الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستدلال الأستنتاجي فى خلق الانسان ج1

خالد كروم

2017 / 11 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتب :_ خـــالد كــــروم


تهميدية:_


اولاً: _ العقل العلمي لا يستمد منهجه من الوهم أو استقبال المورثات كما هي دون تفكير....

هو عقل نشيط يميز بين المحنط والمتغير عبر السعي الدؤوب إلى المراجعات الدائمة من أجل تطوير الحياة ....ومواكبة تغيرات الزمن عكس العقل السحري_ الديني الذي يعمل على تعطيلها بأية طريقة ..... وانتهاج نسق الركود والسعي فقط للعالم الأخروي...


والغيبي ويتم هذا عبر آلية زرع الخوف والوعيد بالعقاب الشديد وقمع أي انطلاق ذاتي أو خروج عن السرب....


عقل يذكر الحي بموته وبما أعدّ له الأموات من عدة تسبق موته وما ينتظره بعده.... عقل يذكره كل لحظة بطريقة هي بالأساس... تعدم معها جميع مكامن الحياة عبر ترهيب وتخويف ....


ومحاولة شل كل ذرة وعي أن الموت شيء بديهي جدّا ولا مخافة منه ولا مهرب....


فالسلطة الدينية تسعى لترسيخ الاعتقاد أن الفصل بين الحياة والدين في المطلق هو عبارة عن اختيار للاثم والخطيئة التي لا تغتفر لا في الحياة ولا بعد الموت.....


بذلك نستخلص أن السلطة الدينية لا تروم السير الطبيعي للحياة ....أو بذل الجهد في احتواء القيم الكونية بقدر جعل الآخر الّذي لا يتجاوب ونظامها عدوا للدين...


وجبت محاربته مما يجعل العقل يتأرجح بين وطأة هذا الأخير وبين الخوف وهذا ما يضخ توالدا واضحا للتواكل من ناحية وإفرازا لعقليات عنيفة لا تستوعب لا ثقافة الحياة بجميع أبعادها....


ولا ثقافة الانعتاق من التراكمات التي تأصلت في المخيال الجمعي ولا حتى استيعاب سلبيات الثقافة السّوداء التي تتخذ من الدين مطية لنخر سبل التمتع برؤى شاسعة ...


لا تلك الضيقة التي ترى الانفتاح عدوا للدين وترى الحرية مجونا واعتداء على حرمته من ناحية أخرى...



ثانياً: __ في اعتقادي أن الفكر الديني ارض خصبة لخلق الارهاب.... من خلال ترسيخ الشعور بالغرور لدى الانسان حيث ينبع هذا الشعور من الإرث الديني المتراكم الذي يحمل في طياته قصة الخلق المروية بواسطة الأديان الإبراهيمية الثلاث....


والتي تشير بوضوح الى ان الانسان قد خلقه الله ليكون خليفته على الارض.. ومن ثم اعطاءه الحق الشرعي لتسيدها من جميع النواحي...!


وان الكون الكبير جداً ما هو الا وسيلة لهذا الوجود المركزي الذي يحتله الانسان!....


المشكلة في هذا التصور أنه متوافق مع غريزتنا الانانية بدرجة كبيرة.. ورغم كون العلم قد قطع اشواطا كبيرة في التوصل لحقائق منافية لهذا التصور...


خصوصا على مستوى الحياة بواسطة نظرية التطور بالانتخاب الطبيعي التي قد رفعت من مستويات وعينا الى درجة جعلتنا نفهم الى حد كبير موقعنا الحقيقي في هذا الوجود.....


الا ان معظم الناس متمسكين بتلك النظرة القديمة.... وبنفس درجة الغرور المقدس الذي يحمل طمغة السماء ... فيقاومون بشراسة كل اكتشاف يحط من مركزيتهم في هذا الكون!.


والمشكلة في هذا الشعور أنه يشرعن الحق للأنسان بالاعتداء على باقي الكائنات والموجودات في الكون..!


وخاصة حين يستثمر هذا الشعور بشكل ادق من قبل الاديان والمذاهب... حيث تشرعن للإنسان الحق في اقصاء الاخر المختلف وربما قتله..!



الفلاسفة والمعتقدات الذاتية..
---



الفلاسفة اهتموا بالمعتقدات الذاتية... وبأسسها وأصولها وبخلاف فلاسفة الاعتقاد... هي ان تكون مشكلتنا وباختصار هو ايجاد نظريات أفضل ....


وأكثر تقدماً آخذين بالاعتبار التفاصيل النقدية لا التفاصيل الاعتقادية...بين فيزيقية الاستقراء المغلق والعلم البيولوجي الاستنباطي اللاحتمي المفتوح...



فعندما وضع آينشتاين نظريته النسبية... تحدث بإن المستقبل موجود وكائن بالفعل... لا كما نتصوره معدوماً في انتظار أن يحصل....


وترتب على هذا الكشف العلمي الثابت بالبرهان والتجربة أن كل ما سوف يكون هو محدد سلفاً ولا سبيل لتغييره....


وأن إحساسنا بامتلاك زمام الإرادة ليس سوى خدعة تمارسها عقولن....! لتوحي لنا أننا نستطيع أن ننتقي من بين عدد من الخيارات بحرية كاملة...


يقول ديكارت :_ أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني ".... ويقول ..:_ مين دوبيران... Maine de Biran : الإدراك يزيد على الإحساس بأن آلة الحس فيه تكون أشد فعلا و النفس أكثر انتباها....


وكان لهذا التصور توابعه الأخلاقية الخطيرة.... فإن كان الأمر كذلك فكيف يمكن أن نحاكم شخصاً ما على جرائمه ما دام مقدراً له...من قبل أن يولد... أن يكون هو ذلك الشخص وأن يقتل ضحاياه...!!


وقد طرح هذا السؤال على آينشتاين نفسه فأجاب أنه يؤمن تماماً بأن هذا الرجل محكوم عليه مسبقاً بأن يكون مجرماً وبعدم إمكانه تفادي هذا المصير المشؤوم لكنه مع ذلك يجب أن يوضع في السجن.... لأن هذه هي المصلحة التي يتحتم فعلها لصلاح المجتمع...


الآن تغيرت آلية المعطيات حتى في العالم الحسي.... وهناك نقداً لمبدأ الاستقراء باعتباره منطق مغلق.... والاتجاه إلى دراسة الفيزياء بشكل جاد.... واستبعاد دور الملاحظة.... وتأسيس منعطف جديد لنظرية علمية تتعلق بالافتراض العلمي المتفق....



أن تطور المعاني أسرع من تطور الألفاظ ... فالمعاني بسيطة متصلة بينما الألفاظ مركبة منفصلة .....


ويقول فاليري : ـ أحد الشعراء الفرنسيين ـ أجمل الأفكار هي تلك التي لا نستطيع التعبير عنها _ .....


بمعنى أن اللغة عاجزة عن إبراز المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا كاملا ... فلا يمكنها أن تجسد كل ما يختلج في نفس الإنسان.....



تجدر هنا الإشارة التحذيرية لكل وجهة نظر مباشرة.... حتى لا تقع في وهم الإعتقاد بقدرتها على عملية التخلّص من كل توسط (vermitlung)....


وقد تعاد عملية التفكير إلى مرحلة إنها ملموسة (مستهل ظاهرية الروح_ وهناك الجدل السلبي في الطرف الآخر من عملية التفكير_ وبعد إنكار الهوية:_ والمفرد كذلك ليس بالنهائي ...


كذلك الفكرة التي تضييغ في منطق الهوية لا يجب أن تستسلم أمام الذي _ لا ينحل_ وأن تجعل من .... إنحلالية الموضوع محرما بالنسبة للذات...


إضاف أن ليس هناك ... أشياء نهائية تصطدم بها الابستيمولوجيا... والسبب لأن كل ما يكون... هو أكثر مما يكون... أي أنه بماهيته متوسط أو متصل بالآخر....


يقول أرسطو:__ ليست ثمة تفكير بدون رموز لغوية ... وهكذا فإن أصحاب الاتجاه الواحدي يخلصون إلى نتيجة مفادها أن اللغة والفكر كل موحد وأن العجز الذي توصف به اللغة فهو عجز في التفكير ....


وأن عدم التناسب بين القدرة على الفهم والقدرة على التبليغ يعود إلى عجز المتكلم عن إيجاد الألفاظ المناسبة للفكرة ...



ديكارت : إن الوعي عند ديكارت لا يقوم على مبدإ الأشياء بقدر ما يقوم على اثبات وجودنا المفكر فماهية وجود الانسان هي التفكير....


أفلم يكن الشك عند ديكارت منصبا على اثبات حقيقة هذا الجوهر البسيط المتمثل في النفس بما هي أنا ووعي إذ أن كل ماهية أو طبيعة لا تقوم إلا على الفكر وهو أمر لا يحتاج في وجوده إلى شيء آخر....


لقد عمل ديكارت على اثبات أهمية الفكر في تأسيس الوعي بالوجود إذ لا نقيس قيمة الانسان بما لديه من مادة وإنمانقيسه ....وفق حقائق الفكر والعقل ومن هنا كانت دعوة ديكارت الى وجوب استعمال العقل بما يعنيه من قدرة على الاستدلال وعلى استخلاص نتائج صادقة....


تنطلق فلسفة ديكارت العقلانية من الأكثر بساطة الى الأكثر تعقيدا.... مركزا على دور الحدس، وهو حس ذهن نقي ويقظ يسمح بالتقاط الفكرة في حالة نقائها...


وفي كل مرحلة يجب التأكد والضبط بحيث لا نترك شيئا يفلت من يقظة الفكر وهكذا نصبح قادرين على الخلوص باستنتاج فلسفي....


الإشكالية النقدية عند (دوهيم) للاستقراء جاء في كتابه عن فلسفة العلم (هدف النظرية الفيزيائية وبنيتها) وقد ظهر هذا الكتاب لاول مرة على شكل سلسلة من المقالات في عامي 1904 و 1905.....


وقد إنصب هجوم دوهيم على المنطق الاستقرائي.... وتعد هذه المقالات والتي جمعت في كتاب هي أهم ما كتب من الناحية التاريخية في فلسفة العلم في القرن العشرين...


ويصف دوهيم المنطق الاستقرائي بوصفه منهجاً نيوتنيا.... ويتحدث دوهيم عن هذا الموضوع على النحو التالي: كان ذلك هو المنهج الذي شغل بال نيوتن في (تعليق عام) (General Scholium) الذي توج بها كتابه المبادئ (Principial)....


عندما رفض بشدة أي فرض لا يستمده الاستقراء من التجربة بوصفه شيئاً يقع خارج نطاق الفلسفة الطبيعية .... وعندما أكد أنه في الفيزياء الطبيعية الصحيحة ينبغي أن تستمد اية قضية من الموضوع الظواهر، ثم تعمم من خلال الاستقراء....



أما بالنسبة لماركس لا ينظر الى الانسان إلا من زاوية واقعية.... أي أن أشكال الوعي والنشاط البشري تنتج عن تغيرات المجتمع من نمط انتاج معين إلى نمط انتاج جديد بمعنى ....أن الوعي لا يظهر إلا من خلال صراع القديم مع الجديد في المجتمع الواحد.....



المشكلة: _ ضمن أية حدود ومقتضيات يجب تعريف وتحديد الإنساني على نحو كلي...؟ هل في تنزيل الإنساني ضمن مبدأ الوحدة....


ومجاله مستبعدين مبدأ الكثرة باعتباره لا يستوفي مطلب الكلي...؟ أم أن شرط تحديد "الإنساني" على نحو كلي هو ذاته ما يستلزم النظر للإنساني ...ومقاربته انطلاقا من مبدأ الكثرة...؟


أية ضرورة تستدعي التفكير في الإنسان.... وما هي خصوصية التفكير الفلسفي فيه.....- ما دلالة ربط الإنساني بالوحدة..... وأي اقتضاء معرفي وقيمي يشرع لهذا الربط ويستدعيه...


أية احراجات يثيرها هذا الربط..... وبأي معنى يكون إثبات الكثرة.... والاعتراف بها داخل الإنساني شرط تحديده كونيا...



إن هدف الوعي بما هو ثقافة وأخلاق يتمثل في الانتقام من تصرفات القوي ....وبالتالي من مجرى الحياة لأنها بلا مبرروكل هذا من شأنه أن يؤثر على آليات تفكير الانسان....


وأسلوب حياته ويحوله من انسان عفوي وتلقائي الى كائن عدائي.... وتاريخ الانسانية عند نيتشه ليس إلا تاريخ حرب دائمة بين القوي والضعيف، بين الصحيح والمريض.... بين السيد والعبد....


ارتبط السؤال الفلسفي تقليديا عن الإنسان بصياغة مخصوصة تسأل عن الإنسان اعتمادا على صيغة ما هو الإنسان....


صياغة ستجد تعبيرها النهائي في التحديد الكانطي لرهان الفلسفة وسؤالها الأساسي الذي ترجع إليه بقية الأسئلة في سؤال ما الإنسان .....


تفترض هذه الصيغة التفكير في الإنسان من جهة الماهية واثبات ماهية مطلقة ومتعالية للإنسان....



إذا كان معنى الإنساني يمكننا أن نتجاوز، لحظة، تعقيدات التردد بين صيغتين مختلفتين للسؤال عن الإنسان ؛بين صيغة "ماهو الإنسان.....


ذات الطابع الماهوي والأفق الميتافيزيقي الكلاسيكي،وصيغة من هو الإنسان ...الأكثر معاصرة، فان ربط الإنساني بحدين يفترض فيهما التقابل وليس التقاطع....


الوحدة من جهة والكثرة من جهة ثانية.... حيلنا إلى مزالق لا تقل حدة نظرا لما يترتب عن استتباع هذا التقابل على تحديد دلالة الكليالكوني سواء تعلق الأمر باستتباعات معرفية ....


أوخاصة ايتيقية قيمية تتعلق بما سبق وان حددناه من رهان مركزي لمقاربة الفلسفة لمسالة الإنسان وتحديدا تعيين شروط العيش المشترك....

يتبع ج 2








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن