الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقولٌ شاحبة

عامر الساعدي

2017 / 11 / 14
الادب والفن


حقولٌ شاحبة
::::::::::::::::::
الخُطوَاتُ الخَضْرَاء
نَحْوَ الحُقُولِ اليَابِسَةِ
مِنْ جَفَافِ السنابلِ
نَحْوَ الشَّمْسِ المُتْعِبَةِ مِنْ شِتَاءٍ مِثْلَج ,
لِي فَمٌ صَغِيرٌ ... جِدًّا
لَا يَلْوِكِ الخَبْزُ الخَارِجُ مِنْ تِلْكَ السنابل الجَافَّة
تَنْقصُنِي بَعْضُ الرُّطُوبَةِ
يَنْقُصُنِي دُعَاءُ أُمِّي , وَهِيَ تُردِّدُ كَلِمَاتِ العَافِيَةِ عَلَى التَّنُّورِ .
الجَرَادُ قَادِمُ مِنْ بِلَادٍ يُسْكِنُهَا دَبُّورٌ أَسْوَدُ
نَحْوَ الحُقُولِ الشَّاحِبَةِ الشَّبَحُ الأَسْوَدُ
القَادِمُ بِحَقَائِبِ المُسَافِرِينَ عَلَى قِطَارٍ
يَسْتَعِيدُ ذَاكِرَةَ السِّكَكِ المُهْمَلَةِ ,
آخَرُ وَصَايَاهِ قِرَاءَةُ سورة القَدْرِ
البَيْتُ الآيِلُ لِلسُّقُوطِ يُمْسِكُهُ ثَلْجٌ ؛
كَيْ يَمْنَعَهُ مِنْ التَّفَسُّخِ .
الإِبْرَةُ الَّتِي تُغَنِّي لِلخَيْطِ عِنْدَ دُخُولِهِ الخرم المُتَعَصِّبُ
تُمَزُّقُ أَغَانِيهَا عِنْدَ أَوَّلِ خرَزَةٍ !
الشَّاعِرُ الَّذِي لِأايُجِيدُ غَيْر (الهايكو)
أَصْبَحَ فَلَّاحًا بِالأَرْضِ
وَالطَّيْرُ القَادِمُ
مِنْ بِلَادِ الإِغْرِيقِ
الآنَ يَزْحَفُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ
إِمَّا الجَامُوسُ القَادِمُ
مِنْ شِعَابِ الهُنُودَ الحُمْرَ غَيْرَ عِبَادَتَهُ
صار مجوسياً
إِمَّا ذَلِكَ القَمَرُ ذُو اللَّوْنِ الفِضِّيُّ
حِينَمَا تَعَسَّرَتْ وِلَادَتُهُ خَرَجَ كَرَجُلٍ عَجُوزٍ
حِينَمَا عُدتُ لِمَدِينَتِي أَحْمِلُ بِكَفِّي بَعْضَ الذَّخِيرَةِ
تَصَوَّرتُهَا قِطْعَةُ حَلْوَى ,
وَالنِّسَاءُ تَرْتَدِي السَّوَادَ
تَحَمَّلُ زُهُورًا ذَاوِيَةً
قَدْ قَصرتْ هامتُها لِلرَّبِيعِ
لَيْسَ لِي سِوَى وِرَاثَةِ الخِذْلَانِ
وَأَنَا أُلُمْلِمُ خَيْبَتِي الزَّرْقَاءَ الَّتِي قَسَمَهَا لِي الرَّبُّ
لَيْسَ لِي سَوِى قُنْفُذً
يَنَامُ فِي دَفَاتِرِي مِنْ دُونِ أَنْ يَخْدِشَهَا
وَصَبِيَّةٍ أَوْدَعَتْ سِرَّهَا عِنْدَ خُفَّاشِ اللَّيْلِ
الأَعْمَى الذي يَعِيشُ فِي ظِلٍّ مَيِّتٍ
أَصْرُخُ بِتَفَاصِيلِ وَجْهِي المُمِلَّةِ
وَأَنَا أَشْكُو لِلمَرآةِ
وَأُرَوِّضُ نَفْسَيْ
عَلَى الغِيَابِ بِخُدْعَةٍ بَصَرِيَّةٍ
أُدَاعِبُ سِيقَانَ النُّجُومِ
وَبِكَامِلٍ قِوَاي أُتْبَعُ ضَوْءَ السِّكِّينِ
كَضَحِيَّةٍ بِلَحْظَةِ غُفْرَانِ السَّكِينَةِ
قَلَقٌ فِي بَطْنِي الخَاوِيَةِ
وَأَنَا أَنْظُرُ للسنابلِ الخَضْرَاءِ
كَعَاشِقٍ يَنْتَظِرُ حَبِيبَتَهُ عَلَى مَقْعَدٍ خَشَبِيٍّ
يَخْرُجُ مَنْدِيلُهُ ؛ لِيَرْمِيَهُ كَمُتَشَرِّدٍ فِي عُيُونِ الشَّفَقَة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با