الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهاينة يسقطون مع وعد بلفور المشؤوم

فوزي بن يونس بن حديد

2017 / 11 / 1
كتابات ساخرة



أتذكر جيدا كيف أن حمد بن جاسم يوم أن كان وزيرا للخارجية في قطر كان يدافع عن رأيه في تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية بعد زعمه آنذاك أن سوريا تشهد ثورة عارمة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، يومها كنا لا نعرف شيئا عما يجري في الكواليس رغم إحساسنا أن هناك شيئا ما يدور في خلد مجموعة من الدول ومنها قطر لا محالة فهي جزء من الحملة على سوريا وإن لم تكن وحدها، كنا آنذاك نترقب أن تحدث موجات من الشقاقات على مستوى الدول العربية بين مؤيد لما يجري ورافض قطعا لما يحدث في بلد عربي ظل طوال عقود من الزمن تحت لواء جامعة الدول العربية.

وبعد أن تغيرت مجريات الأحداث في المنطقة وتبينت المخططات والمؤامرات وانكشفت الأسرار لم يعد أمام حمد بن جاسم إلا أن يخرج عن صمته ويكشف المستور كما يقال، بعد أن طالبت البحرين بتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، وهي مؤشر على اختلاف قد يطول بين الجارتين اللتين بدأ النزاع بينهما منذ فترة لا سيما حول الحدود، ولا أتحدث اليوم عن الأزمة الخليجية التي طال أمدها وربما تتشعب في قادم الأيام لعدم وجود مؤشرات واضحة على إنهائها، بل سأتحدث عن المخططات الأجنبية وتواطؤ بعض البلدان العربية لتنفيذ هذه المخططات حتى لو كانت على حساب شعوبنا العربية المسكينة التي تئن تحت وطأة هذه الأزمات المتتالية والمتوالية.

لقد بات واضحا للجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني يسعيان وبكل جهدهما إلى تخريب المنطقة برمتها، وكلما سعيا للتخريب أطفأ الله نار الخراب بعد أن سخر لهذه الأمة من يدافع عن الحق ويقف في وجه مخططات الغرب المشؤومة، ومع اقتراب الاحتفال بمئوية وعد بلفور المشؤوم الذي حدث قبل مائة سنة من الآن تعمل القوى الكبرى إلى فرض وصاية جديدة في المنطقة، والاحتفال بما يسمى بتفتيت الدول الراعية للإرهاب، وتسعى إلى ذلك بوتيرة متسارعة جدا، ولكن يبدو أن أمل هذه الدول المستعمرة قد خاب لأنها تصطدم في كل مرة مع جُدُر بأسها شديد تحمل روح الدفاع عن الأرض والوطن والعرض.

ففي كل الدول التي دمرتها أمريكا بواسطة داعش الصنيعة الأمريكية الإسرائيلية العربية مع الأسف الشديد توجد قناعة كبيرة بأن ما حدث ما كان ليحدث لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، ولولا التراخي والمماطلة في حل القضية الأم، ولولا تفرق الأمة وتشتتها، ولولا السباب والشتائم التي تقذفها الأفواه العربية في وجوه عربية مثلها، وعندما رأيت اليوم التنسيق بين القوى العراقية والسورية على الحدود بين البلدين ذكرني ذلك بالوحدة المصرية السورية أيام جمال عبد الناصر ومحاربة الكيان الصهيوني وطرده من المنطقة التي احتلها عدوانا وظلما، ولكنها -أي الوحدة-  لم تدم طويلا لوجود خروقات داخل الجيش العربي، ولأنه اندس في صفوف المقاتلين من يحب أن يُفشل المشروع العربي الوحدوي، ومنذ ذلك الوقت عرفت إسرائيل أن العرب لن تقوم لهم قائمة على الأقل خلال المائة سنة القادمة فاخترعت ما يسمى باتفاقية السلام كامب ديفيد المشؤومة هي أيضا.

لقد ظهر الحق بعد أن صرح حمد بن جاسم أن الوقت قد حان لقول الحقيقة المُرة، وهي العمل على تخريب سوريا والإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد والقضاء على حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين، ولعل أهم ما في هذا المخطط أيضا هو القضاء نهائيا على ثورة الخميني في إيران، والإطاحة بالنظام الحالي عبر تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب والإشاعات وبث الفوضى في كامل ربوع إيران من خلال هذه الثرثرات التي يتشدق بها كل من ترامب المجنون ونتنياهو المعتوه، ولكن الجدار  الذي تقف وراءه المقاومة في المنطقة ومعها إيران صلبٌ ومنيع، لا تقدر أي قوّة بشرية معتوهة أن تقضي عليه أو تهدمه بل ستجد معاناة قاسية إن هي فكرت مجرد تفكير في تسلّقه أو محاولة الاقتراب منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج