الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو طبقنا قانون الغربان في حياتنا اليومية؟

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كلما نقرأ عن حالات تقتيل في البشر، كلما أتذكر موقف الغراب الذي ذُكِرَ في القرآن الكريم، ذلك الغراب الذي علم قابيل كيف يحفظ جثة أخيه هابيل ، و يدفنه تحت التراب، في أول جريمة قتل نفس بشرية بين أبناء الأنبياء، و لن نسترسل في الحديث عن مسلسل القتل و الاغتيالات في تاريخ البشرية، لأن ذلك يتطلب سنوات لعرض أحداثها، و إنما يكفي أن نسترجع هذه الذكريات الدموية الأليمة في بلادنا ومنذ أيام الثورة الجزائرية، للحديث عن قادة تاريخيين تمت تصفيتهم جسديا ليس على يد المستعمر، و إنما على يد إخوانهم و رفاق الدرب، بعضهم مات بالرصاص و آخرون بالشنق، و قد تفنن مرتكبي هذه الجرائم في تعذيب إخوانهم، لا أتكلم عن قتل الخونة ( الحركى) الذين باعوا نفسهم لفرنسا، و لكن عن الذين تمت تصفيتهم جسديا بدافع الغيرة و الحقد و الجهوية، من أجل الحُكْمِ، و كيف استمر القتل في الجزائر بعد الاستقلال و في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، بدءًا بالربيع الأمازيغي حتى العشرية السوداء، و ما زلنا نقرأ عن المفقودين و هل هم أحياء أم أموات؟ و إن كانوا أمواتًا، فهل تم دفنهم من باب الإنسانية ، أم أن جثثهم أكلتها الوحوش المفترسة ؟..، ليس غريبا طبعا أن يكون الغراب مُشَرِّعًا، يُسِنُّ قانون الرحمة و الإنسانية، قانونا يحفظ به كرامة الحيوان مهما كان جنسه و العائلة التي ينتمي إليها ، والعبث كل العبث أن يقف الإنسان متفرجا يتعلم من طيرٍ جارحٍ و هو يدفن بني جلدته تحت التراب ثم يغطيه..
هي حكمة إلهية طبعا أرادها الله لكي يعطي للبشر درسا في الشعور بالذنب، و الاعتراف بالجريمة، و أن الغراب أكثر من البشر احتراما لقانون الحياة، و أنه بإمكان الجماعات ( بشرية كانت أم حيوانية) أن تعيش في إطار قوانين تضبطها و تنظمها، تقول الأسطورة أن الغربان كانت تجتمع في حلقة لتشكل ما يشبه المحكمة و تطبق القانون على من يرتكب جريمة في حق الآخر و يستحق عليها الجزاء، و يقال أنه إذا ما اعتدى غـراب على عـش غيره ليغزو طعام الصغار فإن ذلك حــُـكمه نـتـف ريـش الغراب المعتدي إلى أن يصبح عاجزاً عن الطيران، أما جريمة الاعتداء على أنثى غـراب أخر هي الأقسى عقوبة؛ فإذا ثبتت إدانته و صدر حكم بالإعدام يـهاجمه عدد من الغربان ويمزقونه بمناقيرهم الحادة حتى يموت... بعدها يحمله أحـدهم بمنقاره لـيحفـر له قبراً يتسع لجسده القتيل ثم يضع عليه التراب احتراماً لحرمة الموت، رغم وجود محاكم لنصرة المظلومين و إدانة المجرمين، غير أنّ المال أصبح هو القانون الذي ينظم الناس، و جعل من المظلوم ظالما و حوَّل الظالم إلى مظلوم، كما جعل من الشريف الطاهر خائنا و مدنسا، و الدليل فشل الجهات المسؤولة في محاربة الفساد وغضها البصر عن مجرمين نهبوا مال الشعب، و عاثوا في الأرض فسادا لا لشيئ إلا لأنهم يتمتعون بالحصانة البرلمانية، أم متعددي الجنسيات و لهم من يحميهم من وراء البحر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر