الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس جمهورية ينتظر راتبه ليحقق طلب طفل

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


رئيس جمهورية ينتظر راتبه ليحقق طلب طفل
تميز جميع رؤساء الفترة الجمهورية ومنذ تأسيسها بنزاهتهم ونظافه اياديهم وبياض قلوبهم وعظم الواعز الانساني والوظيفي لديهم ,يحكمهم في عدم تصرفهم بأموال الدولة القانون ومن قبلها ضميرهم واخلاقهم , بطل القصة هو الرئيس عبدالسلام عارف وطفل اسمه لؤي كانت تربط ابيه وعبدالسلام عارف علاقة صداقة وجوار منذ اربعينيات القرن المنصرم .
في يوم بغدادي صيفي قائض كان الاطفال لؤي عبدالمجيد ومحمد ومحمود عبدالسلام ولدى الرئيس التوأم يلعبون في حديقة منزل الرئيس عبدالسلام في منطقة الاعظمية وحصل شجار بين الاطفال الثلاثة حول دراجة هوائية "بايسكل ابو ثلاث چروخ وزنچيل وهذا النوع كان غالي جداً بل ونادر في العراق" وعلا صراخهم لدرجة انه جعل الرئيس يستيقظ من النوم حيث انه يحب اخذ "قيلولة" قسط من الراحة وقت الظهيرة كـعادة اغلب العراقيين , وخرج الى حديقة المنزل مستفسراً من الاطفال عن سبب الخلاف والصراخ
فاسرع لؤي بالاجابة قائلاً : عمو ولدك ميخلوني اصعد بالبايسكل
فأجابه عبدالسلام :ميخالف عمو عوفهم لخاطري واني اشتريلك بايسكل بعدين
لؤي مستفسراً : ليش بعدين
عبدالسلام : من استلم راتب
لؤي : شنو يعني ليش ماعندك فلوس
فضحك عبدالسلام واجاب : اي ماعندي لانه بـ 15 دينار
لؤي متعجباً : رئيس وماعندك فلوس
هنا انفجر عبدالسلام ضاحكاً واجاب : ليش اني مثل ابوك مقاول وجيبه ميخلا من الفلوس , الدولة مو مال ابويه , بابا اني موظف وعايش على الراتب
لؤي : ماشي عمو بس مو تنسى
اجاب عبد السلام وعليه نفس الضحكة : لا ما انسى , تعال ادخل دا انطيك فد شي حلو
لؤي : حاضر عمو
عبدالسلام : هاك هاي حلويات سورية بكل فلوس ابوك متكدر تشتري منها
لؤي : شكرا عمو
يقول لؤي بان الرئيس الراحل اهداه علبة حلويات خشبية سورية المنشأ فعلا لم يذق مثلها .
بعد عدة ايام طرق باب دار السيد عبدالمجيد ابو لؤي مسؤول حماية الرئيس النقيب شهاب ومعه جندي وسيارة جيب فيها صندوق , فخرج لهم لؤي وسلم على شهاب حيث كان يعرفه سابقا بسبب عمله مع الرئيس ولكون زوجته مديرة المدرسة التي يدرس فيها لؤي
قال شهاب لـ لؤي: تعال عمو اخذ هذا الصندوك
لؤي : شبيه هذا الصندوك عمو
شهاب : بايسكل هدية من عمك ابو احمد
مع ان للرئيس صلاحية بصرف اي مبلغ ضمن تخصيصات النثرية وليس ملزم بتقديم فواتير او قوائم او بيان الصرف او حتى تبويب المبلغ لكنه كان يعتبر نفسه امينناً على هذه الاموال كـحال اي موظف اخر في الدولة , هكذا كانوا يحافظون على اموال الدولة وممتلكاتها وعلى هيبة الموظف وقدسية العمل العام وحرمة المساس بمصالح الناس .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص