الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة : شرك أم طريق خلاص

عادل أحمد

2006 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في زمن الإنكسارات ، وبعد توالي الهزائم . في زمن التراجعات الأصعب في تاريخ الأمة . في زمنٍ أصبح فيه البؤس والفقر والبطالة ، الغلاء والفساد ، علامات سائدة وصفات غالبة على الإنسان والمجتمع . في زمنٍ لا يزال الإنسان فيه مفتقدا للحرية ، ويتطلع إلى الديمقراطية كحلم بعيد المنال . في زمنٍ ، المواطن فيه مجرد من حقوق المواطنة . في هذا الزمن المقطوع عن سياقه ، والخارج من الأزمنة ، في عالم لا يزال يقاوم حركة التطور والتاريخ ويستعصي على التجدد والتلاؤم مع العصر . في عالم تحكمه ثنائية البسطارالعسكري والأجهزة الأمنية من جهة ، ومافيات الفساد والمال من جهة أخرى . في هذا الزمن وذلك العالم ، لا بد لنا أن نستذكر ونتذكر أهمية الوحدة كنقيض للتشرذم ، والقوة بديلا عن الضعف ، والجرأة تجاوزا للخوف ، والإقدام ترجمة للقرار والإرادة .
بمناسبة ذكرى الوحدة السورية-المصرية في الثاني والعشرين من شباط 1958 ،لا بد لنا أن نستذكر دروس هذه الوحدة التي صنعتها إرادة الناس ، رغبات الشعب وحركته في الشارع، مظاهراته وتطلعاته نحو غد أفضل وحياة حرة كريمة .
لا يضير هذه الوحدة ونبل أهدافها وسمو تطلعاتها ، لا فشلها ، ولا ممارسات تالية لقيامها ، ولا ارتدادات لاحقة عنها . ولا ينقص من أهميتها وضرورتها نكوص دعاتها عن دعوتهم ، ولا انقلاب حامليها على مبادئهم . كما لا تنفي ضرورتها دعوات من اغتربوا عن أمتهم ومجتمعاتهم للتخلي عنها ، ولا تحولهم نحو العدمية القومية ( كإلغاء للهوية) مهما تعددت المسميات ( ليبرالية أو عولمية ).
تبقى الوحدة مبدأ عاما ، كليا ، سبيلا وحيدا نحو تحقيق الذات القومية ( التي امتلكها الآخرون ويعملون على تدعيمها بل وتجاوزها) . وتبقى ذكراها مناسبة للتخلي عن أمراضنا وفردا نيتنا ، عن استكانتنا وجمودنا ، أنظمة وأحزابا ، مؤسسات وهيئات وأفرادا.
للوحدة طريق طويل وشائك يبدأ بانتزاع الحرية الفردية ، وتحقيق الدولة المدنية ( دولة القانون والمؤسسات) وتمر عبر توحيد المجتمع مع الحفاظ على تعدديته ، بالحوار مع الآخر والاعتراف به ، بالاحتكام إلى القانون وفي ظل سلم اجتماعي ونظام ديمقراطي .
الوحدة ... من وحدة الأسرة ، وحدة المؤسسة الصغيرة ، الحزب ، المعارضة ، وحدة الطيف الوطني ، وصولا إلى وحدة الشعب والمجتمع في الكيان القطري الواحد ، هذه هي الطريق نحو استعادة الأمة لشخصيتها ، ولتستشعر ضرورة الاندماج في كيان كلي واحد ينخرط في حركة التاريخ ويواكب التطور الحاصل في العالم ، ويتحول بالتالي إلى قوة قادرة على العيش المشترك مع الآخر والحوار معه ندا لند من موقع المساواة لا من موقع التبعية والضعف . عند ذلك سنجد أن القضايا الكبرى للأمة ستجد طريقها إلى الحل بشكل سلمي وعادل .
هل هذه لغة خشبية ، أو أفكار صنمية كما يطالعنا بعض جهابذة الفكر والسياسة الذين طفوا على السطح كالفطر ؟ .
وتبعا لهذا الطرح ، هل الوحدة كفكرة عامل كبح أم تطور ؟ سؤال وطرح سيكون الحكم فيه للتاريخ ، لسير الأحداث ، وللإنسان أولا وأخيرا ! .
اللاذقية 21/2/2006
عادل أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة على النشرة الخاصة حول المراسم الرسمية لإيقاد شعلة أولمب


.. إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق وسط دعوا




.. بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل


.. لماذا لا يغير هشام ماجد من مظهره الخارجي في أعمالة الفنية؟#ك




.. خارجية الأردن تستدعي السفير الإيراني للاحتجاج على تصريحات تش