الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة الرئيس كير الى الخرطوم وإحياء اتفاقية السلام

كور متيوك

2017 / 11 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


زيارة الرئيس كير الى الخرطوم وإحياء اتفاقية السلام
كور متيوك
[email protected]
اليوم سيجري الرئيس كير بالعاصمة السودانية الخرطوم مباحثات مع نظيره السوداني عمر البشير ونائبه الاول رئيس الوزراء بكري حسن صالح وعدد من المسؤولين وذلك في زيارة رسمية تستغرق يومين ولقد سبقت الزيارة مباحثات بين وزراء البلدين ، ادى الى إعادة تاكيد الاطراف رغبتهم في تنفيذ اتفاقيات تم توقيعها من قبل ، لكنها لم تجد حظها من التنفيذ وذلك في المجالات الاقتصادية والامنية والسياسية وغيرها .
وتاتي هذه الزيارة بعد عدة ايام من انتهاء المؤتمر الذي عقده وزارة النفط لتشجيع الاستثمار في قطاع النفط ولقد سماها الاستاذ محمد لطيف المحلل السياسي السوداني ( مؤتمر الفرص المتاحة لاصدقاء الدولة الجديدة ) في مقال له بعنوان ( السودان في جوبا... مشهد اخر ) عقب الزيارة واتفق معه بأن المؤتمر لم يكن مؤتمرا للنفط ، او حتى مؤتمر للاستثمار في البنية التحتية بل مؤتمر للاستثمار السياسي ، لها ابعاد سياسية اخرى مرتبطة بالوضع السياسي في جنوب السودان اخذين في الاعتبار التاثير السوداني الواضح في الوضع السياسي و الامني في جنوب السودان ، خاصة أن وزير النفط ايزيكيل جاتكواث ينتمي الى الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة النائب الاول تعبان دينق قاي الشريك في حكومة الوحدة الوطنية ، السودان بالنسبة للنائب الاول لها أهمية كبيرة ، والسودان ايضا بالنسبة للرئيس دولة مهمة جدا واهميتها تفوق اهمية الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لجنوب السودان في الوقت الحالي ، لذلك ظل الرئيس يدير هذا الملف شخصيا منذ حرب فانطاو ( هجليج ) وحتى اليوم وحرص على زيارته بين الفينة و الاخرى لاعادة تاكيد اهمية السودان بالنسبة للحكومة في جنوب السودان وسعيه لتمتين العلاقات بين البلدين ، و لقد بذل الرئيس كير الكثير من المساعي لتحسين العلاقة مع الخرطوم لكن الاخيرة ظلت تطالب بالمزيد دوما .
تاتي زيارة الرئيس هذه المرة بعد وقت وجيز من رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان ، و دعمت جنوب السودان جهود رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان قبل أن تسوء علاقاتها مع امريكا ، باعتبار أن السودان تستحق رفع العقوبات بعد أن عملت على تنفيذ اتفاقية السلام وإجراء استفتاء جنوب السودان والقبول بنتائجها وبالتالي لم يكن هنالك داعي لاستمرار هذه العقوبات طالما انها فرضت نتيجة للحرب الاهلية في جنوب السودان و التي كان يقودها الجيش السوداني ، وتاتي هذه الزيارة في وقت تستعد السودان لتغيير دفة سياستها الخارجية التي ظلت تتخذها لقرابة الثلاثة عقود ، كما انها تستعد للعب دور اقليمي كبير خاصة أن إنهاء الحرب في جنوب السودان كانت من الشروط الأمريكية لرفع العقوبات لذلك من المتوقع أن يتراجع دعم السودان للحركات الجنوبية المتمردة وأن تكون اكثر فعالية في إيجاد حل لإنهاء الحرب الاهلية في جنوب السودان .
لذلك الزيارة مرتبطة بمجمل هذه التحولات الاقليمية والدولية بالإضافة إلى زيارة المندوبة الأمريكية الى الامم المتحدة " نيكي " الى جوبا الاسبوع الماضي و التي حملت رسالة شديدة اللهجة الى الحكومة وهي أن ادارة ترامب فقدت الثقة في حكومة الوحدة الوطنية و التي تكونت نتيجة لاتفاقية اديس ابابا للسلام 2015م ، ورسالة ادارة ترامب تبدوا وكانها تقول انها لن تتعامل مع هذه الحكومة حتى يتم تكوين حكومة جديدة بعد أن تنتهي المشاورات التي تجريها الايقاد لإعادة إحياء اتفاقية السلام التي واجهت عثرات كبيرة وكثيرة منذ التوقيع عليه ، فثلاثة من الاطراف الاساسية الموقعة لهذه الاتفاقية ليسوا راضيين عن سيرها و لا بد أن السودان يملك الكثير ليقدمها في عملية السلام في جنوب السودان .
وفقا لما نقل عن مسؤولين كبار في الحكومة فانها لن تناقش مستقبل قضية ابيي والتي تتزامن الزيارة مع مرور الذكرى الرابعة لإجراء الاستفتاء الشعبي في ابيي وكما انها لن تركز على ملف دعم الحركات المسلحة وغيرها من القضايا التي ظلت تهيمن على جدول اعمال الرئيسين منذ استقلال جنوب السودان ، لذلك أن الزيارة سيهيمن عليه قضية الحرب والسلام في جنوب السودان بالإضافة إلى ملفات التجارة الحدودية والنفط وملف قطاع الشمال الذي يبدوا أن جنوب السودان حقق فيها الكثير و لا بد أن السودان راضي عن الدور الجنوبي في هذا الصعيد ولقد بلغ الامر بالنائب الاول تعبان دينق أن اقر في حوار له مع صحيفة سودانية بانهم سمحوا للجيش السوداني بملاحقة المتمردين السودانيين داخل اراضي جنوب السودان .
الرئيس في هذه الزيارة ربما سيكشف الى نظيره السوداني الرسالة التي نقلتها المبعوثة الأمريكية له في جلستهم المغلقة اثناء الزيارة وهذه الرسالة لا بد انها تمثل رؤية ادارة ترامب لشكل الحكومة التي تريدها بعد أن تحدثت عن فقدانها الثقة في الحكومة الحالية بالاضافة الى شكل الحكومة وكيفية تحقيق السلام النهائي في جنوب السودان ، الرئيس كير يدرك بان إحياء السلام سيجعله يفقد بعض الحلفاء لكن يبدوا أن الامر اقرب الى الواقع.
إن السودان بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها يجب لها أن تساهم في إنهاء الحرب الأهلية في جنوب السودان ومساعدتها للنهوض و الا فان الشعب السوداني لن يستفيد من رفع العقوبات عن السودان ، نفهم بان السودان لها اسباب استراتيجية تجعلها تحرص على عدم الاستقرار في جنوب السودان لكن من ناحية اخرى يمكننا الإدراك بأن استمرار الحرب في جنوب السودان مهدد للامن القومي السوداني لان اشتداد الحرب يعني تدفق المزيد من اللاجئين الى اراضيها والتي لها الكثير من الاثار ظلت الصحافة السودانية تتطرق عليها دوما مثل مشاكل السكن العشوائي في قلب العاصمة الخرطوم وتضييق فرص العمل للسودانيين وغيرها من القضايا ، بالتالي من المهم أن يتفق الحكومتين في البلدين على اقامة علاقات استراتيجية والعمل على دعم الاخر في إنهاء الحروب الاهلية بإقناع قادة الحركات المتمردة بالوصول الى اتفاقيات سلام دائمة مع حكومات البلدين ، و تسهيل التبادل التجاري البري والنهري والجوي واقامة مشاريع اقتصادية مشتركة بين البلدين . أن هذه الزيارة هدفها في المقام الاول التشاور حول كيفية تحقيق السلام في جنوب السودان وتشكيل حكومة جديدة تضم كل المعارضة الجنوبية لإنهاء الحرب الاهلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة