الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن ومقصلة العروبة

طلعت رضوان

2017 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تبدوالأحداث فى اليمن (ظاهريًا) أنها صراع بين السنة والشيعة ، أى بين السعودية وإيران ، وفى التاريخ القديم تعرّض اليمن لغزوالحبشة. وكانت (الحجة) دينية بينما الأسباب اقتصادية.
استعان (سيف بن ذى يزن) بالفرس لإنقاذ بلاده من الأحباش . وكان العالم آنذاك جبهتيْن : (الروم والفرس) سخـّـرالروم قواهم السياسية للهيمنة على جزيرة العرب وإبعادها عن الفرس. وعمل الفرس على تحطيم مؤيدى الروم ، لمنع سفنهم من الدخول إلى البحرالهندى . وعمل المعسكران على نشر وسائل الدعاية للتأثيرعلى العقول ، فسعى الروم والفرس لنشرالمسيحية ، بينما الهدف الاستيلاء على اليمن ، والسيطرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والمحيط الهندى.
صمّم (سيف بن ذى يزن) على طرد الأحباش من اليمن ، فذهب إلى قيصر الروم يلتمس منه العون لإخراج الأحباش من بلاده. ووافق على أنْ يُرسل من يختاره (من الروم) فيكون له (مُـلك اليمن) لم يستجب القيصر للطلب . اتصل سيف بملك فارس الذى أمده ب 800 محارب و8 سفن . فلما علم (مسروق بن أبرهة) بالخبر، جمع جنوده ، ولكن الفرس أصابوه بسهم وانهزم جيش الحبشة. ودخل القائد الفارسى (وهرز) مدينة صنعاء وصار (حاكم اليمن) وكتب بذلك إلى كسرى ، الذى كتب إليه وأمره أنْ يُملــّـك سيف على اليمن . ورضى سيف بذلك مقابل أنْ يدفع (الجزية) للفرس كل عام . وكان (باذان) آخر من تولى حكم اليمن من الفرس.
000
فى الزمن القديم احتلال حبشى والصراع بين الروم والفرس للسيطرة على اليمن. وفى الألفية الثالثة الصراع بين السعودية وإيران للسيطرة على اليمن . لجأ سيف للرومان والفرس ، بالضبط كما يحدث اليوم فيلجأ الحوثيون إلى إيران التى تـُـدعّمهم بالمال والسلاح ، ويلجأ قسم آخر من اليمنيين للسعودية ، ومن خلف الستار، تقف الإدارة الأمريكية وفى قبضتها كل خيوط وتفاصيل السيناريو للسيطرة على اليمن ، وتقف روسيا مع إيران.
فى عام1962غزا الجيش المصرى اليمن، بحجة تحويله من النظام الملكى إلى الجمهورى، وكأنّ النظام (الجمهورى) الذى أقامه فاشيست أمثال عبد الناصر وصدام والقذافى والأسد أفضل من النظام (الملكى) فى السويد . وبعد 53سنة ، هل النظام (الجمهورى) نقل الشعب اليمنى نقلة حضارية (واحدة)؟ كان النشيد الأوحد (العروبة) وبينما العروبيون يُردّدون ذاك النشيد العروبى، فإنّ الكاتب الليبى (أبوالقاسم صميدة) اختلف مع تلك الجوقة فكتب ((الكارثة أنّ العرب لم يتخلــّـصوا من ثقافة داعس والغبراء، ولم ينسوا تقاليد حرب البسوس وسلوكيات الثأر والسلب والقبائل والعراك البدائى)) (أهرام 16/11/2003) أما الشيخ حمد بن جاسم (وزير خارجية قطر الأسبق) فقال ((على دول الخليج ألاّ تخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولا تخجل من وجود القوات الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام 12/1/2004) ودعـّـم هذا الرأى سيف الإسلام القذافى الذى قال ((إنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطار صفقة تاريخية مع تونى بلير ولم يُمانع سيف الإسلام من منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا ((إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) وكان تعليق أ. سلامة أحمد سلامة ((ولا أحد يعرف ضد من؟ خاصة وأنّ سيف الإسلام لعب دورًا مهمًا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا وأقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية)) وأضاف ((إنّ القومية العربية فقدتْ منذ وقت طويل زخمها بعد أنْ تحوّل الجميع إلى السباحة فى مياه الهيمنة الأمريكية)) (أهرام 12/1/2004)
ورغم كل ذلك يؤيد كثيرون التدخل المصرى فى تلك الحرب التى تدار لصالح الإدارة الأمريكية ، وحجتهم حماية باب المندب ، فى حين أنّ الدول الاستعمارية حريصة عليه ، لأنه يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحرالعرب ، وهو ميناء حيوى يتم من خلاله نقل حوالى ثلاثة ملايين برميل من البترول يوميًا إلى أوروبا وآسيا وأميركا. أى أنّ الدول الاستعمارية كفيلة بحماية باب المندب ، فلماذا تتورّط مصر فى هذا الصراع؟ ولماذا لا يكون الاهتمام بمصر، وليس بالعروبة التى فقدتْ زخمها على حد قول الراحل الجليل أ. سلامة أحمد سلامة؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح