الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من السلفيه الى الوسطيه

أياد الزهيري

2017 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


من السلفيه الى الوسطيه

نشرت جريدة الشرق الأوسط في طبعتها الدوليه في العدد 14211 يوم 24 اكتوبر 2017 ميلاي تصريحآ لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتعهد به بالعوده الى الأسلام الوسطي المعتدل , وأنه سيقود مملكه معتدله , ومتحرره من الأفكار المتشدده.
التصريح جميل ومفرح , لكن السؤال , هل الرجل قادر على أنجاز هذا الفعل , أنا أشكك في الأمر وأحسبه ليس أكثر من رمي رماد في عيون الأخرين لسببين مهمين , الأول أن الرجل هو أبن هذه المؤسسه المتشدده , وهو من ترعرع فيها , وكما يقول المثل من شب على شئ شاب عليه , وأن فاقد الشئ لا يعطيه. لأن البدوي لا علاقه له بما هو حضاري , وهو عنصر ذاتي يمثل شخصية المدعي , فشخصيه متخمه بالأستبداد وغارقه بالتشدد لا يرجى منها هذا التغير , ولا قادره عليه . أن هذا المشروع هو مشروع يوصف بالتاريخي والرجل لا يمتلك ما يؤهله لهذا العمل , لأن الموضوع أكبر منه , وراسخآ بالأرض السعوديه ومتجذرا بها , كما وأنني أشكك بأمتلاكه للآلية التحول هذه لمشروع من هذا النوع وبهذه الضخامه , ثانيآ أن البعد الموضوعي يقف حجر عثره أمام هذه المحاوله أن وجدت , لأن المملكه عباره عن مفقس كبير , ومخزون عظيم للفكر المتششدد وهو الفكر الوهابي , وهو أحد عمودي قيام المملكه السعوديه .
كما هو معروف أن عدة هذا التحول المزمع حدوثه هي مراكز البحوث والدراسات العلميه , وهذا مفقود داخل المملكه , لعدم وجود الحريه العلميه , وفقدان المناخ المعتدل في وسط المجتمع السعودي , وهذا العامل من أهم عوامل التغير , كما أن الموضوع له علاقه صميميه بما تنطوي عليه روحية المجتمع السعودي , وهي روحيه تتميز بالأنغلاق والتحجر و كما من المهم معرفة أن المجتمع السعودي منغمس الى أذنيه بالعقيده الوهابيه ذات المنهج الأقصائي والذي لا يؤمن بالتسامح وحرية الأعتقاد , حتى أنه وصل الى درجة التضحيه بالمال والنفس بمقاتلة كل من يخالفه بالعقيده أو المنهج زائدآ أنه مجتمع قد شرب التشدد من أسوء منابعه وأكثرها همجيه وأكثرها لئمآ وحقدآ على المخالف.
أن التشدد المذهبي والديني بالمملكه العربيه السعوديه هو حصيلة المناهج المدرسيه وخطب أئمة جوامعهم التي لا تتوقف عن شتيمة الأخر وبأعلى الأصوات , كما أن المدارس الدينيه في المملكه من أخطر المدارس وأكثرها شرآ لما تتأبطه من مناهج غايه بالتشدد وتكفير الأخر المختلف , وكفاها سوءآ هو تبنيها للمنهج الوهابي القائم على مباني فقه أبن تيميه , ومناهج تلميذه أبن القيم الجوزيه , أن هؤلاء هم أئمة التكفير ودعاة القتل والتشدد وأن مدرستهم لم تستهوي باقي المسلمين الا بني سعود ولأسباب معروفه ليس ذكرها في هذا المقال , وهو بالطبع سياسي وقد أتضح مع الزمن كما كشفت الأحداث تفاصيل التخادم الثنائي بين محمد عبد الوهاب ومؤسس المملكه محمد بن عبد العزيز ال سعود كما كشفت الكثير من التقارير عن الأصبع البريطاني بصفته المخابراتيه في صناعة هذا النموذج الوهابي وتسهيل وترويج أنتشاره , حتى أصبح رعاية المشروع الوهابي من أولى مهام وأوليات المملكه السعوديه , والسؤال كيف لهذا الصبي وأنا له هذا الباع بتغير هذا الكيان الرهيب والراسخ في أرض المملكه والذي يمثل سمتها البارزه بل والمميزه لها . أنها محاوله للتملص من تركتها الثقيله وما جرته على المملكه من سوء السمعه والعاقبه , ولكن أن صدق فليس بيد الرجل من حيله فالموضوع أكبر منه , وقد يكون ضحيته أذا كان جادآ بتحويله نحو الوسطيه كما يقول , كما أن المجتمع السعودي هو مجتمع مغلق لا يسمح بالأنفتاح وغير مستعد للأعتراف بالمختلف وهذه سجيه ضاربه أطنابها في نفسيته وأنعجنت بروحه ومزاجه . فهو أسير وهم , وعبد للخرافه , وسميع للضلاله وقد لمسنا واقعهم لما عشنا بين ظهرانيهم وعرفنا نسيج تفكيرهم , حيث يقول أحدهم أن للملك فضل علينا يدعنا نمشي في أرضه ويقصد أرض المملكه, هذا هو مستوى العقليه للمجتمع السعودي وهو ما تريده السلطه وتؤكد عليه , فكيف هي تحاول تغيره للوسطيه والأعتدال , فهي كمن يدعو الى مقتله . أنا أعتقد لا داعي للتصديق بهذه التصريحات فأنها بالونات تطلق في هواء الأعلام هدفها المشاغله والتمويه لا أكثر , فأبن آوى لا يغير طبعه .
أياد الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا