الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب التنحي ..

حامد الزبيدي

2017 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


خطاب التنحي ..
ابسط من يوصف به .. هو تراجع تكتيكي امام الاصوات الكردية المطالبة بالتغيير الحقيقي .. وللمرة الاولى شعر مسعود البرزاني انه لا شيء وانه اصغر من ان يحرك حجرا في سور العراق . فسعى الى الحيلة والدوران حول نفسه معتقدا انه يستطيع ان يخدع الاخرين بادعاء أنه كان ضحية مؤامرة داخلية – خارجية .ولا ادري لماذا لم يكرر مقولة صدام مثله الاعلى ... وليخسأ الغادرون .
اتخذ من خطاب التنحية مرتكزا لاتهام شركائه في الحكم والعملية السياسية بالخيانة والتآمر ووجه الاتهامات للحكومة المركزية باستخدام الدبابات الامريكية ابرهامز ضد الكرد .. وارسال رسالة عتب مبطنة لأمريكا .. وهو يدرك ان المتغطي بالامريكان عريان حتى لو لبس اربعين شروال .. وندب حظه العاثر لتخلي العالم عنه في اللحظة التاريخية ...... واتهامه لشركائه بالخيانة اشعل وسيشعل حربا داخلية وهذا ما يريده لإزاحة فشله وتحميله للأخر من خلال خلق الفوضى والارتباك .. ليمنح نفسه وقتا مستقطعا ليسترد انفاسه ويعود بعدها الى ممارسة سلطاته ..وهذه هي فحوى خطاب التنحي ..اذ تنازل عن رئاسة الاقليم ومنح صلاحياته المطلقة للسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية لأقاربه ليبقى هو رمزا تاريخيا وقائدا عاما للبيش مركة .. وهو يبلف ويخادع حينما يقول انه يتنحى لانه بالحقيقة ستنتهي مدة التمديد له في 1/11/2017.. فعن اي تنحي يتحدث ومن يخدع .. ؟؟
ليعود بعد فترة الى ممارسة سلطاته المطلقة في ادارة الاقليم وكأن على راسه ريشه .. هكذا استنتج بعقله المريض انه خلال هذه الفترة المستقطعة سيتمكن من تصفية خصومه ويرتب اوضاعه مع بغداد بعد ان تخضع بغداد للضغوط الامريكية بالتفاوض مع مسعود.. وهنا اضع الف علامة استفهام ذلك ان الموقف في بغداد المعلن ان لا تفاوض مع مسعود الا بشرط الغاء نتائج الاستفتاء ...!
وهكذا يكون مسعود قد خطط للعودة شأنه شأن اي ديكتاتور لا يستحي ولا يخجل ولا يملك شجاعة الاعتراف بمسؤوليته عن الفشل .. وكما كل الطغاة والديكتاتوريين يعتقد ان العالم خذله وان الجميع يتامرون عليه وان مجرد بقائه على قيد الحياة هو الانتصار الكبير والفرحة العظيمة الذي تحققا للكرد .
وهنا لا بد من تتوقف عجلة الارهاب الذي اطلقها مسعود على من اتهمهم بالخيانة التاريخية من الكرد فقد تم حرق مقرات لحزب الاتحاد وتم مهاجمة بقية المعارضين لمسعود وامام انظار العالم تم الاعتداء على البرلمانيين الرافضين لسياسة مسعود وكيف سمح لعناصر الاسايش بالدخول لمبنى البرلمان والاعتداء على كتلة تغيير والاسلاميين والاعلاميين .. وسيتطور هذا الامر الى الاغتيالات والتصفية الجسدية لمعارضين مسعود .. فحزب مسعود هو عبارة عن تنظيم عشائري لا يعترف بالأخر ولا يؤمن بالديمقراطية والراي الاخر ولا يعترف بغير القوة والقهر لغة للحكم .
.. من هنا يبدو ان العمل على ايقاف العمل بالدستور الذي يتناقض مع دستور الدولة المركزية البرلماني ..لكتابة دستور ينسجم مع دستور الدولة المركزية .. والاصرار على ان تتحول قوات البيشمركة الى حرس للإقليم ..وان تحل جميع الدوائر الامنية التي يشرف عليها مسرور البرزاني مثل الاسايش وغيرها .. امورا غاية في الاهمية ... ليكون هناك جيشا واحدا في العراق .مسؤول عن فرض الامن .والدفاع عن حدود العراق وسيادته .
ولا اجد اي مبرر لتأخير انفتاح بغداد على حزب الاتحاد والجماعة الاسلامية وكوران وحزب الدكتور برهم صالح للتوصل الى اتفاق لتصحيح الاوضاع الشاذة .. اما التعويل على الحزب الديمقراطي لمسعود والدعم الامريكي له وفتح الحوار معه سيكون خطا استراتيجي يصعب تصور نتائجه على الاقليم والدولة العراقية مستقبلا ..
ولا عودة لما قبل استفتاء 25/9 .

ح . ز
30/10/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو