الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل المشاريع لا يعني فشل الدولة

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
قرأت في الأسبوع الذي مضى الكثير من الأخبار عن المغرب تتحدث عن الوضع في المغرب عن الناحية الإقتصادية و و عن الرياضة و عن التعليم و غير ذلك ......
البعض منها كان مفرحا للمغاربة (ليس كل المغاربة طبعا) مثل أنتصار فريق الوداد البيضاوي على الأهلي المصري . و البعض الأخر كان ملئ بالحزن مثل حادث إطلاق النار في مدينة مراكش و محاولة تفجير مطعم سياحي بمدينة العرائش.و بعض آخر ملئ بالتشاؤم ..بل أسود أكثر من الليل مثل الحديث عن التعليم و عن ارتفاع اسعار بعض المواد الغذائية والخضراوات و عن ردود بعض الأحزاب عن إقالة وزرائها .و أخرى ذات مصادر حسابية مثل الحديث عن عجز الميزان التجاري و عن الماء في الجنوب و انخفاض مستوى السدود من الماء ...و عن معتقلي الريف المغربي و ارتفاع معدل البطالة و انخفاض احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة .و أخرى عنصرية مثل الدعوة لطرد البرلمانيين المغاربة من هولندا...وو الخ
في العموم إرتفاع معدل التزايد السكاني و ندرة مياه التساقطات المرتبطة بها الزراعة و غلاء السوق العالمي و تناقص التحويلات من العملة الصعبة أو السياحة الخ يؤدي إلى مثل الأخبار التي قرأنا ..و إشتغال الدولة بدوره يحتاج للأموال الباهضة للحفاظ على الحد الأدنى من التماسك ...
لكن هل المسؤولون المطالبون بمراقبة الوضع العام المعقد (بين السياسي و الإقتصادي و الاجتماعي و الديني وغير ذلك) و ضبط حركيته و الإنصات لكل جهة من جهات المملكة على حدة في ظل التيار الزمني و الاقتصادي الجارف و المحيط الدولي القريب والإرتباطات الدولية الملزمة للحفاظ على توازن الدولة ،هل هم نائمون ؟
طبعا لا ..
في الأحداث المؤسفة لمدينتي مراكش والعرائش مثلا تم التعرف على الجناة من طرف الاجهزة الامنية المغربية في وقت قياسي و سريع تفوق حتى على الاجهزة الامنية الفرنسية والبلجيكية في مثل هذه الحالات .و هذا أظهر كفاءة و تمكن هذه الاجهزة من المعلومة بتقنيات عصرية غاية في الدقة والسرعة .ناهيك عن تفكيك الخلايا الارهابية بنفس الكفاءة .يحسب اذن لهذه الاجهزة التي تسهر على أمن المواطنين هذه الانجازات التي لابد من ان تجد المكافأة عنها من طرف المسؤولين.و مهما يشكر المرء هذه الاجهزة التي لا تعرف الراحة نظرا لتعقد الحالات التي تواجهها بل يدفع البعض منها حياته دفاعا عن أمن المغاربة ، فلن يكفيها حقها ...بكل صراحة ..
لكن مثل أحداث مراكش والعرائش لها اكثر من وجه. قد ترى من الناحية الاجتماعية والسياحية الاقتصادية ومن الناحية الدينية و حتى من الناحية السياسية .
في حال ما إذا اتخذت الأمور منحى آخر أكثر تكرارا لدرجة تخلق توترا كبيرا يشغل الكبار والصغار و من يسهرون على الحفاظ على تماسك الدولة و توازنها ، تصبح المشكلة مشكلة مجتمع لا يعرف الهدوء. و بالتالي لا يمكن ان تنجح فيه المشاريع في الوقت الذي لا تزال الاشغال قائمة لحد الساعة على تجديد البنية التحتية و عصرنتها في المغرب الممتد برمته . إذن فهذا العمل أي الحفاظ على تماسك الدولة في الحقيقة عمل جبار و يحتاج لمن يفهمه .
عادي أن تكون هناك مشاكل .و عادي ان تكون هناك ردود افعال سريعة لترميم ما يحتاج لترميم . لكن العمل على الحفاظ على وحدة البلد و أمنه و إستقراره ليس عملا عاديا و لا مجرد عمل سهل إلا بالنسبة لمن هم مثل أولئك الذين يتفرجون في مباراة كرة القدم و يعتقدون انهم لو كانوا داخل المستطيل الذي يدخله اللاعبون فقط لفعلوا احسن منهم .
تاريخ المغرب يثبت أنه في كل الاحوال ليس دولة فاشلة حتى لو فشلت فيه المشاريع الاقتصادية منها و التعليمية و غير ذلك .لأن المشاريع هي قفزة في الظلام ومغامرة يمكن ان تفشل .لكنها لا تفشل في كل مرة على الدوام.لابد ان تنجح إحدى المحاولات في آخر المطاف و يحدث التقدم و لو خطوة واحدة في ظل كل السواد الذي عبر عنه البعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست