الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب دين الانسان

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 11 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في عام 1974 كان "مهاتير محمد" ضيف شرف في حفل اﻻنشطة الختامية لمدارس "كوبانج باسو" في ماليزيا وذلك قبل ان يصبح وزيرا للتعليم في السنة التالية ثم رئيسا للوزراء عام 1981 ,قام مهاتير في ذلك الحفل بطرح فكرة عمل مسابقة للمدرسين وليست للطلاب وهي توﺯﻳﻊ ﺑﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ مدرس ، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ بأن يأخذ كل مدرس بالونة وينفخها ومن ثم يرﺑﻄﻬﺎ في رجله، ﻓﻌﻼ‌ً ﻗﺎﻡ ﻛﻞ مدرس ﺑﻨﻔﺦ ﻭﺭﺑﻂ ﺍﻟﺒﺎﻟﻮنة في رجله، ﺟﻤﻊ مهاتير ﺠﻤﻴﻊ المدرسين ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣستديرﺓ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺪﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭ ﺳﺄﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺍلآﻥ ﺑﺤﺴﺎﺏ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ، ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﻛﻞ مدرس ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﺤﺘﻔﻆ ﺑﺒﺎﻟﻮﻧﺘﻪ ﺟﺎﺋﺰﺓ.
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﻫﺠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ الآﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻘﻂ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺤﺘﻔﻆ ﺑﺒﺎﻟﻮﻧﺘﻪ
ﻭﻗﻒ مهاتير ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ ﺍلآﺧﺮ؟
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻭﻗﻒ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺳﻠﺒﻲ ﺿﺪ ﺍلآﺧﺮ ﻟﻨﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮﺍﺋﺰ
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻳﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ الآﺧﺮﻳﻦ.
مع أن ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ متاح للجميع، ﻟﻜﻦ ﻟﻸ‌ﺳﻒ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﺪﻣﻴﺮ الآﺧﺮ ﻭﻫﺪﻣﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﻘﻖ النجاح .
العبرة من هذة التجربة ان اغلبنا لايريد الخير للاخر او يرى ان نجاح الاخر يعني الفشل له واي خير يصيب الاخر يعني ان الشر قد صار من نصيبي , وهذا يعود الى التربية الخاطئة التي تلقيناها في الصغر "اذا مت ظمأناً فلا نزل القطرُ" ولسنا نحن فقط بل على مدى اجيال , لم نتعلم ان "احب لاخيك ما تحب لنفسك" لم نتعلم "اذا فاتك الزاد كول هنيء" لم نتعلم ان الخير للجميع وهو ليس محدد بقيمة حتى اذا اخذ احدنا شيء لم يبقى للاخر نصيب وحتى لو كان فأي خير يصيب جارك يصيبك , بل علمونا ان "الغاية تبرر الوسيلة" وتعلمنا "يتصور الطحان أن القمح إنما ينمو لتشغيل حانوته" وتعلمنا "من بعدي الطوفان" وتعلمنا "اذا اجاك الموت خلي ابنك جوه رجليك" وتعلمنا "دمار العالم و لا خدش في إصبعي" وتعلمنا "كلمن يحود النار لخبزته" وتعلمنا "ان تحرق أصابعك بإطفاء شمعة غيرك" وكانت هذة هي نتيجة ما تعلم اجدادنا وأبائنا وما تعلمناه نحن كان اسوء , كعرب فان اغلبنا مسلمين ومسيحيين والدين المسيحي اتى للعالم وهو يحمل شعلة القيم والتسامح والنضحية والدين الاسلامي اتى بالاخلاق وانتشر ووجد له صدى بما يحمل من معاني سامية وقيم اخلاقية وعدالة ومساوة ولكن القائمين عليهما او الاوصياء جعلوا منهما دينا اجرام وقسوة ووحشية بعكس طبيعتهما واصلهما .
اليابان التي لا تؤمن بدين بحثت عن كيفية تجاوز ازمة الحرب العالمية الثانية وما لحق بهم من عار بعد الافعال الشنيعة التي قام بها جيشهم في حربهم ضد الصين وغيرها , فلم يجدوا الا تربية المجتمع من جديد والعودة الى اقدم ديانه إلا وهي الاخلاق كـمبادئ كونفوشيوس وامثاله حتى استطاعوا ان يصبحوا اليوم قدوة ورمز للاخلاق واحترام الاخر وللمحبة .
ليس بالخبز وحده يحيى الانسان فالقيم والاخلاق والحب هم الدين الاقدم في هذا العالم وخير الناس من نفع الناس ومن احب الناس ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف