الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة من التقديس إلى التدنيس

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى اول نوفمبر 1954 الجزائرية
---------------------------------------
لا أحد يشكك في أن ثورة المليون و نصف مليون شهيد بدأت مقدسة، قدم فيها الرجال المخلصون أعظم التضحيات، مهما كانت الأخطاء، طالما الهدف كان واحدا و موحدا هو إخراج المستعمر من أرض الجزائر ، فلا يهون على الجزائر غالٍ و نفيس، و "باسم الله أكبر" جاءت الصرخة الكبرى عام 1954 ، في ليلة نوفمبر، كان اللقاء الأول مع التاريخ، وقفت فيها الجزائر ندًّا للندّ مع أقوى امبراطورية، امتزجت فيها دماء الشهداء النقية بالأرض، و هم يقارعون الدخلاء الأنجاس، و يطهرون البلاد..، هي ثورة قادها رجال تشم فيهم وعن بُعْدْ ريح الأصالة و الثبات تحت قيادة جبهة التحرير الوطني، سبع سنوات عاشها الشعب الجزائري على أصوات المدافع و النازلات الماحقات، لا أحد طبعا يستطيع تحمل التعذيب و التجويع و فنون التقتيل التي مارستها فرنسا في المجاهدين و في شعب أعزل، لا يملك دبابة و لا طائرة و لا صاروخ يرد به الظلم و العدوان، لكن كان إيمانهم بقضيتهم و حبهم لله و للوطن أقوى سلاح واجهوا به العدو، و كان لهم النصر المبين.
تلك هي الثورة الجزائرية التي علمت الشعوب معنى المُقَاوَمَة، فركعت لها تقديرا و إجلالا، لأنها كانت ثورة المستضعفين و المستعبدين في الأرض..، هذه الذاكرة المنقوشة في أذهان الجيل الأول هي اليوم معرضة للنسيان و الذوبان ، ليس لأن جيل نوفمبر يغادر الحياة واحدا تلو الآخر، بل لأن المجرمون ضد الإنسانية أرادوا أن يُعَطِّلُوهَا، ألئك الذين يفتخرون بجرمهم، بأن فرنسا هي الصديق الودود، الذين نسميهم بالطابور الخامس، و يحاولون إقناعنا بأن الثوار كانوا مجرد قطاع طرق..، أولئك الذي زيّفوا التاريخ و تنكروا لرفاق الكفاح، و لم يقولوا الحقيقة ، و لكن العتاب ثم العتاب لأولئك الذين لزموا الصّمت، و رفضوا البقاء داخل المعركة، أولئك الذين يتابعون الأحداث عن بُعْدٍ، و لم يجرؤوا حتى على كشف حقيقة الرؤوس المتناطحة على السلطة، وهو ما سُمّيَ بصيف 62، و مسلسل الاغتيالات والتصفيات الجسدية من أجل البقاء في الحكم..
هذا التاريخ الذي ما يزال محجوزا يبحث عن نظارات لنرى بها جيدا ما فعله الرفاق في حق الرفاق، و كيف حول أعداء الثورة من الداخل كفاح الرجال إلى ورقة في المزاد كلما حلت مناسبة وطنية، إن الحديث عن الثورة من التقديس إلى التدنيس و مسلسل الانحناءات المذلة باسم التبادل الثقافي، يحتاج إلى روح ثائرة كثورة بن بوالعيد و بن مهيدي و عميروش و سي الحواس، و الذين لازموهم لكشف الذين لا يحق لهم أن يتحدثوا عن الثورة الجزائرية، إلى الصامتين أقول من ينصف التاريخ إذا أنتم بقيتم صامتون؟، هيّا تحرّكوا.. انفضوا الغبار عنكم و اخرجوا عن صمتكم، هذه هي رسالتي إليكم: "إما أن تنصروا التاريخ أو تخرجون منه".
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف