الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الريشة واللوح

شعوب محمود علي

2017 / 11 / 7
الادب والفن


(الريشة واللوح)

لا أدري كيف أقف
خاشعاً
مستمدّاً
مستوحياً
خيوطاً من الذكريات
لاستلّها من جدائل ذلك الماضي القابع
في الخزين الثري
المتجذّر في الذمّة..
ليكون
جزءاً عميقاً
وعزيزاً
من صيرورة الماضي البعيد
أبا عبد الله....
لا اعرف كيف اخاطبك
ومكانك يأخذ
أكبر حيّز من دائرتي
وحبّي
الخالي من ايّة علامة
من علامات الاستفهام
صورتُكَ....
أحدثت شرخاً في الذّات
لا مناص
من الدخول لفتح بوّابة الماضي المتّكئ
على الجدار الأكثر شفّافيّة
ذكريات محفورة على رخام العمر
ومرسومة على سواحل نهر
طعّم بالأنجم الخضر
لا ابكيك..
لا ارثيك..
بل انثر زهور حقل على جانبي موضع خطاك
لألفت نظر محبّيك
لم يتح الضرف
فرصة لقاء
لكاتب سيرة
يزيح الغبار عن صفحتك
وجوانبها المضيئة
مصحوبة بنقاء السيرة
ومعلم الطريق المؤدي
لحقول حبوب سنبل فرح
ليدلّ على قامتك الرفيعة
وخلقك الجم
لستَ من أصحاب الرفوف العالية
بل الارفع
فارفع
مع انّك لست ممن يملكون الكنوز
والارصدة
والاطيان
عكس ما تملك فر صيدك
النقاء
طهر السيرة
حسن الصيرورة
الصدق
الامانة
تلك خصال تبكيك
وهي كنزك الاوفر
في برجك الشمسي
وعرشك الصباحي
دموعي اخزنها لسطور مقبلة
..,..,..,..,..,..,..
(بين الطيف والتجسّيد)
أتذكر يوم درنا
هنا في كلّ زاوية نردّد ألف اغنيّة
تحلّق كالعصافير
ندور بها على خطوات انسيّة
وفي الاحلام ننسخ لوحة تحكيك يا بغداد
عصوراً شدّها الميلاد
تدبّجها الليالي البيض
بأقلام سماويّة
ومن جرف الى جرف
عبرنا نهرنا الفضّي
ودوّرناك يا بغداد اغنيّة
وفوق شفاهنا انطلقت نوارسنا العراقيّة وحبراً من نجوم خضر
يسكب فوق لوحات سماويّة
وقبل النوم نجلس فوق (تنّور)
تدور بنا ليالينا الشتائّية
ومثل نوارس بيضاء
تدور سماء دجلة(عبّودُ) يغنّينا
اساطيراً
كنوزاً كانت الكلمات
عناقيداً
من الذهب المموّج
والمطعّم
بالعقيق الأحمر الشفّاف
كنّا نلتقي عند اسوداد الليل
والايّام باردة شتائيّة
يلذ الطعم
خبز (هديّة) الرحمن باركه
وبارك خبزها في ظلّ امسيّة
يلذ الطعم..
عطر رغيفها الفتّان
دفؤه ما يزال الآن
يسعدني
وتسعدني ليال العمر
لم اهلك
ولم تهلك
بقايا تلكم الذكرى
طريّة كالغصون
وكالعناقيد
هنا كانت لنا أطياف
مملكة سماويّة
تمرّ بدجلة الاحلام والايّام
تردّدها النوارس
والقوارب
والجسور الخضر
والامواج
فيا (حلّاج)
عطر دم اشمّ هنا على الجسر
يهبّ مع النسائم آخر الدهر
وتبقا امّنا بغداد مسبيّة
تنادمها الحراميّة
على قرع كؤوس الّليل
في الغرف السريريّة
وتبقى خطفة الابداع سرّيّة
هنا في ليلة الاعراس
قلت (لشهرزاد) النّاس
مرّ الموكب العربيّ
رايته منكّسة
بريق (السف يخفت
اعيته المعارك
والسطور الخضر كالأغصان جفّت
وانثنا الانسان
منكسراً على الاسوار
وعنف الريح
يكنس أوراقي
تواريخي
هنا كانت تجدّد أجمل الايّام
على (التنّور) احلم فيك يا (عبّود..)
كيف تداعب الكلمات اجفاني؟
تراكض مثل قطيع غزلان
لتعكس عالمي الثاني
وهذي الأرض تقلب وهي دائرة بألواني
كما الثعبان يبدل ثوبه
في عامه الثاني
اظل بلا قناع هنا اغنّكَ
اغنّي (نجمك الأرضي) ابكيك
اظل هنا اطلّ الليلة الخضراء
مثل غصون أشجار ربيعيّة
تدور مواسم التغيّير
حين نذوق طعم النار في قدح من البَرَد
يمدّ بساط احلام على سهدي
وتبقى النار مائدة نحلّق حولها
والجمر فاكهة شتائّية
هنا (نَجمُ) على التنوّر مثل نجومنا الخضر السماويّة
هي الجلسات يوميّة
تدور بها حكايات
كنهر الفضّة البيضاء
نكهتها على شفتيك يا (عبوّد..)
تسيل كما يسيل الماء
يهبط من عل سلسال
وصوت من عل ينساب كالموّال
لنصف القرن مرّ ومرّت الاحوال
فهل ننسى؟
تغنّ ثمّ ننصت
ثمّ نصغي
كما كنّا نحلّق
مثل عقبان وصوتك
اذ يرنّم مثل نهر من لحون
كان بحرك زاخراً عبّود
بل شلّال موسيقى
يدور ككوكب عبّود
دار بنا الدنيا
وما زلنا
لننصت
ثمّ ننصت
ثمّ ننصت
لا نمل لطعم مائد لعبود
نبيذ كانت الكلمات
بل أحلى واطيب طعم مائدة سماويّة
قفيراً كان من عسل
وفي غرف مذهبة يدور بنا
ويبسم تبسم الايّام
اقسم انها الاغنى من العمر
ليالها مضت عبّود لن انسا
ولن انسا
ولن انسا
ولن انسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا