الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاولويات الحربية للقوات المسلحة الروسية

جورج حداد

2017 / 11 / 6
الارهاب, الحرب والسلام



إعداد: جورج حداد*

اعلنت قيادة وزارة الدفاع الروسية أن تطوير القوات النووية الاستراتيجية والأسلحة عالية الدقة ستكون لها الأولوية في برنامج الدولة للتسلح للفترة 2018-2025.
وقال نائب وزير الدفاع، يوري بوريسوف، في مقابلة مع جريدة "المراسل الصناعي ـ الحربي"، إن القوات النووية هي الرادع الرئيسي للعدوان المفترض ضد روسيا.
وحسب تعبيره "ان درعنا الصاروخية ـ النووية يجب ان تكون موثوقا بها حتى لا يكون لدى احد مجرد فكرة لتجربتنا في القوة".
واضاف بوريسوف ايضا ان الاسلحة عالية الدقة بدأت تلعب دورا متزايدا في الصراعات الاقليمية المعاصرة. واعرب عن ثقته انه بحلول عام 2025 - 2026 ستظهر في روسيا انواع جديدة من الاسلحة، من شأنها ان تحدث تغييرات جدية في استراتيجية وتكتيكات المعارك.
وكما ذكرت سابقا الجريدة الالكترونية Pravda.Ru، فإن الصواريخ الباليستية ذاتها العابرة للقارات ستكون قادرة، وفقا لتقديرات الخبراء، على نقل رأس حربي منفصل يصل وزنه إلى 10 اطنان إلى أي مكان في العالم، سواء من خلال القطب الشمالي او الجنوبي. وبالمناسبة، تشمل عملية النقل القدرة على التفوق على خطط نشر نظام الدفاع الجوي الأميركي العالمي.
وبالاضافة الى ذلك فإن هذا الطراز الجديد من الصواريخ المسمى "سارمات" يمكن ان يستخدم كحامل لاجسام فرصوتية (اي تتجاوز سرعتها اضعافا سرعة الصوت). منها على سبيل المثال، الطائرة التي كانت في الصحافة تسمى "الجسم 4202". وصاروخ "سارمات" ينبغي ان يحل محل منظومة صاروخ "فويفودا" (المعروف حسب تصنيف الناتو باسم SS-18 "ساتانا") الذي اعتمد سنة 1988. وكان قد تم تمديد اعتمادات هذا الصاروخ عدة مرات. ولكن من المستحيل القيام بذلك إلى أجل غير مسمى، بطبيعة الحال.
وبالإضافة إلى ذلك، يجري البحث في امكانيات حل المهام الجديدة لقوات الصواريخ الستراتيجية لروسيا. على سبيل المثال، كيفية الرد على المفهوم الأميركي للضربة الفورية العالمية بالاسلحة التقليدية. فالصواريخ الضخمة الستراتيجية عابرة القارات يمكن تحميلها بوسائل قتالية عالية الدقة ذات متفجرات تقليدية.
ونذكر انه في وقت سابق اشار وزير الدفاع الروسي، سيرغيي شويغو، الى انه فى المستقبل قد تتوقف الاسلحة النووية عن ان تكون عامل الردع الستراتيجي. وهي يمكن استبدالها بألاسلحة الكلاسيكية عالية الدقة.
وقبل بضعة ايام شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجراء مناورات تدريبية لادارة القوات الصاروخية النووية الستراتيجية، حيث ضغط هو بنفسه على ازرار اطلاق الصواريخ اثناء المناورات. وكان لهذه المناورات انطباع مؤثر خاص، اذ انه تم اطلاق اربعة صواريخ باليستية عابرة للقارات، في حين قامت الطائرات بعيدة المدى بإطلاق الصواريخ المجنحة. وبطبيعة الحال، فإن مثل هذا النطاق الواسع للمناورات لا بد ان يوحي بنوع من الرسالة إلى "الشركاء" الذين تنتابهم هستيريا مستمرة حول "التدخل الروسي".
هل سيكون لذلك تأثير "مهدئ"؟
هذا هو المتوقع. وعلى اية حال يجدر البحث عن مغزى ضمني لهذا الحدث؟
وكان الناطق الصحفي الرسمي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، قد صرح ان الرئيس فلاديمير بوتين اطلق شخصيا الاربعة الصواريخ الباليستية. واعلن انه تم خلال هذه المناورات "التنسيق بين القوات الصاروخية الستراتيجية والغواصات النووية في بحر الشمال والمحيط الهادئ والطائرات بعيدة المدى للقوات الجوية الروسية".
ومن جهة اخرى ففي الآونة الأخيرة، وجهت القوات المسلحة الروسية ضربة جديدة بالصواريخ المجنحة ضد أهداف للارهابيين في الأراضي السورية. وقد تم اطلاق الصواريخ من على متن الطراد الروسي "الاميرال أسين" والغواصة "كراسنودار".
وقبل ذلك كانت البحرية الروسية قد اطلقت صواريخ مجنحة ضد الارهابيين في سوريا من بحر قزوين. والاهمية الخاصة للضربة الجديدة هي انها انطلقت من البحر الابيض المتوسط، اذ ارادت روسيا ان تفهم الغرب انها "موجودة" في المتوسط بالسفن الحربية السطحية والغواصات على السواء. وان هذه القوات تمتلك الاسلحة اللازمة لكل الظروف وقواعد الاشتباك. وعلاوة على ذلك، فإن وجود الغواصات المستخدمة في المتوسط يعني وجود القاعدة او القواعد لتأمين الاحتياجات التسليحية واللوجستية لهذه الغواصات في نطاق البحر الابيض المتوسط. ويحمل ذلك في طياته رسالة الى الكتلة الغربية والارهابيين من جميع الانتماءات ان روسيا قادرة على تحقيق المهام التنفيذية القتالية في أي مكان من بحار ومحيطات العالم.
وهذا الامر هو ذو اهمية راهنة خاصة، اذ ان المشكلة الليبية لا تزال تتفاقم. ومنذ امد قصير تعرضت مصر لهجمات ارهابية مؤثرة. واضطرت مصر لشن غارات ضد الارهابيين على الاراضي الليبية. والان تبرهن روسيا انه اذا اقتضت الضرورة فإنها قادرة على المشاركة في حل مشكلة الارهابيين على الارض الليبية.
كما ان هذه العملية لها اهمية خاصة بالنسبة للاوضاع المتوترة في البلقان، خصوصا في مسألة النزاع بين صربيا وكوسوفو التي تحولت الى قاعدة للناتو، والاوضاع المضطربة في مقدونيا التي تخطط الكتلة الغربية لألبنتها او تقسيمها. وتعمل الكتلة الغربية على تفجير الاوضاع في البلقان كله، وهذا أمر مثير للقلق. ولذلك فإن هذا النوع من العمليات للجيش الروسي ربما يجد تأثيره على عقول اولئك الستراتيجيين الغربيين الذين يرغبون في تكرار سيناريو حرب البلقان، أي حرب الجميع ضد الجميع.
وروسيا اليوم تستخدم بسهولة مضائق البوسفور والدردنيل بالرغم من ان تركيا هي عضو في حلف الناتو الا انها في الوقت ذاتها تبحث عن مصالحها الخاصة وامنها الخاص وهو ما توفره لها روسيا.
واخيرا فإن الضربة الصاروخية من البحر الابيض المتوسط هي رسالة من روسيا الى جبهة الارهابيين والكتلة الغربية التي ينبغي ان تفهم مغزى هذه الرسالة بشكل صحيح**.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل

**تم إعداد هذا التحقيق بالاستناد الى المعلومات الواردة في الصحافة الروسية.




سارمات


محطة للصواريخ الستراتيجية




البحرية الحربية الروسية جاهزة في كل بحار العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة