الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الاسرائيل العربي ... ديني ام قومي

صادق العلي

2017 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الصراع الاسرائيل العربي ... ديني ام قومي
,,,
تداخل الاحداث وغياب الحقائق او تغييبها , جعلت الباحث الموضوعي ( بدون قناعات مسبقة ) جعلته امام ثنائية ليست غريبة على الشرق الاوسط , ثنائية تصديق رواية الاول على حساب الثاني !, بمعنى اخر اما صديق او عدو إذ لا يحتمل العقل الديني اي منطقة وسط بينهما , هذا يحدث بشكل واضح فيما يسمى الصراع العربي الاسرائيلي .
وصل الصراع بين ( اليهودية والسلام – العبرية والعربية ) الى درجات غبية , ليس فيما يخص تاريخهما او مستقبلها كأديان او كقوميات , ولكن فيما يخص تعاطيهما مع بعضهما كأعداء من جهة , واستخدام القسوة المفرطة تجاه الابرياء من الطرفين من جهة اخرى , امام الادعاء بالتحضر والتعايش في التصريحات الرسمية نجد بشاعة تعاملهما على ارض الواقع , مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الموقف ( اليهودي او العبري ) اكثر وضوحاً من خلال اعلانهم مواقفهم بكل صراحة وبشكل رسمي في اغلب الملفات العالقة بينهما , كما في ملف مدينة القدس مثلا ً إذ يعلنوا موقفهم وتمسكهم بالمدينة التاريخية وبأحقيتهم بأمتلاكها مع عدم امكانية وجود اي تنازل عنها او عن اي جزء منها, كذلك في ملف اللاجئين ورفضها حتى تسميتة حق العودة فأسرائيل لا ترى اي حق للفلسطينيين بالعودة وتعلن هذا الموقف بكل صراحة .
بعض المشتركات او الحالات التي يمارسها الطرفان :
1-تغيير مرجعيات الصراع بحسب الموقف ( تاريخي – ديني - سياسي ) .
2- شيطنة الاخر ( تصور العدو على انه شيطان ) .
3- ملائكية الانا والارتقاء بالذات الفردي والجماعي على اعتبار ( الرب – الله – الاله ) ملكية خاصة .
4- القناعة بوقوف العالم بأسره مع العدو ( الطرف الاخر ) .
5- نزول ( الرب – جنود الله – ملائكة الرب ) للدفاع عن دينه الذي يمثله احد الطرفين ونفس الشيء بالنسبة للطرف الاخر .
نلاحظ تشابه القناعات بل وصولها حد التطابق بين الطرفين ( اليهودي الاسلامي – العبري العربي ) وهذا تاريخياً مقبولاً الى حد ما للتداخل الديني والتعايش الاجتماعي بينهما لالف السنين , لكن هذا التشابه وهذه القناعات المتطابقة تكون مرفوضة لانها مبنية على لحى طويلة وتعاليم دينية يعتقد اصحابها بصحتها ادت وتؤدي الى ادامة الصراع , ايضاً هذا التداخل متأتٍ من استلال العقيدة الاسلامية من العدو الابدي وهو العقيدة اليهودية , انا هنا لا اتناول صحة الاديان من بطلانها ولكني اتناول صراع مباشر على ارض فلسطين او غير مباشر في كل بقعة من هذه الارض ومطالبة الجميع على ان يكونوا حطباً له .
نلاحظ الغياب التام للمصادر والوثائق التاريخية بعيداً عن الكتب المقدسة لشخصيات اساسية لدى اليهودية ولدى الاسلام , مثل شخصية ابراهيم ابو الاديان وقصة ذبح ابنه ( اسحق او اسماعيل ) , غياب هذه المصادر والوثائق جعلت الجميع كما اسلفت امام خيارين لا ثالث لهما , فأما تصديق القصة التوراتية او تصديق القصة القرآنية من ناحية , او الالحاد اذا ما رفض احد ما الروايتين مجتمعين وهو امر مفروض وليس خياراً لغرائبية القصة برمتها من ناحية ثانية .
بالمقابل يحاول البعض اضفاء صبغة سياسية فقط على الصراع العربي الاسرائيلي وهؤلاء البعض سيفشلون بالتأكيد , لانه ببساطة لا يوجد نصوص ولا ادلة على ادعاء الطرفين بعيداً عن كتبهم المقدسة , حتى مستقبل الصراع مرهون بروايات الكتب المقدسة وبالتالي هي حالة ايمانية عقائدية بأمتياز , مع ادعائهما الدائم بتقبل الدين الاخر ولكن رفض المتدينين المتشددين الذين يستمدون تشددهم من الدين نفسه , وعليه هل يتقبل الطرفان تناول هذا الصراع بدون الانحياز لاحدهما ؟, وهل يتقبل الطرفان فكرة استبدال الزيف المترسخ بعقولهم بحقائق يفرضها العقل ؟.
يجب ان لا ننسى ان اجيال ما بعد اعلان دولة اسرائيل تختلف تماماً بتعاطيها مع الصراع عن الاجيال ما قبل الصراع , ناهيك عن اجيال الثورة التكنولوجية والاتصالاتية الذين لم يتعايشوا مع مصطلحات المصير المشترك او العدو المتربص او الوطن الموعود وغيرها من الشعارات التي تأجج مشاعر الحقد والكراهية على الطرف الاخر , ايضاً يجب ان لا ننسى تأثير الحروب الشيعية السنية التي أدت الى عدم وجود رؤية عربية موحدة للتعاطي مع الصراع , مما ادى الى اضعاف الموقف العربي بشكل كبير , هذا ما شجع ايران على الدخول الى حلبة الصراع وتعلن تصديها للمشروع الاسرائيلي في فلسطين والعالم العربي والاسلامي , لتحمل ايران راية المدافع عن الشعوب العربي والاسلامية المنشغلة بالجنة والغلمان والحور العين , فهل تتغير تسمية الصراع الى ( الفارسي الاسرائيلي ) .

صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر