتوا ثم عادوا للحياة .
وهكذا صار الإختلاف غيرالمحتكم للعقل و للموضوعية و الإتفاق حول المصطلحات .فمال كل إلى طريقه و تفرق الناس بل تصارعوا وتقاتلوا و هم يقولون حتى لا يلوهم أحد "أنهم ينطلقون من نفس الكتاب و السنة" (الشيعة مع السنة كمثال) ولم يشعروا بأنهم يقولون ضمنيا أن ما يفرقهم في الواقع هو هذا الكتاب والسنة حتى أنهم لم يفارقوه رغم بؤس حالهم .
و هو في الواقع بؤس ناتج عن صراع حول الحكم والسلطة والمال و ليس حول الكتاب والسنة .لأن هاذين هما في الواقع مجرد وسائل لإخفاء ذلك الصراع.
و لذلك فقد آن الأوان لجعل الدولة بما أنها شخصية معنوية دولة القانون التي لا تعرف الدين بصفتها تلك و إنما تعترف بوجود الدين لدى الأفراد (أي المجتمع) .هؤلاء لهم الحرية في الإختيار طالما إحترموا القانون وطالما لن يضروا أحدا بشجر أو غيره إذا عبدوه و قدسوه ..
و السؤال الذي يجب أن يطرح هو :أين وصلت في التاريخ و ما الذي إستفادته المنطقة بتطبيق هذا الدين أو ذلك مع عدم نسيان أن كل فرد يتخيل داخل نفس الدين بحكم الوراثة البيولوجية والإختلاف الطبيعي طبعة خاصة به عما يرمي به البعض على أساس أنه هو "الدين الصحيح"؟.
إذن الحديث عن فصل الديني عن السياسي يجب أن يكون بمصطلحات التقدم والنهضة التي حققتها مجتمعات متقدمة وبمصطلحات علم السياسة العام و العلم الحديث الذي يهم 7 مليارات من سكان العالم و ليس بمصطلحات الأقلية المسلمة التي يبلغ تعدادها حسب الاحصائيات 1/7 مليار(واحد على سبعة مليارات) ..لأن هذه الأقلية يجب أن تلحق بركب تلك المجتمعات المتقدمة و تكسر قيدها و ترمي بجلبابها الذي صنعه لها الأقدمون وتركوها وريثة براثن الإرهاب والتخويف من الحرية و إطلاق طاقات العقل الخلاق الذي صقله الله على مراحل طويلة من التاريخ البيولوجي للإنسان دام ملايين حتى لا نقول ملايير السنين إنطلاقا من الخلية الوحيدة .

مع تحياتي الخاصة

رابط الخبر
https://www.maghress.com/hibapress/228390
رابط المقال حول حرية الإعتقاد :
http://www.maghress.com/marayapress/4049








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #