الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يتمكنوا من إقبارنا !!

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2017 / 11 / 11
المجتمع المدني



-1-
جاء في معجم المعاني أن المماطلة هي التأجيل مرة أخرى، بمعنى أن التأجيل يرادف الموت، وهكذا قبل وأثناء وبعد تأسيس جمعيتنا لم نر إلا التسويف : (عليك أن تنتظر، في اليوم الفلاني ستأتي ونعطيك الوصل، المسؤول الفلاني غير موجود، الأوراق ليست كاملة، ما اسم جد رئيس الجمعية!؟ .. )، هذه هي التعويذات و الخزعبلات الفارغة التي يتم تلاوتها دائما على أي قروي أمي لا حول له ولا قوة له، فلا يفكر في العودة ثانيا نظرا للمسافة الطويلة بين منزله ومقر القيادة، لكن نحن لن نقبله لأننا لسنا أمواتا من فصيلة الزومبي ولن نقبل أن نكون قرابينا أو أمواتا يتم التلاوة عليها تلك التعويذات المقرفة، إن مفهوم التسويف مفهوم سلطوي يحمل دلالات رهيبة ويحطم المعنويات ويشل إمكانيات الفعل، وهو استراتيجية فظيعة لإقبار أي فعل أو مشروع واعد، يهدف التسويف إلى الحيلولة دون البعث والنهوض ومناقض تماما لمفاهيم التنمية، وبالتالي فالسلطة من خلال التسويف تريد من الجميع أن يظلوا أمواتا. فالميت كلما تلت عليه السلطة تعويذاتها لا يبالي، لكن الحي يثور ويتمرد .
-2-
إن جمعيتنا هي جمعية تنموية ثقافية وتنويرية حاملة لهم القرية، فالبنية التحتية متردية في القرية، إذ لا طرقات ولا جسور ولا مستشفيات ولا ملاعب ورموز القرية ومعاركهم في سبيل استقلال الوطن . كلها أمور مغيبة، أين تذهب ميزانية الجماعات القروية ؟ ومن المستفيد منها ؟ من المستفيد من الدعم الفلاحي ؟ إن هذه الأسئلة وغيرها هي التي تربكهم، لذلك منذ ستة أشهر وهم يحاربوننا ويحولون دون مدنا بالوصل القانوني. لماذا رفضوا السماح لنا بتنظيم ندوة ثقافية حول معركة برابح التاريخية والتذكير بالمقاومين السليمانيين بمناسبة استقلال الوطن في 18 من نونبر؟ لماذا هناك نية مبيتة في قبر التواريخ المحلية؟ أليست معركة برابح جديرة بالفخر لكل سليماني ولكل مغربي؟ واليس من اللازم أن تسمى شوارع وازقة المدينة ببعض المقاومين المحليين ؟ و أليس من الضروري أن يشيد نصب تذكاري تخليدا لهذه المعركة؟
-3-
لنسأل أي سليماني : " هل تعرف معركة برابح؟" الجواب سيكون بالنفي . لأنه لم يدرسها في مقرر التاريخ، كما أن هؤلاء الذين يسيرون الشأن المحلي لا شأن لهم بالثقافة، وأضف الى ذلك المكتبات، إذ من المستحيل أن تجد كتابا يؤرخ للمعركة، اللهم كتيب واحد يشير إليها من بعيد، إنه كتاب " دينامية المجال الفلاحي، هضبة بنسليمان " للجغرافي الراحل المختار الأكحل . كنت قد قرأته إبان فترة الجامعة، وحرك في دافعا قويا للنضال في سبيل إعادة التنقيب في التاريخ المحلي. لذلك لن يتمكنوا من إقبارنا .

ع ع/ 10 نونبر 2017/ المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا