الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الشهيد عبد اللطيف زروال

وديع السرغيني

2017 / 11 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في ذكرى الشهيد عبد اللطيف زروال
وهي ذكرى ووفاء لشهيد مناضل انخرط في الحركة المناهضة للاستبداد، مؤطرا ومنظما لحركة الطلاب التقدمية، ومسؤولا عن إحدى فصائلها الضاربة والجذرية، التي رفضت الخنوع والتنازلات فيما يخص مطالب الطلبة المادية والمعنوية.
فمن داخل "الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين" برز اسم عبد اللطيف زروال كزعيم طلابي تقدمي وديمقراطي، رافضا ومعارضا لكل الاختيارات البيروقراطية، التي كرست هيمنة الاحزاب الاصلاحية على مجرى وخط النضال الطلابي، من داخل المنظمة العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
كان زروال ورفاقه، من المدافعين والمنافحين عن الديمقراطية، فجسدوا ذلك من خلال دفاعهم المستميت عن حق جميع الفعاليات الطلابية الديمقراطية في تمثيل الطلبة، وفي تحمل المسؤولية في المجالس القاعدية، التي يجب أن تحظى بوظيفتها التقريرية، عكس التصورات البيروقراطية، التي احتقرت الأصوات والإمكانيات الجماهيرية، وقدرتها على حماية نفسها وصيانة حقوقها ومكتسباتها.
كانت الفترة فترة أواخر الستينات وبداية السبعينات، وهي فترة عرفت بارتفاع منسوب النقاش الفكري والسياسي في صفوف القوى السياسية التقدمية حيث احتد الصراع بين التيارات الجذرية والأخرى الإصلاحية، الصراع الذي بلغ مداه لحد الانشقاق التنظيمي والانفصال عن الأحزاب العلنية، ثم الشروع في بناء المنظمة السرية "23 مارس" وفاءا للانتفاضة الشبابية بالبيضاء وبمدن أخرى يومي 22 و23 مارس 1965، ليتم بعدها بقليل من نفس السنة، تشكيل منظمة "إلى الأمام" ذات التوجه الماركسي القريب إلى حد ما من الأطروحة الماوية، التي توخت من أجل إحداث التغيير بالمغرب، القيام بثورة اجتماعية اعتمادا على حركة الفلاحين، وعلى أسلوب الحرب الشعبية الطويلة الأمد.. لم يكتب للحركة النجاح، وانحصرت تجربتها داخل الشبيبة التعليمية، الطلبة والتلاميذ، متفوقة على جميع الحركات السياسية الإصلاحية التي اكتفت بالانتظارية والامتناع عن المشاركة في جميع النضالات الطلابية والتلاميذية، التي اتخذت بعدا جماهيريا بقي محفورا في ذاكرة الأجيال المتعاقبة منذ تلك اللحظة إلى الآن.
فالإنجاز الذي تركته تجربة المنظمتين والحركة الماركسية ككل، كان بمتابة اعلان عن ولادة تيار اشتراكي مناضل، يطمح للتغيير وبناء الاشتراكية على أنقاض الرأسمالية، اعتمادا على خطط وتكتيكات مختلفة ومتنوعة، منها من راهن على الطبقة العاملة وآمن برسالتها التاريخية، ومنها من رشح الفلاحين كقاعدة ارتكاز للخوض في الحرب الشعبية الطويلة الأمد وقيادة التغيير، ومنها من رأى أن أقرب الطرق للوصول للطبقة العاملة كمرتكز وكطليعة، هي اتخاذ الشبيبة المدرسية قنطرة للعبور..الخ وهي خلافات وتمايزات بقيت محصورة في المجال الفكري والنظري، لا أقل ولا أكثر، بحيث كان التوجه العام والممارسة الميدانية لجميع التيارات والمجموعات والفرق سليلة هذه الحركة.. يحكمه الطموح لتشكيل حزب اشتراكي جماهيري قوي، يحسن الارتباط بالنضالات الشعبية والجماهيرية ويعمل على رفع الوعي السياسي داخل الأوساط العمالية والنقابية والشبيبية.. بهدف القضاء على الرأسمالية وما يرتبط بها من استبداد وحيف واستغلال.
كانت هي ذي، باختصار شديد التجربة التي أنجبت الشهيد زروال، واحتضنته كقائد صنديد لإحدى منظماتها -إلى الأمام- حيث لم ينفع مع شموخه وصموده سوى الاختطاف والتعذيب حتى التصفية، كان ذلك يوم 14 دجنبر 1974 "بدرب مولاي الشريف" مقر التعذيب الشهير بالبيضاء، الذي مرت منه الغالبية الساحقة من المناضلين المعارضين للنظام القائم بالمغرب، ابتداءا من الستينات إلى حدود بداية التسعينات.. حيث جسد زروال بصموده واستشهاده المغزى الحقيقي والعميق، للرفاقية المناضلة التي اضطرته لحماية التنظيم وأسراره وخلاياه المنتشرة في كل مكان.
فلا بد إذن من الإشادة بتجربة نضال الحركة في المجال السياسي والثوري، ولا بد كذلك من الإطلاع على إسهامات الشهيد الفكرية والسياسية، في شكل مقالات وأرضيات.. لا بد من أخذ العبر والدروس من تجربة فصيل "الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين"، التي كان الشهيد أحد صناعها ومهندسيها، هذه الجبهة التي شكلت درسا رائعا ومفيدا للتحالفات السياسية والميدانية، بين تيارين مناضلين، اتفقا على العمل معا في إطار اتحاد طلابي جماهيري، يفتح الأبواب لجميع الطلبة للانخراط في صفوفه، ولتحمل المسؤولية في أجهزته القاعدية والقيادية، بناءا والتزاما بمبادئه التقدمية والديمقراطية والجماهيرية والاستقلالية، لا غير.
بهذه المناسبة نحيي جميع المناضلين الديمقراطيين الذين ما زال حلمهم قائما، ونضالهم ثابتا من أجل ذاك التغيير، وذلك المشروع المجتمعي الاشتراكي، الذي وثق في تحقيقه زروال ورفاقه، وجيل كامل من الشباب التقدمي المناضل.. دون أن ننسى التحية لعائلته، ولرفاقه في المنظمة أو ممن لا زالوا على خطاها من الشباب والشيوخ "الأماميين" المخلصين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري