الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ..... ولماذا؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2017 / 10 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في العالم [50000 خمسين ألف] معتقد ديني سماوي ووضعي يعتنقها الجنس البشري على مدار الكرة الأرضية ، وكل واحد من هذه المعتقدات الدينية يؤمن بأنه وحده من سيدخل الجنة ، أما 49,999 ألف معتقد الآخر فكلهم سيدخلون النار!.
أي أنه هو وحده ((الفرقة الناجية)) الوحيدة .. أما الآخرون فكلهم في النار!!
ولم يكتف أصحاب هذه المعتقدات باعتقادهم المتطرف هذا وحدة ، ولم تنتظر أي من هذه "الفرق الناجية" عقاب الله في الآخرة لهئولاء الضالين والمضللين ومحاسبتهم ، ووضع (فرقهم الضالة) الباقية (في النار!!).. بل قامت كل فرقة تعتقد أنها ناجية بذبح الفرق الباقية بنفسها في الدنيا قبل الآخرة ، معطية لأميرها دور الإله في الحساب والعقاب والثواب!.

ولا زالت كثير من هذه "الفرق الناجية!!" تتقاتل فيما بينها في العراق وسورية وأفغانستان وباكستان ، وتتقاتل بصور أخرى ـ من صور القتل الكثيرة لديها ـ في كل من مصر وتونس وليبيا والنيجر ومالي ونيجريا وغيرها من أقطار الأرض الكثيرة العدد!!
****
وهناك عدة ملاحظات مهمة على جميع هذه "الفرق الناجية" تجب ملاحظتها جيداً:
o الأولى : أن جميع هذه الأفكار التي تعتنقها هذه "الفرق الناجية" حالياً ، كانت موجودة بحذافيرها في بطون الكتب التراثية وتناقلتها الأجيال عبر التاريخ إلى قرننا الحالي.. لكنها وعبر هذا التاريخ الطويل والممتد لقرون ، لم تتقاتل بهذه الشراسة يوما كما تتقاتل الآن ، فيما بينها ومع وحكوماتها مجتمعاتها كافة...فلماذا؟؟
o الثانية : إن جميع هذه الفرق الناجية الحالية ـ أو أفكارها على الأقل ـ كانت موجودة في مجتمعاتنا وتتعايش مع بعضها جنباً إلى جنب ولم تتقاتل بهذا العنف وهذه الوحشية ، إلا بعد تاريخ غزو الأمريكان للعراق تحديداً.. وقبله غزوهم لأفغانستان...... فلماذا ؟؟
o الثالثة : أن هذه الفرق الناجية الحالية في بلادنا العربية والإسلامية جميعها ـ وإن كانت بذورها إسلامية ـ فقد تناسلت أميبياً من بعضها ، وولد بعضها من بعض حديثاً من رحم "ٌ قاعدة الجهاد " أي تنظيم القاعدة!!
والقاعدة ـ كما هو معروف ـ قد ولدت في أفغانستان من رحم "المجاهدين الأفغان" الذين صنّعتهم ودربتهم ومولتهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (C.I.A) بعد غزو السوفيت لأفغانستان عام 1979 في ذروة "الحرب الباردة" بين السوفيت والأمريكان!!
وداعش ـ كما هو معروف أيضاً ـ قد ولدت من رحم القاعد ، والنصرة قد ولدت من رحم داعش .........إلخ
فكان هئولاء "المجاهدون" جميعهم في الحقيقة (ناتج عرضي) لتلك الحرب الباردة الطويلة والمكلفة!!
لكن لماذا تحول هئولاء "المجاهدون" إلى ظاهرة كونية بعد غزو الأمريكان للعراق تحديداً؟؟
o الرابعة : إن كل فصيل أو تنظيم من هذه التنظيمات التكفيرية يعتقد بأنه وحده "الفرقة الناجية" والباقون في النار ، فيكون أكثر تطرفاً من التنظيم الذي ولد من رحمه ، ويكفره كما يكفر المجتمع..فالقاعدة كفرت من كان قبلها (مجاهداً) ، وداعش كفرت القاعدة التي ولدتها ، والنصرة كفرت أمها داعش.........الخ .. و "الحازميون" في الطريق!! وهئولاء قد كفروا الجميع: الحكومات المجتمعات التنظيمات (الجهادية!!) الأخرى .. وكفروا حتى خليفتهم (أبو بكر البغدادي) .. فلماذا يتناسل التكفير كما تناسل المخلوقات الحية؟؟
o الخامسة : والملاحظة الأخيرة والأهم هي :
إن الــ50000 ألف معتقد التكفيري و (فرقه الناجية) في العالم ، قد تسالم بعضها مع بعضها في بعض الأقطار ، وبعضها الآخر لم يؤمن بالسلام مع بعضه مطلقاً وبقي يقاتل إلى اليوم :
فجميع الأقطار التي تسالمت فيها (فرقها الناجية) فيما بينها، وتركت حسابها إلى الله وحده في الآخرة ، وليس في هذه الدنيا الفانية..قد استقررت أوضاعها وتقدمت مجتمعاتها وترفهت أجيالها المتلاحقة.. وسارت ـ دون توقف أو تلكوء ـ نحو العلم والتكنولوجيا والتطور الإنساني والعلمي المستمر!!
بينما الأقطار التي لم تتسالم وتتعايش فيما بينها (فرقها الناجية) كانت على عكسها ، وسارت في طريق الانحدار المستمر والموت البطيء والفقر والجوع والأوبئة الفتاكة والاستبداد المطلق!!

وفي الحالتين من هو المسؤول عن كل هذه النتائج المتقاطعة : الإنسان .. أم العقول .. أم النظم الاجتماعية .. أم أن هناك قوى كونية لها مصلحة في أن تكون الإنسانية على هذه الشاكلة؟؟؟
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا