الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام خالدات

عدنان الأسمر

2017 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


صباح السابع من تشرين الثاني 1979 نقلت الى مكان عرفت انه الساحة الحمراء في موسكو وتم الطلب مني الوقوف مع الجمهور في احدى المنصات وسألت من بجواري فأجابني اننا نتظر العرض العسكري للجيش الاحمر السوفييتي بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وبالفعل اخدت تشكيلات الجيش واسلحته المختلفة تمر تباعا امام المشاركين في الاحتفال واستمع الحضور لكلمة وزير الدفاع انذاك واتذكر اسمه (ديميتري اوستينوف)وبعد نهاية العرض نقل عدد من المشاركين من رؤساء الدول وكبار الضيوف الى قصر المؤتمرات في الكريملين حيث القى عضو المكتب السياسي اندري كيرلينكو وعدد من كبار المدعوين كلمات بتلك المناسبة التاريخية ومن ثم ذهبنا الى قاعات خاصة لتناول طعام الغداء فتلك الحقبة من تاريخ البشرية شهدت الرفاه والرخاء والعدالة الاجتماعية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وتحرير الشعوب من النظام الاستعماري الكولونيالي ودعم الدول الوطنية وهزيمة الراسمالية وتخلص المجتمعات من الفقر والبطالة والتفاوت في امتلاك الثروات والمداخيل وبالرغم من وصول التجربة الاشتراكية الى نهاية غير متوقعة الا ان النظام الرأسمالي العالمي يشهد مرحلة تفكيك الراسمالية وتحولها الى نظام وحشي بربري ارهابي متمرد على القانون الطبيعي وحقوق الانسان واحترام سيادة الدول وحريات الشعوب كما ان النظام الراسمالي اصبح خاضعا للاحتكارات والشركات الفوق قومية وتسيطر عليه الليبرالية الجديدة الساعية لانهاء دور الدولة واضعاف نفوذ المؤسسات لصالح نفوذ المافيات والاحتكارات فلم تشهد الشعوب الحرية والاستقلال والتحرر من الاستعمار الا في حقبة المنظومة الاشتراكية فانتصرت ثورات الشعوب وهزمت المراكز الاستعمارية .
اما انا فكنت في حالة من الذهول متسائلا عن ماهية مشاركتي فانا قادم من مخيم البقعة حيث الشوارع الموحلات وشبكات المجاري المكشوفة الممتدات واكوام النفايات المتلاصقات وشح في الماء وتلوث في الهواء وضعف في الكهرباء وفقر وجوع وحشرات في الراس وجرب على الجلد وزحام في مركز المؤن ومركز المطعم واكتظاظ في الكراج عند ابواب الباصات ودراسة في غرف من الاسبيست وتدفئة على بابور كاز تعلوه صفيحة معدنية متعددة الثقوب ودخان اسود كثيف ينبعث من مداخن محارق الزبالة ووسط البراكيات حظائر الطيور والحيوانات فالايام والليالي موحشات وهذا ما جعلني اخاطب نفسي ان مكاني ليس هنا الا انني كنت هناك بكل اعتزاز وفخر وكنت اتحرك مع المدعوين وكأني مثلهم ومساوي لهم واشارك في كل المراسم بما في ذلك ابادلهم الضحكات والتحيات وكاني معتاد على ذلك وفي داخلي اعرف ان هذا غير معقول فمكاني الطبيعي شوارع المخيم وليس قصر المؤتمرات مع رؤساء الدول في الكرملين ولكن انها الدول الاشتراكية التي استضافت الوفود وعلمت وعالجت ودربت وسلحت واطعمت فالمجد لثورة اكتوبر الاشتراكية في ذكراها المئة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد