الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول زيارة الرئيس كير الى الخرطوم

كور متيوك

2017 / 11 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


ملاحظات حول زيارة الرئيس كير الى الخرطوم
كور متيوك
[email protected]
شكلت زيارة الرئيس كير الى الخرطوم في الاسبوع الماضي حدثا بارزا ، في علاقات البلدين ، تلك الزيارة التي تاجلت عدة مرات لاسباب غير معروفة وربما الامر متعلق باستمرار النقاش بين مسؤولي البلدين حول القضايا التي يفترض أن يتناولها القمة بين الرئيسين والاولويات بالنسبة لكل طرف ، وغالبا ما تركز جوبا على القضايا الاقتصادية مثل انتاج وتصدير النفط والتجارة الحدودية وفتح المعابر وغيرها بينما الخرطوم تركز على القضايا الامنية مثل الحركات المسلحة و دعم جوبا لهذه المجموعات المتمردة وغالباً ما تردد الخرطوم اتهاماتها بشان دعم هذه الحركات واتهمتها ايضا في الليلة التي وصل فيها الرئيس كير الى الخرطوم .
بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين هنالك التزاماتات داخلية كبيرة ملقاة على عاتق الرئيسين في البلدين خاصة جنوب السودان التي تشهد حالة حراك سياسي كبير هذه الايام ، حيث تقوم لجنة كونت للحوار الوطني بمشاورات واسعة بهدف الخروج برؤية واضحة حول مستقبل عملية السلام في البلاد ، الاتفاقية الذي تم التوقيع عليه في اديس ابابا في اغسطس 2015م شابتها الكثير من الشكوك حول مدى جدية الاطراف في تطبيق هذه الاتفاقية وبعد سنتين من التوقيع عليها لا يشارك القادة الثلاثة الموقعين على هذه الاتفاقية في الحكومة و الرئيس كير يامل بان تخرج لجنة الحوار الوطني بمخرجات سياسية تضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية اكثر تماسكا ومقبولية من جانب المجتمع الدولي وكانت السفيرة الأمريكية في الامم المتحدة ومبعوثة الرئيس ترامب قد كشفت اثناء زيارتها للبلاد بان الادارة الأمريكية فقدت الثقة في الحكومة ، الرئيس يجري مشاورات داخلية و خارجية واسعة لتشكيل الحكومة القادمة بعد ان تنتهي اجل هذه الحكومة والتي اقتربت من نهاياتها وتاثير الخرطوم على جوبا كبير .
امال كثيرة علقت على هذه القمة رغم انها ليست الأولى لكن الامال ظلت معقودة دائما بان تضع حد لحالة العداء التي تميز علاقات البلدين والتي تنعكس على المواطنين في كلا الدولتين امنيا واقتصاديا ، وكما توقع المراقبين فأن الزيارة هي مجرد زيارة علاقات عامة وعادية لكنها تمت في ظروف استثنائية بالنسبة للسودان وذلك بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها وهذا يعني أن الاقتصاد السوداني سينتعش و الدور الاقليمي للسودان ستزداد و تتعاظم تاثيرها في مسار عملية السلام في جنوب السودان ، الرئيس كير في زيارته الى السودان كانت تثقل كاهله العديد من الملفات والهموم مثل تزايد الضغوطات الامريكية عليه والوضع السياسي الداخلي الهش ، لذلك اعتقد أنه لم يتوقع أيضا الكثير من هذه الزيارة لكنه اراد أن يكون قريبا من السودان والرئيس البشير والحكومة السودانية حتى يظل حاضرا في ذهنية مخططي السياسة الخارجية السودانية التي تركز دورها في دعم الحركات المسلحة المتمردة على جوبا .
زيارة الرئيس كير الى الخرطوم شابتها بعض الشوائب التي اكدت بان الزيارة لم تمكن الطرفين من إزالة العوائق التي تعترض تحسين العلاقات وأن التحضير الكبير الذي سبق الزيارة اصطدمت بالخطوط الحمراء الذي يرسمه الطرف الاخر ولقد وضح هذا في المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين حيث اتهم الرئيس كير السودان وحكومته بدعم التمرد والحرب في جنوب السودان وقال : " إن كان هناك شخص يمكن أن يتهم الاخر ، فأنا يمكنني أن اتهم السودان " و اكد أن السودان هو حاليا مصدر السلاح الذي ياتي لجنوب السودان ويخلق المشكلات ، وأنهم يعرفون المتمردين المتواجدين في الخرطوم بالأسماء وحتى اماكن سكنهم ؛ وكان الرئيس البشير قد سبق نظيره في الحديث الذي اكد فيه اتفاقهم على رعاية المصالح المشتركة بين البلدين مؤكدا وجود إرادة سياسية قوية لدى الطرفين للمضى قدما في هذه العلاقة ، وكان وزير الدولة بوزارة الدفاع السودانية قد اثنى في بيان له امام البرلمان في يوم وصول الرئيس كير الى الخرطوم على جهود الجيش السوداني في ما وصفه بالتصدي لجميع فلول التمرد القادمة من جنوب السودان وليبيا .
وفي المؤتمر الصحفي اكد الرئيس كير بانهم لا يدعمون اي جماعات سودانية مسلحة وأن الوضع الاقتصادي لا يسمح بذلك ولقد رأت الصحافة و الاعلام السوداني أن هذا يتناقض مع تصريحات سابقة للنائب الاول تعبان دينق قاي الذي اشار بانهم اقترحوا للجيش السوداني ملاحقة المتمردين داخل اراضي جنوب السودان وانهم يراجعون ملف بنك الجبال لوجود ادلة تؤكد أن لها علاقة بقطاع الشمال . ولقد حدث خطأ بروتكولي جعل الضيف يختم المؤتمر الصحفي بدلا عن المضيف ، اضافة للاخطاء البروتكولية يمكن ملاحظة أن الطرفين لم يكونوا على اتم الجاهزية لإتمام هذه الزيارة و ربما هنالك جهات دولية ضغطت وارادت منهم اتخاذ خطوات اكبر في مسار علاقات البلدين وتقريب وجهات النظر وقد تكون هذه الجهة هي الولايات المتحدة .
إن الاتهامات المباشرة الذي وجهه الرئيس كير الى السودان بتمويل الحرب في جنوب السودان كان غير دليل بأن المحادثات قد فشلت وانها لم تكن سهلة وهذا إنعكس على المؤتمر الصحفي ، و يشير إتهام الرئيس كير للخرطوم بدعم التمرد بأن الطرفين ما زالا بعيدين كل البعد من اقامة علاقات استراتيجية تحقق الرفاهية والتنمية في كلا الدولتين ، كمآ أن مستوى التنظيم الذي كان سيئا رغم ما تتمتع به السودان من خبرة طويلة في تنظيم مثل هذه الزيارات والمؤتمرات الدولية يؤكد بانها لم تكن مستعدة ايضا لإتمام هذه الزيارة ، رغم كل هذا التباعد بين الجانبين والملفات العالقة غير أن الحكومتين بحاجة إلى تبادل الزيارات من وقت الى اخر لتقريب وجهات النظر وتحسين العلاقات على المدى الطويل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية