الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يجري و يحصل في إمارات الخليج

عبد الرضا حمد جاسم

2017 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمــــــــة : و انا اكتب عن السعودية و الخليج اليوم لا بد ان لحالة السيد سعد الدين الحريري المواطن الثلاثي الجنسية(سعوفرانكوليباني)...لأقول ان اجباره على الاستقالة محاولة فاشلة من محمد ابن سعود لتجريده من الحصانة التي يمنحها له مركز الحكومي اللبناني/رئيس وزراء...افشل هذه الخطة الحكيم ميشيل عون رئيس الجمهورية اللبنانية و ساعده في ذلك كل من دعا الى الهدوء في لبنان و تفويت الفرصة على من اراد الانفراد بالحريري في سجنه.
................................
الموضوع :
منذ الاستعداد للدورة الثانية لرئاسة اوباما للولايات المتحدة الامريكية (2009 ـ 2017) لَمَّحَتْ الادارة الامريكية لفكرة تقول ان امريكا تحاول الابتعاد عن منطقة الشرق الاوسط باتجاه اواسط اسيا ورتبت بعض الامور المهمة في انسحابها التي اُجبرت عليه من العراق في نهاية عام2011اي في مرحلة استعداد اوباما للتنافس الرئاسي لدورة جديدة... مثل زيادة انتاجها من النفط و تقليل اعتمادها على نفط الخليج ...هذا الانسحاب الذي اُشيع عنه من انه يمثل النهاية لفكرة الهيمنة الامريكية على المنطقة.
استمر حال الحال على هذا الحال مروراً بالاتفاق النووي مع ايران عام 2015 في لوزان(اي منتصف المرحلة الثانية من رئاسة اوباما) و رفع بعض العقوبات عن ايران و الوقوف موقف يحمل بعض الشدة في وجه اسرائيل و محاولتها وضع القضية الفلسطينية او بالأحرى الدولة اليهودية على سكة الحل الذي يتلاعب به ال"نتن "ياهو و اسرائيل عامةً يسارها الضعيف و يمينها القوي المتنوع.
دب دبيب الخوف في اوساط امارات الخليج الكبيرة منها و المايكرسكوبية منذ اعلان امريكا الانسحاب من العراق تحت تأثير هزائمها السياسية و العسكرية و الاقتصادية و الاخلاقية مما فسح المجال لظهور السيطرة الايرانية العلنية على الموقف السياسي و العسكري و الاقتصادي في العراق و تواصله مع تأثيرها في سوريا و لبنان بعد ان كان و منذ 09/04/2003 فعالاً تحت الغطاء .... فظهر الفراغ الذي ارعب مشايخ الخليج التي عاشت و ترعرعت و نمت في ظل تواجد امريكي مسلح قوي و مؤثر و فاعل وبدون خسائر مالية حيث كان هدف الولايات المتحدة هو التواجد و حماية المشايخ حتى على حساب دافع الضرائب الامريكي ...اعتبروا الانسحاب الامريكي هروب غير منظم عَّراهم من ملابسهم بكل اشكالها... حيث ان هذه الامور تعني فراغ سيعم المنطقة و بالذات في منظومة حماية هذه الامارات المبنية على تواجد امريكي عسكري ثقيل و تعهد بالحماية بكل اشكالها.
تعثرت امور الدولة اليهودية لعدم اتفاق العرب المحيط بها معها...فكانت الحيلة ذات الخطين تخرج من موضوع انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الخليج.
الخط الاول هو :من يحمي مشايخ و قبائل الخليج...قبل الخوض فيمن يحميها لا بد من ايجاد عدو اخر و شرس و توسعي ليكون مقبولاً فكانت ايران جاهزة بأطماعها و طموحاتها المشروعة و غير المشروعة حسب زوايا النظر اليها من هذا الطرف او ذاك...أذن تم تهيئة المسرح الواسع و التالي هو البحث عن الممثلين الذين يجب ان يصعدوا عليه و جمهور العالم يتفرج على هذه المهزلة الكبرى...ثم جاء التنافس على من يتصدر ليأخذ دور البطل في هذه السَمِجَةَ التي اكتملت فصول سيناريوهاتها "ال سعود أم أل ثاني أم أل زايد"... لا بد ان تبحث هذه المشايخ و القبائل عن حامي لها ففتحت ابوابها الى كل الغرب الراغب بإقامة قواعد عسكرية فكانت فرنسا و كانت بريطانيا و طبعاً قبلها الولايات المتحدة الامريكية و كانت هنا او هناك امانيا و غيرها لتمتد القواعد من الفاو حتى نهاية الشريط الساحلي لسلطنة عُمان......لكن هذا التواجد الرسمي الرمزي لهذه الدول لا يبدو انه نافع للحماية لأن موازين القوى جعل تلك القواعد تحت مدى الاسلحة المنتشرة في محيط تلك المشايخ فكانت الاشارات ان لا يستطيع حمايتكم ايها العربان البدو غير اسرائيل فأذهبوا اليها خفافاً و ثقالاً و اطلبوا بكل صراحة و تأكيد منها ان تتعهد حمايتكم ...فتوسع و ظهر على السطح التعاون الذي كان مخفياً بين اسرائيل و مشايخ الخليج بكل انواع التعاون التجاري الصناعي والأمني و العسكري و صارت الامور تظهر بشكل متباعد في الصحافة العالمية و الاسرائيلية اولاً و كان تركي الفيصل و انور عشقي و قبلها المكاتب التجارية و شركات الحماية الخاصة... ليصل اليوم الى اندماج استراتيجي بين هذه المشايخ و الدولة اليهودية و كان اكثر المجاهرين بهذا التعاون هم مشايخ ال سعود...فعادوا يتذكرون اجدادهم بنو قريضة و بنو النضير و بنو قينقاع و بدأ اولاد العم يتذكرون الماضي التليد و معهم الكثير من الاسانيد من "كتاب الله" و "سنة رسوله" و اقوال" السلف الصالح" و ظهرت فتاوى دور الافتاء من ال الشيخ و امام الحرم المكي و دعاة السلف ال"صالح" و اختفت فتاوى التكفير و القردة الخنازير...و في المقدمة من كل تلك الاسانيد ما اُطلق عليه :[عقد صحيفة المدينة ] حيث اُعيد التذكير بها و هي التي تمت بين محمد ابن عبد الله و كعب أبن اسعد في المدينة قبل اكثر من 1400 عام.....و اليوم يمثل احفاد محمد في الصحيفة الجديدة سميه "محمد بن سلمان" و يمثل بنو قريضة بدل كعب ابن أسعد حفيده "النتن ياهو"...لكن ليعلم حفيد محمد و سميه ان حفيد كعب قرأ التاريخ جيداً و استعد لهذا اليوم و لن يسمح بتكرار ما حصل لأجداده في تلك الغابرة بل سيطرح مايريد و منها التعويضات لأن ما جرى لأجداده بنو قريضة و بنو النضير و بنو قينقاع بعرف اليوم هو جريمة ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم و حالها حال محارق النازية في الحرب العالمية الثانية. ربما سيتفق الطرفين على تشكيل لجان لدراسة الحالة و تقدير الاضرار و اشكال التعويضات و اعادة اعمار ما تهدم من دور عبادة و مساكن.
في المقابل امتدت القواعد الايرانية على سواحلها من اقصاها الى اقصاها و هي مُتخمة بالسلاح بكل الانواع و المديات و ايران تتذكر جيداً كما كل الشعوب الحية ما حصل لها و ما اصطف ضدها في حرب عقد الثمانينات/القرن العشرين بينها و بين العراق. الفرق بين الملتين المطلتين على الخليج ان فُرْسِهِ قليلي الكلام كثيري العمل غير مبذرين و مبدعين و ينسجون بهدوء و دقة بعكس الجانب الاخر عُربِهِ المشغول بالدشاديش الفضفاضة و ما بين الفخذين و اشكال النكاح و الحور و اليخوت و صالات القمار و التعالي الفارغ على بعضهم و اهلهم و مشغولين بما تجاوزته البشرية من احكام و تعاليم و مفاهيم و بدل من ان يخصصوا الاموال للبحوث و الدراسات و الانتاج و الابداع خصصوا المليارات للبحث عن الاعجاز العلمي في تعاليمهم العتيقة و اسسهم الايديولوجية الناهية عن العلم و التعليم و الصدق و الحرص.
النتيجة في هذا الخط ان المشايخ تحتاج الى حماية ليقفز من هذه النتيجة الخط الثاني الذي هو :الحامي الجديد من نفس البقعة الجغرافية و لا يحتاج الى اساطيل و عبور البحار...انها اسرائيل...
و هو الخط الثاني :هنا وقع العربان في الذي لا مفر منه...فهناك عدو متربص كما يتصورون و هناك فراغ اسرع للانتشار به و توسع و اقترب من الحدود...وهناك انظمة هزيلة فكرياً و علمياً و سياسياً و اجتماعياً و عسكرياً و وطنياً يتكون من صغار و صغيرات اكبرهم و اوسعهم و اكثفهم تتسمى باسم شخص اختزل كل ما عليها و فوقها و تحت سطحها...أنه "سعود"
اسرائيل الحامي الجديد لم يتمكن من حماية نفسه و لن يتمكن من ذلك منذ اكثر من سبعين عاماً تقريباً و للمستقبل... يُراد لها اليوم ان تكون حامي حمى من كانوا اعداء لها...هم لا يعقلون و لا يعرفون ذلك و لا يعرفون ان اسرائيل دولة عقيدة تجمعت من كل الاصقاع و لا يمكن لقادتها التضحية بشبابها ...اي ان شبابها ليسوا مرتزقة يحاربون من اجل المال او بيد من يدفع المال كما يفعل العربان...و هي دولة مؤسسات من يخطأ فيها من قادتها يُحسب عليه ذلك الخطأ و كثيراً ما يخجل منه و ينزوي رغم حجم الفساد الذي هم عليه. فليعلم من لا يعلم و لم يتعلم من هؤلاء العربان ان اسرائيل لن تكون اكثر من حارس شخصي لا يأتمر بأمر ال "محروس" كما تعلموا على و من حُراسهم الشخصيين من المرتزقة انما هو مسؤول حماية يصدر الاوامر لل"محروس" و بطانته و عائلته لينفذوها دون نقاش حتى يستمر في ضمان حمايتهم لأنه ليس كما هم ...هو حارس يعمل بشرف في سبيل قضيته و يحترم عمله فهو كما قلتُ ليس مُرتزق مأجور...و لا يعلم هؤلاء العربان البدو أن هذا الحارس يستعمل العلم و العقل و نادراً ما يستخدم سلاحه الشخصي للقتل...فهو ليس قاتل مأجور...
اسرائيل لا تمتلك جيش كبير كثير العدد و لا تمتلك العتاد و السلاح الكافي الذي يغطي هذه المنطقة الشاسعة و هو كما قلتُ ليس مجموعة من المرتزقة المأجورين...فصار على مشايخ الخليج ان تشتري السلاح و تُكدسه و فق عقود مليارية و أن تُقيم احلاف من دول تعرض جيشها للإيجار مثل مصر و السودان و الباكستان كما حصل في حلفها ضد اليمن...
ان هذا الخط يعني حتى تضمن هذه المشايخ سلامتها يجب ان تستبدل ترليونات الدولارات التي تجمعت لديها في صناديقها السيادية او بنوكها او خزائن ارضها او ارصدها من الذهب التي تكدست و بدأت البنوك العالمية تأن بها و منها و لها و التي تراكمت بفعل الحماية الامريكية...أن تستبدلها بأسلحة ومُعدات ثقيلة و خفيفة سواء تحسن استخدامها او استعمالها و هذا هو الغالب ام لا و معها عقود لخبراء للإشراف و التدريب ليتم التخلص من تلك التي عفى عليها الزمن و لا تزال مكدسة في مخازن الولايات المتحدة الامريكية و قواعدها و اتباعها من الدول...
أي ان زمن الحماية بدون ثمن قد ولى الى غير رجعة...فمن يحمي المشايخ اموالها و جنودها و ما يتم استئجارهم من غير ابنائها و الاشراف و الادارة هو بيد اسرائيل و بمتابعة عليا من الولايات المتحدة الامريكية و هذا الذي يجري و يحصل اليوم.
و يشمل هذا الخط ايضاً تصفية ما عرقل التواصل بين الطرفين كل هذه الفترة حتى بوجود ضغوط الحماة اي الولايات المتحدة الامريكية و اقصد القضية الفلسطينية و الدولة اليهودية و الوطن البديل و اسرائيل الكبرى...الامكانات و العقول محدودة عند البدو و الحماية في طريقها الى المغادرة و العدو الحقيقي و المصطنع جاهز لينقض وهم اي العربان عراة حفاة و لا يسترهم الا ملابس الامبراطور...و لم يُحسنوا لا لجيرة و لا لأهل و لا لدين و لا انسانية...و اسرائيل بذكائها و امكاناتها و حبائلها و حيلها لن تُفرط بهذه الفرصة الوحيدة و الاخيرة و الناضجة...و تقول لهم اليوم بوضوح و شفافية تعالوا نعيش معاً ندثركم و نطعمكم و نحميكم و نمارس ما نرغب و لكم الأمن و الأمان و لكم من المال ما نبقي بعضه في جيوبكم لتستمروا بعيشكم المقزز المعيب... و ليس لدى العربان بعد ان حرقوا كل سفن النجاة و خربوا كل طرق العودة او اعادة التواصل إلا ان يندفعوا لينفذوا ما يُطلب منهم لذلك نرى تصريحات المسؤولين السعوديين و الاسرائيليين عن علاقات الود و المحبة و الوصال...و نسمع و نعيش فتاوى دور الافتاء في الحرمين و غيرهما و نرى الزيارات و الندوات و نلمس الحيرة الاردنية و عدم وجود اي دور للأردن فقد اُكِلَ لحمه و بقي العظم لكنه لا يزال في الصحن بانتظار ان ينتهي دوره و يُرمى في المزبلة لإعادة تدويره و استخدامه في صناعة اخرى. و نرى استدعاء محمود عباس لإسماعه قرارات السعودية و الامارات بخصوص حل الخلاف البسيط بين اولاد العم "الخليج و اسرائيل" عليه الموافقة والقبول أو رفع الدعم عنه و ان محمد دحلان موجود او ربما السيد مروان البرغوثي موجود حيث بعد كل هذه السنين في سجون اسرائيل تَّذَكره البرلمان الفرنسي او بعض البرلمانيين اليوم و سيتوجه وفد منهم لزيارته في سجنه...و نعيش كذلك "محنة" المواطن السعودي سعد الدين الحريري و المطلوب منه اعلان الحرب في لبنان او تجنيس و توطين و تحييد الفلسطينيين فيه او مصادرة امواله المنقولة و غير المنقولة و ربما حياته.
.........................
[اتمنى الاطلاع على ما نشرته : تحت عنوان : كيف احتل امريكا الخليج/ اربعة اجزاء نُشرت للفترة من 25/07 الى 01/08/2010 :الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=223715
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=223912
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224111
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224408
و كذلك مقالة السعودية و ما ادراك ما السعودية المنشورة في 09/08/2010
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=225231
.............................................
الى اللقاء في التالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فعلا عادة في البدن لا يغيرها إلا الكفن
سوري فهمان ( 2017 / 11 / 16 - 15:19 )
لسيد جان فرانسوا جاسم المحترم تحية ومحبة وبعد
على الرغم من تفرنسك لاغراض مادية مازلت بوقا ناشطا لاصحاب ولايت السفيه
فعلا عادة في البدن لا يغيرها إلا الكفن
مع تحياتي الفولتيرية


2 - أسبوعين كثيرة
داغر العصيمي ( 2017 / 11 / 29 - 10:33 )
لازلنا ننتظر جديدك.


3 - وثيقة مهمة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 11 / 29 - 19:31 )
http://www.raialyoum.com/?p=787136


4 - السيد داغر العصيمي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 11 / 29 - 19:33 )
اعتزاز و تقدير
سيأتي القادم و فيه مما فات و مما هو آت
دمتم بتمام العافية