الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعا عن لينين والثورة الاشتراكية العظمى 1917

ابراهيم خليل العلاف

2017 / 11 / 11
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا


ليس دفاعا عن لينين والثورة الاشتراكية العظمى 1917
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
وأنا اتابع برنامجا حواريا يقدمه الاستاذ سلام مسافر من قناة
RT
استذكرت مسألة مهمة يجري الحديث عنها كلما يتذكر الناس (الثورة الاشتراكية العظمى –ثورة اكتوبر-تشرين الاول 1917 ) وهي العلاقة بين فلاديمير اليتش لينين والصحفي الالماني اليهودي الثري الكسندر اسرائيل هليفاند 1867- 1924 والذي اشتهر بإسمه المستعار (الكسندر بارفوس )
والذي كان ملازما للثوار الروس سواء كانوا من البلاشفة (الاكثرية ) او المناشفة (الاقلية ) واشترك في ثورة 1905 في روسيا ثم ذهب الى المانيا وعاش فيها مدة طويلة .
والشيء الذي لفت انتباهي هو ان الاستاذ سلام مسافر استضاف البروفيسورة المتخصصة بالتاريخ الروسي ( اليزابيث هيرش) ودار الحديث عن ان بارفوس كان هو وراء كثير من الافكار والكتب التي نسبت الى ( لينين ) وانه هو من كان يحرك الثورة والثوار ، وانه هو من كان وراء ثورة اكتوبر، وانه كان ناشطا سياسيا ، وكان جاسوسا المانيا ، وان حياته اتسمت بالغموض وانه كان على صلة بالقوميين الاتراك من جماعة حزب الاتحاد والترقي ، وكان يكتب في مجلتهم (تورك يوردو )وكان صحفيا ، ومفكرا تبنى الفكر الاشتراكي ، وتركزت كتاباته عن الثورة وكان هو وراء تشجيع القوميين الاتراك على قلب نظام السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 وانه كان هو من دفعهم للتحالف مع المانيا والدخول في الحرب العالمية الاولى الى جانبهم وكان يكتب عن مخاطر الديون العثمانية على الاقتصاد الالماني .
ويشير المؤرخ التركي الاستاذ محمد شوكت ان بارفوس هذا كان - فضلا عن يهوديته - جاسوسا المانيا حتى ان الحكومة الالمانية طلبت منه التأثير على زعماء الاتحاد والترقي للدخول في الحرب الى جانبها كان بنظر البعض ليس الا شيطانا للثورة يحرك الاخرين وكأنهم دمى بأيديه .
الشيء الذي لفت نظري ان المؤرخة ( اليزابيث هيرش ) وهي مؤرخة مرموقة لم تنف عن ان لينين كان يتعاون مع بارفوس، ويستفيد من افكاره ، وان كثيرا مما نسب الى لينين هو بالاصل من عنديات بارفوس وخاصة الكتابات المتعلقة بالرأسمالية والامبريالية كأعلى مراحل الاستعمار وكذلك فيما يتعلق بالثورة الدائمة والثورة والحرب .ولم يتوقف الامر عند هذا بل عزي لبارفوس انه هو من كان يحرك الثوار الروس وقياداتهم وانه هو من اختار توقيتات الثورة نافيا أثر الظروف الموضوعية والعوامل التي هيأت للثورة في روسيا إن كان ذلك على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي .
في الوقت نفسه نسب بعض الكتاب الغربيين الى بارفوس انه كان على صلة بتروتسكي ، وكان يعتقد ان الثورة الروسية ستبدأ بإضراب عام منذ سنة 1902 ، وانه التقى بارفوس في ميونيخ وعرض عليه آراءه ، وان بارفوس هو من كان ُينظر للثورة وانه كان في سنة 1915 يكتب المقالات والدراسات التي تبشر بالثورة بعد انتفاضة بطرسبورغ وانه طالما قال : ( ان نضالنا من اجل الثورة سوف يتماشى مع نضالنا ضد الليبرالية ) .
هل من المعقول ونحن نعرف لينين ونعرف سيرته وتكوينه الثقافي وعمق تفكيره ان يكون اداة طيعة في يد هذا الجاسوس الالماني ، وان كثيرا من كتاباته ليست للينين وانما لبارفوس ؟ هل من المعقول ان كتاب (الرأسمالية في الزراعة ) هو من بناة افكار بارافوس وهو كتاب يتألف من عدة مقالات كتبت سنة 1899 .أو ان يكون كتاب لينين ( الامبريالية اعلى مراحل الاستعمار ) والذي ترجمه الدكتور راشد البراوي الى اللغة العربية قبل عقود لبارفوس وليس الى لينين .
اعتقد ان الكتاب والصحفيين الغربيين كثيرا ما يبعدون الافكار الاصيلة عن اشخاصها الحقيقيين الذين لايتفقون معهم وينسبونها الى آخرين ويبعدون صفة الابتكار والاصالة عن من لايحبون وقد وجدت ذلك في ما كتبه عدد من المؤرخين والكتاب منهم على سبيل المثال المؤرخة سيليفيا حاييم وهي يهودية اسرائيلية التي نفت ميزة الابتكار والاصالة عن كثير من رموز حركة النهضة الفكرية العربية الحديثة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير