الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقط كشف الغطاء

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


نحن السوريون لم نتغير منذ أن أصبحت دمشق تكنى بقلب العروبة النابض، بينما كانت تترّك، وتأمرك ، وتفرّس على مرأى من الجميع.
ليس هذا فقط. بل إنّ هذا القلب النابض يضمّ من العرب المأجورين والمرتزقة من السياسيين والفنانين والكتّاب، وقد صنع سوقهم في سورية، لكنّني ما أستغرب منه كيف يمكن لشاعر مثل الجواهري أن يمدح الأسد، ولماذا لم يمدح صدام ويبقى في مكانه. وكذلك مظفرّ النواب، ونزار قباني والرحابنة، وربما يقول أحدكم أن نزار كان ثائراً، وأنا أقول كان نزار كما الريح أين يطيب له الهوى يستريح، وعندما طاب له هوى صدام تزوج فتاة شابة مع قصة حبّ من تأليفه، وهي من عائلة مؤمنة بصدام وعرفات ولها وظيفة مرموقة.
أما أدونيس ذلك الكاتب العابر للقارات، فعندما أغدق عليه الطالباني، ومباشرة، وبعد مغادرته من بيته أعلن أن العرب أمة سوف تنقرض.
كل الذين كانت منابرهم سورية كانوا يقبضون لكن-ليس من الأسد- فهو معروف أنه يأخذ ولا يعطي.
ذكرت بعض الأسماء اللامعة على سبيل الذّم بالأشخاص، وليس العمل، فأنا من المعجبات بقوة اللغة في قصيدة الجواهري التي مدح بها الأسد.
بيننا من يعرف الحقيقة، ويسعى لإظهار نفسه بطريقة الثورية، وعندما تتابعه تعتقد أنه لا زال في المرحلة الابتدائية يكتب مواضيع الإنشاء.
في سورية تنوّع قومي وثقافي، لكن أبرز من ظهر على الساحة السياسية هم العرب والأكراد، ورغم أن بعضهم كان معتدلاً لكن صوته غير مسموع، ومع أنّني أؤمن بحق الشّعوب، لكنّه في العصر الحالي لا يتجاوز هذا الحق كونه أمر واقع لا يؤثر فيه النّضال، فالرأسمال هو الذي يتحكم بالموضوع، ولو اعترف العالم باستقلال كردستان أو كاتلونيا لصفقنا لهما، وكتبنا عن انتصار الشعوب.

إنّ البعض منا كان يعرف أن موضوع القضية الفلسطينية هو أمانة بيد أمريكا، لكن في كل مرة نخلق حرباً ننتصر فيها، ونخسر أبناءنا والمشكلة أننا كنا نصدقهم. فقد غسلوا أدمغتنا بالتدريج، وهذا ما حدث في موضوع كردستان، فقد كان بعض القافزين إلى عالم المصلحة يروجون أن موضوع الاستقلال بات في حكم المنتهي، وأغلبهم من الأكراد السوريين ، وهم مدركون تماماً أن أي موضوع يطرح لا علاقة للشعوب به، وليس القرار لها. وهم المسؤولون عن خيبة الأمل التي تمّت فيما بعد، لأنّ رئيس الإقليم السيد البرزاني لم يقل أن الاستقلال على الباب. بل قال الاستفتاء إجراء غير ملزم.
لا يوجد شعب متعدد القومية والدين في سورية حالياً . تغير الأمر. يوجد اليوم شعوب سورية إيرانية، وشعوب سعودية، قطرية ، تركية، روسية ، وحتى سيساوية، وكلهم لهم جيوش، وناطقين إعلاميين. فقط الشعب السوري أصبح بكل مكوناته كالهنود الحمر داخل سورية .
قد يسأل أحدكم وما هو الحل؟
لن يكون الحلّ بمقال. الحل في تغيير الثقافة، وإذا كان تعريف الانتهازية وفق القواميس الغربية هي استغلال الفرصة بذهن منفتح للحصول على امتيازات يعتقد من يحصل عليها أنها أبدية، وهم يقصدون في ذلك مجال الأعمال فالشخص الانتهازي شخص منفتح الذهن. ما يجري في سورية ليس انتهازية. هو بيع وشراء لأرواح الآخرين، ولا بد من تغيير الثقافة المجتمعيّة التي تعتمد على مبدأ إما أنا أو الطوفان، ومع أنّ الطوفان حلّ، لكن لازال الموت قيمة، وليس للحياة قيمة.
إن ما يجري على الأرض هو أمر متوقّع ضمن هذا الانقسام في الانتماء إلى دولة ما، وعندما يأتي يوم ننتهي فيه من تقديس البلاط وحواشيه سوف نضع رجلنا على أول الطريق.
هذه هي سورية الأسد. لم يتغيّر فيها شيء سوى أنّ الغطاء قد كشف عن الصراع الذي كان موجوداً، وأصبح أكثر دموية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء