الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقالة الحريري: هل هي (كلمة السر) لحدث كبير على الأبواب؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2017 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


هناك عدة مؤشرات تؤشر لحدث كبير يقف على أبواب منطقتنا العربية وربما يهزها هزاً عنيفاً، وقد يغير جميع معادلاتها الحالية ويسقط أوراقها وأثمارها المتبقية على شجرة حياتنا، والمعلقة بين أرضنا وسمائنا العربية منذ أكثر من ربع قرن من الزمان!!
وجميع هذه المؤشرات تؤشر باتجاه المملكة السعودية وتقول:
بأن السعودية هي الطرف الذي سيبدو مركزاً لهذه الأحداث القادمة، لكن ليس هو الطرف الصانع لهذه الأحداث، إنما هو كديناصور أو خرتيت كبير يتدحرج فوق الأحدث، أو يدفع إليها دفعاً من قبل قوة خارجية قاهرة لا قبل له بردها أو دفعها ولا قبل له بفهمها، إلا وفق مفاهيم القرون الوسطى التي يفهمها "طويل العمر" على طريقته الخاصة "بكرم حاتمي" أحياناً، وعلى طريقة التاجر " شايلوك " في أغلب الأحيان!!
وليس هناك صعوبة كبيرة اليوم في تحديد اتجاهات هذه المؤشرات الكثيرة، خصوصا بعد أن انقسم وطننا أو عالمنا العربي إلى (فسطاطين!) كبيرين: فسطاط إمبريالي أمريكي صهيوني رجعي عربي .. وفسطاط وطني تحرري ممانع ومقاوم ويضم بين حناياه إيديولوجيات تبدو متضاربة ومتناقضة مع بعضها، لأكنها متفقة مع بعضها على الهدف الكبير..وهذه هي أهم صفات القوى والجبهات العريضة المنتمية لــ "مرحلة التحرر الوطني" والعاملة في إطارها: سواء بوعي أو بدون وعي منها بهذه الحقيقة!!
وهذه المؤشرات جميعها تؤشر بوضوح باتجاه هذين الفسطاطين المتقابلين والمتقاتلين وجهاً لوجه.. وبالنيابة دائماً!!
وتنقسم هذه المؤشرات بانقسامهما إلى قسمين:
قسم منها: سريعة ومستعجلة كاستقالة الحريري وإقالة أمراء ووزراء سعوديين، ويدخل ضمنها تحذير دول الخليج ومنع البحرين لمواطنيهم من المرور أو المكوث في لبنان!.
والقسم الآخر منها: مؤشرات ترتبط بها وتبدو ـ المستعجلة منها ـ وكأنها مقدمات لها، لكن يراد لها أن تبدو للطرف الآخر وكأنها بعيدة ومؤجلة في الوقت الحاضر!!
****
فاستقالة الحريري ومنع أو تحذير المواطنين الخليجيين من المكوث في لبنان، المقصود به إحداث أزمة سياسية واقتصادية مزدوجة في لبنان بشكل متزامن وسريع، لتؤثر بلبنان تأثيراً مباشراً وتغير قناعات بعض اللبنانيين، وتدخلهم في دوامة من صراعات لا تنتهي، وربما تسحبهم إلى حرب أو شبه حرب أهليه!!
ووضع لبنان وسط هذه (الأزمة المزدوجة) وبهذه الصورة المُكَبَرْة جداً، المقصود منها حرف الأنظار عن جغرافية الحدث الأكبر، والتي يراد لها أن تكون ساحته الكبرى القادمة!!

فاستقالة الحريري في الحقيقة كانت غريبة ومفاجئة ودون سابق إنذار :
غريبة ومفاجئة: لأنها جاءت بصورة لم يتوقعها أحد ودون مؤشرات سابقة تدل عليها.. وبدت وكأنها قضية سعودية ملحقة بإقالة الوزراء والأمراء السعوديين وليس شأناً لبنانياً داخلياً بحتاً، لأنها لم تقدم بالطرق المتعارف عليها في جميع بلدان العالم.. إنما قدمت من خارج الوطن وبصورة قريبة الشبه بما كانت تفرضه الدول الاستعمارية على المحميات الواقعة تحت حمايتها، وبنفس صورتها البغيضة السابقة التي تقيل بها الوزراء والملوك والرؤساء!.
وإن كان (سعد الحريري) ليس غريباً عن السعودية لأنه يحمل جنسيتها، بالإضافة جنسيته اللبنانية وأخرى فرنسية!!
وهذا ليس غريباً أو مستهجناً اليوم، لأنه صورة مصغرة لعالمنا الذي نعيش فيه!.
لأننا نعيش اليوم عصر الازدواج الشامل مجبرين: ازدواج الجنسية وازدوج الانتماء وازدواج الإيديولوجيات، وازدواج الثقافات، وازدواج حتى الذكورة والأنوثة معاً!!

أما مقتل نائب أمير عسير بحادث طيارة ـ كما أشاعوا ـ وبنفس يوم إقالة الأمراء والوزراء ورجال الأعمال السعوديين، وعلى رأس هئولاء جميعهم (الأمير متعب بن عبد الله) وزير الحرس الوطني السعودي، والذي رددوا أسمه كثيراً في الأناشيد السعودية "يـا بــو مــتــعب ...." لوالده الملك ولمدة عشر سنوات متواصلة!.
فهذه الأحداث السريعة المتشابكة ببعضها ومع بعضها، لها علاقة وثيقة وإن بدت بعيدة بمجرى الأحداث الجارية بسرعة باتجاه الحدث الأكبر الذي يعد له على قدم وساق!.
ولكن جوهر هذه الإجراءات الداخلية منصب كله في مجرى تصفيات شاملة يتخذها ولي العهد ـ وبالأصح الملك الحقيقي ـ على كل معارضيه في العائلة المالكة وخارجها، ليؤمن ظهره إذا ما قرعت القارعة أو وقعت الواقعة، لأنه يعرف جيداً بأن: إذا وقعت هذه الواقعة فــ "ليس لوقعتها دافعة" .. فأمراء (بني سعود) ليسو عائلة صغيرة يمكن احتوائها، إنما هم قبيلة كاملة!!
****
أما الحدث الكبير الذي ـ كما نظن ـ يعد له في الخفاء والعلن .. فيتلخص بالآتـــي:
أن "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي بدأ بتنفيذ فقراته بعد غزو العراق واحتلاله من قبل الأمريكان، ثم وسع إلى مشروع "الشرق الأوسط الكبير" ليشمل إيران وتركيا ودول إسلامية أخرى، بأدوات (غير مباشرة): كالقاعدة وداعش والنصرة وجميع الببغاوات التكفيرية الأخرى قد انتهى مفعوله ومفعولها، وأصبحت عملية تصفية هذه العصابات الدموية، مسألة وقت لا أكثر!.
وعليه فقد سقط المشروعان وخاب الحليفان (الأمريكي والصهيوني) ومعهم (جرذانهم القارضة) في السر، والزاعقة بالعلن!. وقد آن الأوان لظهور الآباء المؤسسين لتلك الزمر الدموية إلى العلن (للعمل المباشر) وقبل فوات الأوان، أو التسليم بانتصار (الفسطاط) الوطني التحرري الممانع المقاوم، والمضاد لـ (فسطاطهم) الإمبريالي الأمريكي الصهيوني الرجعي العربي!!
فكل المؤشرات تشير إلى أن :
جميع هذه الأحداث الجارية بسرعة، جارية نحو ساعة الصفر وساعة الحسم، لأن الكبار يريدون أن يحسمونها بأنفسهم هذه المرة وليس بالوكلاء الصغار، بعد أن سقط جميع وكلائهم الصغار من التكفيريين، والإقليميين المقنعين منهم والسافرين، والظاهريين منهم والمستترين، خصوصاً بعد دخول روسيا إلى ملعب الكبار، الذين يتلاعبون بمصائر الشعوب قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وبعده، فجاءت روسيا لتلعب الدور نفسه وتصحح الأوضاع لمصلحتها، المتفقة مع مصلحة المنطقة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الطرفين!!

وتشير المؤشرات أيضاً إلى أن الحدث الكبير الذي يربض على أبواب منطقتنا التعيسة، يحتمل ثلاث تصورات:
الأول: أن يشن الكيان الصهيوني هجوماً كبيراُ على لبنان، فيضطر حزب الله إلى سحب قواته من سوريا إلى لبنان لمواجهته، فتضعف الجبهة السورية ويستعيد الإرهابيون قوتهم، أو أن تضطر سوريا أو إيران أو كليهما معاً لمواجهة العدوان، فتتدخل الولايات المتحدة إلى جانب الكيان الصهيوني بحججها المعروفة، وربما تتدخل روسيا هي الأخرى إلى جانب حلفائها، فتتحول هذه الأحداث الصغيرة إلى حرب عالمية ثالثة.. وكما تسبب حادث صغير بالحرب العالمية الأولى مثلاً!!
الثاني: أن يهاجم الكيان الصهيوني سوريا مباشرة أو يهاجم قوات حزب الله وحلفاء سوريا في سوريا، فتختلط الأوراق والأحداث والحقائق بالأكاذيب، فتؤدي هي الأخرى إلى نتائج مقاربة لسيناريو التصور الأول!!
الثالث: أن تقوم القوات الجوية الصهيونية بمهاجمة إيران مباشرة، فتضطر إيران إلى الرد فتتدخل الولايات المتحدة أيضاً، ويتحقق تصور سيناريو الأول أيضاً!!
إن كل الذي قلناه كان تصورات وسيناريوهات محتملة، لكنها جميعها، تصورات وسيناريوهات قريبة من الصحة وقريبة من الوقائع الجاثمة على الأرض!!
فالمنطقة حبلى بالأحداث ومليئة بالاحتمالات السيئة.. وكل طرقها كما تشير مجمل الأحداث إلى المواجهة والحسم النهائي .. ومن جانب الطرفين وليس من طرف واحد!!
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE