الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب برنامج ستراتيجي وطني مشترك سبب رئيسى لضعف التوافق بين الاحزاب الكوردستانية العراقية

صلاح الدين عثمان بيره بابي

2017 / 11 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


غياب برنامج ستراتيجي وطني مشترك سبب رئيسى لضعف التوافق بين الاحزاب الكوردستانية العراقية
نه بوني به رنامه ي ستراتيحي نيشتماني هاوبه ش هؤي سه ره كي ناريكبوني يه كريزي بارته كوردستانيه كاني عيراق
The absence of a joint national strategic program is a major reason for the weak consensus between Iraqi Kurdish parties
د.صلاح الدين عثمان بيره بابي
30.10.2017
اذا راجعنا سير العلاقات السياسية الكردية الكردية والتي تخص الاطراف الكردية المعارضة لنظام الحكم ،والتي مارست العمل المعارض بوسائل متعددة (سياسي ومسلح- سري وعلني احيانا) عبر فترات تاريخية مختلفة.نبدي مايلي:
1- في اغلب الاوقات كانت تعمل هذه الاطراف بصورة منفردة ،دون تنسيق او تعاون او برنامج مشترك كان تكون على صيغة جبهه وطنية او قومية (سميه ماتشاء )من الصيغ المالوفة بين الاحزاب التي تشترك في اهداف يعملون من اجل تحقيقها.
2- فقدان مثل هذا البرنامج المشترك كان عامل اساسي في تقوية المنافسة بين الاحزاب الكردية المعارضة ،واستفحالها لتصل احيانا الى حالة العداء السياسي والصراع المسلح فيما بينها من النادر ان تجد تنظيم كوردي مستثنى من هذه القاعدة، وتغليب الخلافات البينية فيما بينها والتي من المفروض ان تكون ثانوية ،لتطغي على الخلافات الرئيسية مع انظمة الحكم،التي كانت هي المبرر الرئيسي لتواجد الاحزاب المعارضة.
3- اذا تابعنا سير العلاقات الكوردية المعارضة فيما بينها عبر فترات عملها السياسي المعارض من النادر ايجاد فترة استقرار طويل الامد فيما بينها كان تكون علي شكل خط بياني مستقيم ،بل ان تلك العلاقة تكون بشكل خط بياني متذبذ عبر الفترات الزمنية لعملها.
4- ان ما نركز عليه في هذا السياق واقع العمل السياسي الكردي المعارض في كوردستان العراق،الذي تمحور لغاية ثورة 14تموزفي الديمقراطي الكوردستاني والشيوعي العراقي والعلاقة الايجابية في ما بينها ، وكان للقيادات الكوردية في قمة هرم الحزب الاخير الدور الاساسي في ذلك والذي تحول بعد ثورة 14 تموز الى منافسة كبيرة بينهما اثناء النضال العلني وبالاخص في منطقة كوردستان العراق.تفاقمت تللك الخلافات بعد اندلاع الثورة الكردية المسلحة عام 1961 يرئاسة المرحوم مصطفى البارزاني ووقوف الحزب الشيوعي الى جانب نظام عبدالكريم قاسم.بالرغم من تدهور العلاقة بينهما ،اذ لم يتخلى عن تاييد عبدالكريم قاسم بسبب كون سياسته الخارجية حسب تحليلاته معادية للاستعمار وصديقة للاتحاد السوفيتي. وكذلك ووقوف الحزب الشيوعي موقف غير ودي من الحركة الكردية المسلحة بقيادة مصطفى البارزاني واتهامه لها بحركة رجعية اقطاعية.
5- حصل الديمقراطي الكوردستاني برئاسة مصطفى البارزاني على اجازة عمل علنية من عبدالكريم قاسم ،الذي سبق ان عفى عن البارزاني ورفاقه اللاجئين في الاتحد السوفيتي وعودتهم الى العراق .ظهر داخل البارتي (الديمقراطي الكوردستاني)جناحين اثناء المؤتمر الحزب عام 1959 الاولى برئاسة حمزة عبدالله وضم كل من حميد عثمان وصالح الحيدري وخسرو توفيق واخرون،والجناح الاخر بقيادة ابراهيم احمد و جلال الطالباني وعمر دبابة وغيرهم.رغم فوز جناح حمزة عبدالله في الانتخابات داخل المؤتمر الا ان اتهامهم باليسارية ادى الي الغاء نتائج فوزهم وتغليب جناح ابراهيم احمد،حيث تولى سكرتارية الحزب وتولى جلال الطالباني والاخرون المكتب السياسي واللجنة المركزية.
6- بعد انقلاب 1963 بقادة البعث وعبدالسلام عارف ازدادة شراسة النظام الجديد ضد الحزب الشيوعي وقام باعدام قادته من ضمنهم (سلام عادل ،مهدي حميد ،جمال الحيدري واخرون) واصدار بيان من الحاكم العسكري. بقتل وابادة الشيوعيين وزج الاف من اعضاءه ومؤازيه في المعتقلات الجماعية ولجؤ الاخرين الى جبال كوردستان وحمل السلاح لمقاومة النظام في بغداد.كما بدا نظام البعث بحملةعسكرية شرسه وواسعة ضد الحركة الكردية، طرح البعث مشروع اللامركزية لكوردستان الذي لم يتفق عليه ،في هذه الظروف الصعبة بدات بوادر انشقاق جديد داخل البارتي بين المكتب السياسي والبارزاني،اذ وصل الامر الي استعمال السلاح حيث كانت الكفة العسكريه لصالح البارزاني مما اضطر جناح المكتب الساسي الهروب الى ايران وتعزيز رئاسة البارزاني على البارتي.
7- عاد المكتب السياسي الى بغداد بعد انقلاب عبدالسلام في18تشرين1963 وكان يطرح نفسه كممثل للحركة الكوردية للتفاوض مع بغداد،استمر الوضع السياسي على هذا الحال .اثمرت مفاوضات الحركة الكردية برئاسة البارزاني في عهد عبادرحمان عارف الذي تولى رئاسة الجمهورية بعد وفاة شقيقه عبدالسلام اثر حادث سقوط طائرته عام 1964.كان عبدالرحمن اكثر واقعية وانفتاحا تجاه الحركة الكردية برئاسة البارزاني وحركته المسلحة المتحصنة في جبال كوردستان وحدوده المفتوحة مع ايران وتركيا،حيث اتمرت المفاوضات الي اعلان اتفاقية 29حزيران وكان الدكتور عبدالرحمن البزاز رئيسا للوزراء في ذلك الوقت .رغم التقارب والتفاهم الا ان حدوث انقلاب البعث في 17تموز 1969 دشن مرحلة جديدة في علاقة الحركة الكورديه مع بغداد.
8- عند تولي البعث السلطة الجديدة طرح نفسه باسلوب جديد كانه استفاد من تجربة فشله في عام 1963،فقام ببعض المكاسب حسب تقيمه ،برفع شعارات معادية لللاستعمار واصدار قانون جديد للاصلاح الزراعي والتقرب من الاتحاد السوفيتي ورفع شعار التاميم،والبدء بالمفاوضات مع الحركة الكردية برئاسة البارزاني،رغم ايواء بغداد لجناح المكتب السياسي ومحاولة الجناح لتمثيل للحركة الكوردية في ظل كافة الانظمة بعد الانشقاق والصراع المسلح مع الحركة الكوردية برئاسة البارزاني،الاان بغداد كانت ترى ان الحل لدى قيادة البارزاني وكان يستفيد من جناح المكتب السياسي كورقة ضغط على رئاسة مصطفى البارزاني،اعلن البعث عام 1969 استحداث محافظة دهوك وجامعة السليمانية كبادرة حسن النية للحل ،بعد ذلك صدور اتفاقية 11أذار وتولي قيادات من البارتي مناصب في عدة وزارات و السلطة في المحافظات الكردستانية الثلاثة وفتح المقرات الحزبية في كوردستان وبغداد وانشاء دار الخبات للصحافة في بغداد وزيادة النشاط الثقافي والاعلام ووالدراسة الكوردية،وكان ذلك اول تجربة للبارتي في ممارسة الحكم والادارة المدنية.
9- هذا التحول في الحركة السياسية الكوردية لصالح البارتي جعل تيار المكتب السياسي الذي حقق بعض المكاسب قبل ذلك في تقربه مع حكومة بغداد شعر ان الوضع يتغير،بدا في ايجادوسيلة للعودة الى صفوف البارتي وهذا ماتحقق، ان علاقة البارتي مع بغداد بداء بالتوتر اثر المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس البارزاني والاختلاف على اتفاقية الحكم الذاتي وبالذات حول كركوك،الامر الذي ادى الى تجدد القتال في كردستان،واصدار قانون الحكم الذاتي من طرف الحكومة والتي شملت المحافظات الثلاثة دون كركوك والذي رفضه البالرتي.وثسلم بعض الوزارات في بغداد والادارة في الاقليم بمجلسيه التشريعي والتنفيذي قيادات كوردية منشقة .
10- اتفقت بغداد مع شاه ايران بموجب اتفاقية الجزائر وبوساطة الرئيس الجزائري هواري بومدين لحل مشكلة شط العرب الذي تنازل صدام عن مطاليبه في السيادة علىيه،لقاء وقف دعم شاه ايران والتسهيلات التي كانت تقدمه للحركة الكوردية برئاسة البارزاني،مما اسفر عن انهاء الحركة الكوردية المسلحة وتسليم الاسلحة،ولجؤ المقاتلين والسياسين وعوائلهم الى ايران وعودة قسم اخر الى العراق مستفيدا من قرار العفو الصادر من الحكومة العراقية.
11- بعد انتهاء الحركة المسلحة التجاء البيشمركة وبعض عوائلهم مع قياداتهم الى الدول المجاورة وكانت لايران حصة الاسد ومن ثم سوريا ،وقسم منهم حصل على اللجؤ الي اوربا وحتى امريكا وكندا واستراليا.وخيم هدؤ نسبي على ساحة الكفاح المسالح في كوردستان العراق، ويمكن اعتبار ذلك فترة كما يقول المثل (استراحة الفرسان). ان انهيار الحركة جاءت في الوقت التي كانت في اوج قوته والنطام العراقي فى اوج ضعفه،وحمل الكثيرون قيادة البارزاني مسؤولية انهيار الحركة الكردية مما ادي الي عودة بعض القيادات الى العراق والاتفاق مع النظام في الاستمرار في العمل منشقين عن قيادة البارتي والاستمرار بالعمل السياسي العنلي تحت نفس تسمية الحزب الديمقراطي الكردستاني اضافة الى ظهور تنظيمات كوردية جديدة اخرى.
12- هدؤ الساحة الكوردستانية وارتفاع اسعارالنفط في الاسواق العالمية هيأت الامكانية امام النظام العراقي ليعد بناء قواته المسلحة وتطويره من حيث العدد والعدة،حتى غدت اقوى جيش في الشرق الاوسط.وهذه المسالة كان له دور في سهولة اتخاذ قرار الحرب ضد ايران بعد ثورة الامام الخميني وتغير نظام الشاه الملكي بنظام جمهوري اسلامي ايراني راديكالي باعلان العداء للغرب وبالذات امريكا واسرائيل،والانظمة الموالية لامريكا في الخليج والمنطقة وذلك في 1978 .
13- وبدء التوتر العداء بينها وبين العراق ،وبقاء عقدة تنازله عن شط العرب وخطورة النظام الجديد على دول الخليج التي هي مركز المصالح الاستراتيجية الامريكية والبريطانية بالدرجة الاساسية،جعل نظام صدام يحسب حسابات خاطئة بان دخوله في الحرب سوف ينال دعم الغرب والاتحاد السوفيتي وتكون حرب سريعة وخاطفة بناء على ماسبق وبسبب الفوضى في بادئ زوال نظام شاه و،معتمدا على قوته العسكرية الكبيرة والدعم الخارجي المتوقع بما فيه المالي الخليجي والسياسي العربي لرفعه شعار حماية البوابة الشرقية للامة العربية والخليج من التوسع الايراني.
ناسيا ان هذا الحرب هي عقائدية بين عقيدة الوحدة العربية و الاسلامية الساعية لتوحيد العالم الاسلامي،وان كلتا العقيدتين من الناحية الفكرية والايدلوجية والسياسية معادية لاسرائيل وامريكا وحلفاءها، وان الحرب بينهما هي لصالح اضعافهما وتقليل خطورتهما على مصال تلك في المنطقة،كل ذلك ادي الى ان تطول فترة الحرب لثمانية سنوات لغاية أب1988بالتاعدل (لاغالب ولا مغلوب)مع الحاق اثار كارثية يشريةومادية بالبلدين. استغلت الحركات الكردية انشغال العراق والضعف التدريجي لسيطرت النظام في الداخل بالظهور التدريجي ليس على شكل حركة كردية واحدة مسلحة بل عدة حركات وتحت تسميات وقيادات مختلفة و التي تشكلت اغلبها في ايران وسوريا،.الحركات الجديدة حاولت ان تروج لنفسها بتحميل مسولية القيادة الكردية السابقة عن الانهيار،وطرح نفسها كبدل لمايجب ان تكون الحركة الكوردية عليه بتجاوز اخطاء الماضي. الا ان العمل الاحادي لكل حركة وعدم وجود برنامج مشترك ادى الى المنافسة بينهما وتدهور الامر و صولا احينا الى الاقتتال بينهما لعل الشواهد التاريخية كثرة على ذلك.
اكبر تلك المنافسة كانت بين الاتحاد الوطني بقيادة جلال الطالبان والديمقراطي الكوردستاني برئاسة مسعود البارزاني حيث انطلقت اول مفارز الاتحاد الوطني المسلحة من الاراضي السورية ،الديمقراطي الكوردستاني الذي اعيد تشكيله تحت اسم القيادة المؤقتة بقيادة مسعود البارزاني في ايران،انحصر نشاط واسع للاتحاد بالدرجة الاساسية في اربيل ،سليمانية ومنطقة كرميان،والبارتي في بادينان،رغم ،امتلاك البارتي قاعدة جماهيريةمت عاطفة والموروثة عن حب الرئيس مصطفى البارزاني.اضافة الى ذلك ظهرت تنظيمات اخرى اصغر حجما (الاشتراكي،الكادحين،الشيوعي،الشعب والاسلامي ...الخ).استمر الامر هكذا بحرب انصار ضد الحكومة ، اضافة الى التشنجات والتصادم بين الفصائل الكردية المعارضة نفسها بين الحين والاخر. وان العامل المساعد على ذلك طول امد الحرب وشراستها مع ايران و استياء الشعب في كوردستان من النظام وحروبه وسياساته القمعية وحرب الابادة بهدم القرى الكوردية واستعمل الاسلحة الكيمياوية.
14- في عام 1988اعلنت انهاء الحرب مع ايران وخرج العراق منها دون اية مكاسب سياسية ،بل على العكس بخسارئر اقتصادية وبشرية اضعف موقفه العربي والدولي ،وبعد تغير الخارطة السياسية في العالم بانهيار الاتحاد السوفيتي وانظمة الدول الاشتراكية وحلف وارشو.
15- خروج النظام منهكا في حرب طويلة الامد زاد من شراسته،واراد ان يثبت لاسرائيل وامريكا بانه لايزال لديه القدرة على تهديد مصالحهم،واثبت ذلك بقرار خاطي وبحسابات سياسية دولية اكثر خطا(لظهور القطبية الواحدة في العالم) بغزوه للكويت والوقوع في الشرك.والبدء بالعد التنازلي لسقوط نظامه ، الذي سقط اثر الحصار الدولي والغزو الامريكي للعراق بدعم من تحالف دولي شمل 30 دولة .
16- ورطة الجيش العراقي في حرب الخليج الثانية قد هيئة المناخ لزياد نشاط الحركات الكردية المسلحة ،لكن رغم الكوارث ورغم محولة الاحزاب الكوردستانية بخلق رؤيا مشتركة حول المستقبل السياسي لمابعد صدام الذي بداء مظاهر سقوطه.تم التوصل الى اتفاقية الجبهة اكوردستانية،الذي اصبح فيما بعد ادارة الامر الواقع لكوردستان،خصوصا بعد انسحاب ادارات الحكومة في بغداد من كوردستان العراق،الا ان الحبهة الكوردستانية التي توصلت اليها احزابها،كانت تحتوي على نقاط ضعف من بينها:
أ‌- كرست للتنسيق فيما بينها لغاية سقوط النظام دون اية ستراتيجة لفترة مابعد صدام.
ب‌- سرعة انسحاب النظام من كوردستان نجم عنها مايلي:
- فراغ اداري كبير- ازمة مالية –تدهور امني-ركود اقتصادي-زيادة التوجه والتنسيق مع اجندات الدول الاجنبية-زيادة المنافسة والصراع بين الاحزاب الكوردستانية بهدف بسط سيطرتها وزيادة قدراتها المالية والبشرية والعسكرية،وانخفاض مستوي التنسيق والتعاون فيما بينها.
- اصبحت الجبهة الكوردستانية ادارة الامر الواقع تتعدة مراكز القرار فيها لغاية الانتخابات عام 1992.
سوف نخصص موضوع خاص لما بعد انتخابات عام 1992.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين