الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الأشقاء في السعودية والإمارات

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2017 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أتمنى أن لا ينسى الأشقاء في التحالف وفي مقدمتهم السعودية والإمارات أن شخصية الإنسان وقناعته تتشكل تباعا لمنظومة التعليم والسلوك والقيم للمجتمع الذي يعيش فيه , وهذا المفهوم ينطبق على رجال الدولة والنخبة الشمالية والجنوبية , التي على علاقة بالتحالف في الوقت الحاضر وتشاركه بإدارة شؤون المناطق المحررة في الداخل والخارج , وكذلك أحب أن اذكر الأشقاء في التحالف , بأن هؤلاء القادة والنخبة ليسوا من أصول اسكندنافية , والبعض منهم من بقايا نظام سياسي سابق فاشل بامتياز , و تعبير عن شرخ عميق لدولة مزقتها الحروب والفساد والإرهاب والقبلية.
الأشقاء في السعودية والإمارات , لقد تشكل الوعي المجتمعي شمالاً وجنوباً قبل وبعد نيل الحرية من العبودية الأمامية والاستعمار البريطاني في ظروف مختلفة وغير متشابهه قبل الوحدة , صاحبتها متغيرات أبطأت عملية التنمية والتطور و على رأسها الانقلابات , التي جلبت الدمار والفقر وأوقفت تطور مسار التعليم والتنمية في كثير من مناطق الطرفين , ثم جاءت الوحدة واستبشر السكان في الدولتين خيراً , وتفاءلوا في تبادل بقايا الوعي والثقافة الايجابية هنا وهناك, وتفاءلوا في إمكانية انطلاق مشاريع هامة تحسن ظروف المواطنين شمالاً وجنوباً وخاصة في مجال التعليم والصحة وتمويل مشاريع مدرة للدخل لإخراجهم من وضعية الفقر, ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث سقطت دولة الوحدة في براثن فساد جديد , خليط مكون من نخب شمالية أكثرية وأقلية جنوبية يحكمهم فرد هدفه تحصين حكمه أطول فترة ممكنه, هذا الخليط من الفساد الشديد التخلف والفساد ساهم في نشر تعاليم وظواهر وسلوكيات خطرة على المجتمع و وعيه تمثلت في الإرهاب والرشوة , واستغلال النفوذ واختلاس وتبديد ألمال العام .
الأشقاء في السعودية والإمارات في الوقت الراهن نرجو منكم التركيز أكثر في المناطق المحررة على البناء التعليمي التربوي والنفسي للفرد و إضفاء الطابع الإنساني على التعليم , لان هذا يعني توجيه اهتمام أكبر إلى مصالح الفرد واحتياجاته وتنميته الأخلاقية , وذلك عبر مواصلة عملية ترميم روض الأطفال والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات وإمدادها بكتب التعليم الحديث واستبدال تدريجي لعناصر الوعي الاجتماعي القديم الحامل لفيروس الفساد , بشباب متعلم نظيف بعد خضوعهم لامتحان الكفاءة والنزاهة , للنهوض بمجتمع لازال غالبيته يتميز بسلوك يخالف العقل والمنطق وينتهك إلى حد كبير المسار الطبيعي للحقوق والعمليات الإنسانية , ويؤمن بعلو عشبه القات على الإنسان , والقبيلة على الدولة والوطن , والشيخ فوق الجميع والقانون .

الأشقاء في الإمارات والسعودية الغالبية هنا , بسبب قلة التعليم والوعي و الفساد والفقر , لا تعرف أن الفرد يدخل في نظام التعليم من بعد الولادة , و المرحلة الأولى تبدءا من روضة الأطفال ومعلميها ,لأنهم الحلقة الأولى بعد العائلة في التربية وفي زرع المفاهيم الأساسية, التي يتعلم فيها الطفل أن يعتقد أنه ليس سوى جزء من هذا العالم الكبير , حيث يجب على المرء أن يتصرف بطريقة معينة والتكيف مع الجماعية والتطور كشخص منفرد , وهذا المفهوم كان منتشر في كل دول العالم إلا هنا , فبعد الوحدة قام رجال الفساد بتحويل مؤسسة التعليم إلى مؤسسة فيد , نافست الجيش في أعداد الجهلة من حملة الشهادات و نافست المؤسسة الاقتصادية والنفط والغاز والموانئ في شفط الموارد , , كما ساهمت سياسة أللامبالاة لمؤسسة التعليم تجاه محاربة آفة الفكر المتطرف في تعزيز مفهوم الإرهاب الديني وقتال الدولة والأخوة و المرأة عورة في كل شيء ,حتى في شربها للماء واكلها للغذاء وتنفسها للأكسجين.

الأشقاء في الإمارات والسعودية جميعكم تعلمون أن التعليم يشكل جزء من عملية التنشئة الاجتماعية للفرد وناقل للخبرات المتراكمة والمعرفة إلى الأجيال اللاحقة , التي تنفذ في إطار المؤسسات الاجتماعية ذات الصلة , وكان القرن العشرين نقطة تحول كبير في تطوير النظام التعليمي , وكنتم انتم جزء من طفرة التحول الايجابي للتعليم في القرن الماضي والحالي , والتي بفضلها انتقلتم إلى مصاف الدول المتقدمة , وبفضل زيادة التعليم ومواكبة تطورات العصر برز لديكم جيل محلي وطني ومتعلم و واعي يعمل دائماً من اجل بلده و يوسع أهداف التعليم الإنساني والتطور التكنولوجي له وللأجيال القادمة لأنه يفهم , أن الإنسان هو القيمة العليا والثروة الرئيسية للمجتمع , ولهذا أخوتنا الكرام نريد منكم نقل بداياتكم والانطلاقة لنا فالجذور العلمية والمدنية موجودة وباقية لدينا, نحن نريد تكثيف مساعدتكم في قطاع التعليم للخروج من مستنقع التخلف والعنف , الذي أسقطونا فيه قادة ونخبة أكثرها غير متعلمة , بسببها شعرت بالاشمئزاز عند تناولت هذا الموضوع , وما كتبته إلا صورة تقريبية من حوارات المواطن البسيط الوطني , وسؤال يحيره دائماً لماذا فشلنا فيما نجح فيه الجيران ؟ .

د/ مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا