الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ولادة يوحنا تسبق ولادة يسوع في الرواية الانجيلية وما علاقتها بالانقلاب الصيفي :

هرمس مثلث العظمة

2017 / 11 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هنالك ظاهرتان في العهد الجديد تحدّدان مسار الحوادث في الأناجيل،(هما الانقلاب الشتوي متمثلا بمولد يسوع في الخامس والعشرين من ديسمبر والانقلاب الصيفي متمثلا بمولد يوحنا المعمدان في الرابع والعشرين من حزيران
في كلّ سنةٍ تدخل الشمس منطقة السرطان . تقريبا من 21 حزيران إلى 22 تموز، يرمز لها بالسرطان لأن مشيته تدلّ على زحفه للخلف، هذا ما يطلق عليه الانقلاب الصيفي، حيث تبدأ الشمس في فقدان قوتها، تجفّ المحاصيل، تذبل النباتات، وكأنها تتراجع عائدةً إلى أمّها الأرض، حيث تكون الأرض بموقعٍ بعيدٍ عن الشمس، لكن تضرب أشعة الشمس محور الكرة الشمالي للأرض بزوايا قائمةٍ تقريباً. لذلك تصوّر الشمس على أنها رجلٌ قويٌّ ذو لحيةٍ كثيفةٍ ناضجٍ، بادئةٌ مشوارها في رحلة وصولها إلى الشيخوخة في الاعتدال الخريفي، حيث تصوّر الشمس على أنها رجلٌ هرمٌ يسعى لحتفه مع ظهرٍه المنحني ، بذلك تبدأ الشمس بفقدان قوتها والتراجع، وهو ما يشير إلى (النقص الحاصل في حيويتها) وصولاً لما قبل الانقلاب الشتوي حيث توضع على الصليب في بين الثاني والعشرين من ديسمبر إلى الرابع والعشرين منه (ثلاثة أيامٍ على الصليب) لتولد من جديد في الخامس والعشرين من الشهر نفسه (الانقلاب الشتوي) ويترافق ذلك مع مراسم احتفال ساتورن (الإله زحل) .

وذلك الاحتفال (ساتورن) يُعدّ له منذ ليلة السابع عشر من ديسمبر إلى الخامس والعشرين منه، ليصبح على نحو مشابهٍ يحاكي ولادة الشمس (وذلك طبعا قبل المسيحية)، حيث تسمّى ليلة الميلاد فيكون بذلك ميلاد الشمس في الانقلاب الشتوي، فتبدأ بـ استعادة طاقتها وحيويتها (الازدياد) أي وفق خطّ سيرٍ يوصلنا إلى مرحلة الاعتدال الربيعي، حيث تكون الشمس في أبهى حلّةٍ في مملكتها السماوية، وهو ما يذكّرنا بما قاله يوحنا عن قدوم المسيح: ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص (إنجيل يوحنا الإصحاح 3 العدد 30 )
ذلك يمنحنا إشارةٌ إلى أن يوحنا قد ولد قبل يسوع بستة أشهرٍ في الانقلاب الصيفي، حيث تبدأ الشمس في فقدان قوتها، وهو ما أشار إليه يوحنا (أنه ينقص) وتكون ولادة يسوع أو علامة مقدمه دلالةً على الزيادة، وهو ما يشير إلى (ينبغي أن ذلك يزيد) وذلك من خلال ولادة الشمس في الخامس والعشرين من ديسمبر التي تبدأ بالزيادة، حيث تكون الأرض في الانقلاب الشتوي في أقرب نقطةٍ إلى الشمس، حيث تبدأ بسقوط أشعة الشمس الجالبة للدفء والأمان والطعام في نصف الكرة الشمالي، تسمى الليلة بين 24 ديسمبر و 25 منه بالليلة المقدسة .
يسوع ويوحنا شخصيات مثيلوجية شمسية :

دعونا نعود بالزمن لنستذكر معاً ديانة تلك الفترة، ونرى السلطة الزمنية المتحكّمة بذلك العهد، بمعنى أخر نطلع على التأثيرات الثقافية التي قد تشكل أرضية خصبة للثقافة الجديدة (المسيحية ) وبعد مطالعة قصيرة بين ثنايا تلك الحقبة ، سنُعرف تلك الحقبة على انها حقبة الإمبراطورية الرومانية (المقدّسة لاحقاً) وسلطتها الزمنية، وبالتالي لا بد من الثقافة المسيحية وكما رأينا سابقا ( من خلال أوانيس ) قد أعادت صياغة بعض الشخصيات بما يتلائم مع مصالحها ، وقامت باخراجها وفقا لنط السيناريو الذي تقتضيه تلك الحقبة ولما لها من تأثر بـ ثقافة ذلك العصر ( من المعلوم أن كل ديانة تنتصر على ما قبلها فلا بد لها من الاقتراض من سابقتها ومن ثم تنسب ما اقترضته لنفسها ) ولذلك لا بد لنا من إعادة إحياء النموذج للشخصية لنعرف الظروف التي قادت إلى بنائها من جديد ، وهنا كما أسلفنا سابقا وجدنا بأن يوحنا شخصية مسيحية ولكن القصد منه هو إحياء بعض من خصائص يانوس في شخصيته الجديد ، و نعود نطرح جانب لم نجده في جانب بطرس ، وإنما وجدناه من جوانب شخصية يوحنا، أي بصيغةٍ مختلفةٍ عما طرحناه سابقا (لكي لايحدث لبس لدى القارئ فالجانب الاسطوري للنموذج المستحدث من المحتمل أن يضم في إيدلوجيته الجديدة جوانب متعددة من نماذج أصلية سابقة له وهذا لما تتطلبه الضرورة التي تحاكي الثقافة والتي في في طور النضج ويانوس خير مثال ) ، ونحاول إسقاطها برموزها ومكوناتها المعرفية الموجودة لدينا لنطابقها مع ما لدينا من طرحٍ، لعلنا وعسى نصل إلى استنتاجٍ مقنعٍ لجميع الأطراف، وإن لم نكتفِ قمنا بإضافة مثالٍ آخرَ، نعتمد أسلوب التداخلية النصية بين إنجيل لوقا والأساطير التي أدت إلى بلورة تلك الأسطر والقصة بين طيّات إنجيل لوقا .

الإله الروماني يانوس ذي الوجهين عرفت أمه باسم حنة أو أناة، وهو يشير إلى عيدٍ روماني يمثّل دورة الشمس السنوية ويعني بداية السنة، قد نجد ذكراً لحادثةٍ مهمةٍ متعلقةٍ بذلك الاسم قد تمّ ذكره من قبل لوقا، ولم يوضح السبب الحقيقي والدافع من ورائه، وقد تكتشف ذلك من خلال قراءتك للأسطر القليلة القادمة، وهو ذكر للنبية حنة (أناة) ومخاطبتها للجموع عن قرب الافتداء :

" و كانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير، وهي متقدمةٌ في أيامٍ كثيرةٍ قد عاشت مع زوج سبع سنينٍ بعد بكوريتها، فهي في تلك الساعة وقفت تسبّح الرب، وتكلّمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم "
وأم العذراء مريم وفقاً لأبروكريفا اسمها "حنة" . بل هنالك من يقول إن سارة زوجة إبراهيم التي وُعِدَت بولادةٍ إعجازيةٍ هي الأخرى من أسمائها " حنة " . هنالك قصّةٌ قبل المسيحية (أغلب الظنّ انه تمّ تبنيها لتصبح القصّة الرسمية له) حنة أو آناة أو السنة ، كانت أمّاً لــ ماريا أو مايا، حيث إن مايا أيضاً هو أول أشهر السنة. فهنالك آناة محددة (والدة الاله أونانيس) التي نالت ولادةً إعجازيةً فوق طبيعيةٍ ، في عمرٍ متقدّمٍ، وأنجبت ولداً كان اسمه يوحنا (كما نلفظه)، يوحنان، أو أونانيس، لقد ولد في الانقلاب الصيفي، بالضبط قبل ستة أشهر من ولادة ابن ماريا. وبالتالي قد يكون ذلك الذي حذا بيوحنا في إنجيله محاكياً الإشارات الفلكية للبروج ناقلاً عن لسان يوحنا المعمدان " ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا انقص". ولدينا قصة ولادة شمشون الولادة الإعجازية من امرأةٍ اسمها حنة في عمرٍ متقدّمٍ . فيقول هازيلريج بهذا الصدد :
" إن تأكيد يوحنا على أن الطفل يسوع يجب أن يزيد ، ولكن أنا يجب أن انقص ، فهو متوافق مع حقيقة أن يوحنا المعمدان تمت ولادته في 24 حزيران ، وذلك عندما كانت الشمس تصل إلى أعلى ارتفاع لها وبالتالي تبدأ بالميلان نحو الانخفاض ( النقصان ) ، ويسوع المولود في 25 ديسمبر ، وذلك لدى اكمال الشمس أول درجة من صعودها ( الازدياد ) ومن هنالك تبدأ رحلتها إلى الصحراء ( شهر الشتاء ) . "

ملخص :
قد يكون يسوع ويوحنا المعمدان الوجهان للإله يانوس مكمّلان لبعضهما البعض، حيث نجد أن اسم المخلص الهندي " يان –إيسا/عيسى ".
فلقد أتى يسوع في يوم 25 آذار إلى مجده في يوم الاعتدال الربيعي، في لحظة كان نسبيةً في الاعتدال الخريفي، يسوع يزداد، يوحنا ينقص. بذلك فإن الاعتدالات والانقلابات تعطينا تحديداً أو علامةً لولادة وموت يوحنا المعمدان ويسوع على حدّ سواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا


.. #shorts -21- Baqarah




.. #shorts - 22- Baqarah