الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرح أنطون و المدن الثلاث ما بين العلمانية و الماسونية (الدين، العلم، المال ) 2_1

عبير سويكت

2017 / 11 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


فرح أنطون و المدن الثلاث ما بين العلمانية و الماسونية (الدين، العلم، المال ) 2_1


بقلم :عبير سويكت

الجزء الأول


فرح أنطون هو ذاك الروائي العبقري، و الكاتب الصحفي السياسي و الإجتماعي، و المسرحي الرائع، ولد في طرابلس لبنان حيث أكمل دراسته في مدارس كاثوليكية ،عمل بالتجارة و هاجر إلى الإسكندرية بالقاهرة هرباً من الإضطهاد العثماني، فعمل صحفياً و أسس مجلة أسماها (الجامعة العثمانية) حيث كانت تحكي عن العلاقة بين الناس في الدولة العثمانية آنذاك، لكن سرعان ما تم حذف كلمة (العثمانية) و صار إسم الجريدة( الجامعة) ،لأن فرح أنطون كان من أنصار حركة التغيير، و لكن لم يأتي الإنقلاب بما يرجى منه، فكان فرح أنطون من المفكرين العرب الذين عملوا على تبلور القومية، و قد ألف مذكرات ذكر في الجزء الأول منها حياته في مصر، و قال : (الدولة العثمانية عدتنا في مثدتنا) ،لأنهم كانوا يرون في الدولة العثمانية اخر حماية من الحرب، ثم كانت مسرحية صلاح الدين و ملحمة أورشليم التي تتكلم عن دعوة صلاح الدين لتحرير القدس، لكن منعت هذه المسرحية من العرض و ألغى جزء منها، و قيل أن الجيش البريطاني كان بالمرصاد لخوفهم من هذه المسرحية و ما سوف يقال فيها.


فرح أنطون أيضاً كان يؤمن بالاشتراكية و من أول منظريها العرب في مجلة الجامعة، فقد فرق بين الماركسية و الإشتراكية اليوتوبية في إنجلترا التي وجد فيها نموذجاً، علما بأن كلمة الإشتراكية وجدت قبله بعشرين عاماً، حيث كانت مجلة المقتطفات تفرق بين الإشتراكيين و الشيوعيين في نهاية القرن التاسع عشر.

و فرح أنطون هو من أوائل رموز التيار العلماني، و هو صاحب المناظرة المشهورة مع الشيخ محمد عبده أحد كبار المجددين في الفقه الإسلامي و كبار رموز دعاة الإصلاح، فقد أصبحت تلك المناظرة أنموذجا يستشهد به لتبين قيم العلمانية، فبعد أن نشرت جريدة الجامعة مترجمات و مختصرات لفلسفة إبن رشد لفرح أنطون ،أثار هذا الحدث غضب
السيد محمد رشيد رضا المفكر الإسلامي، و أحد رواد الإصلاح الإسلامي، و مؤسس مجلة المنارة فقد كان أيضاً صحفياً وكاتبا وأديبا لغويا. من أشهر تلاميذه حسن البنا ،واستاذه الشيخ محمد عبده.

و عندما كانت ردة فعل محمد رشيد رضا قوية على مختصرات الجامعة عن فلسفة إبن رشد وكتابه و أعتبرها معركة دينية بغرض مهاجمة الإسلام، و مؤامرة لتدميره و لا بد من الرد على مجلة الجامعة و لكنه يرتفع و يتنازل عن الرد للشيخ محمد عبده، و من هنا كان انطلاق المناظرة الشهيرة بين فرح أنطون و محمد عبده التي أصبحت أنموذجا للفكر العلماني و بدايته في المشرق العربي بالتحديد مصر.

علماً بأن العلمانية بدأت في مصر منذ عهد محمد علي باشا الذي حاول إدخال العلمانية سياسياً عن طريق بسط المواطنة و إدماج المسيحين في الجيش المصري و إلغاء الجزية على الاقباط و السماح بالتنقل بهدف إقامة دولة قومية مصرية، لكن ما بين العلمانية تطبيقا سياسياً، و نظرية العلمانية التي كانت في الأساس متعلقه بفلسفة إبن رشد و المناظرة الدينية أو الفلسفية بين محمد عبده و فرح أنطون بهدف إحداث نهضة عن طريق فصل الدين عن الدولة و تبين قيم العلمانية، نجد أن ابن رشد و فرح أنطوان هما من أوائل منظري الفكر العلماني العربي ، و الحث على التأكيد على أن العقل هو أساس كل نهضة، و لابد من فصل السلطة الدينية عن المدنية من أجل إستقلالية القرار الوطني، و مجارة تيار التمدن لنهضة البلاد بعدما لحق بها من ضرر بسبب مزج الدين بالدولة .

نواصل البقية في الجزء الثاني

عبير سويكت
21/11/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر